إشكالية العاطفة في الغرب والشرق
مابين الإختزان أو الإختزال
مما أجده متضاربا وبحاجة أكثرللفهم هو هذا التفاوت التعبيري في ظاهر الأشياء وباطنها، ما يدفع للتساؤل عن ماهية العمق في العاطفة ومدلولاتها التعبيرية مع ارتباطها بالبعد الثقافي والحضاري للزمان والمكان مع مجمل نسيج المفاهيم والقيم المتمثلة بالعادات طوراً، وبشكل التعبير الفردي كفكرة متبناة أو معتقد بها لمن أنشأ لذاته استقلالية تعبيرية وجعل الأخذ بأسبابها من ضمن أسس بناء الشخصية التي شكلت على مر التجارب الفردية ضمن ارتباطها بمناخ المحيط الفكري للمجتمع الحاضن لها.
لاريب أن المكون الإجتماعي المصيغ والمؤسس لهذه التعابير له الدور الأكبر... لكن ماذا عن البنية النفسية الفطرية المشكل الأساسي للشخصية الفردية؟
هل الطابع الفردي مصدره الأساسي هو تلك الذات بعيدا عن تداخلات المجتمع الذي يعتبر رداء لها؟ أم أن الدافع لأي طريقة تعبير ضمن صياغته بشكله الظاهري، يكون محكوما أولا بتلك القيود المفروضة كعناصر لقواعد ينبغي الأخذ بها؟ وبعيدا عن حاجة الإنسان للتعبير عن ذاته بما تنبض به بما هي عليه؟
لنأخذ مثالا على ذلك طريقة الترحيب بغائب غال على الآخر... قد يكون لدينا حالتان متماثلتان بعمق العاطفة والرغبة في التعبير عنها... نجد بالحالة الأولى التي تنتمي للشرق طرقا مختلفة تماما بالتعبير ... نجد الحميمية والتأهيل والعناق مع الكثير من الكلمات والقبل
وبالتالي... نجد في الغرب، لذات الحالة وتحديدا بين طرفين لهما الدرجة ذاتها من الإشتياق تعبيرا مختلفا تماما... يتبدى في احتضان بارد وتربيت بأطراف الأصابع على الكتف...
هنا.. أجد.. الإختزال... وأتساءل عن.... الإختزان
كيف للطبيعة الغربية أن تؤطر شكل الود والإشتياق ضمن مستطيل من احتضان تتحرك بزاويته بضعة أصابع تربت على الكتف بمودة وهي تمسح عليه؟
وأنتقل إلى الصورة الثانية... الشرقية... لأراها حافلة بالحرارة تكاد تضج بالحركة، حركة تتشارك بها رؤوس وشفاه وأذرع حركة فيها الكثير من القبل والعناق مع تكرار لهذه الحركات عدة مرات.. وهذا نجده كمثال على ذلك أيضا أبلغ ما يكون عند البسطاء من الناس المتحررين من التكلف، والمعلنين ببساطة عن فخرهم بما في قلوبهم عبر شفاههم التي تنهال بالتقبيل والكلام... ربما بدافع من عاطفة مودة جياشة تجاه ابن أو صديق أو حبيب. بعيدا عن بروتوكولات التهذيب أو لجم أو كبح ما هو فطري في التعبير..
وهنا أريد أن اربط بين كل حالتين متماثلتين بدرجة القرب بين طرفيها.... إحداهما شرقية والثانية غربية.. فأجد أن التعبير يطغى على الإختزال في الأولى بل هو شكل من أشكال تصدير المخزون إلى السطح ضمن مفردات تعبيرية تتمثل بعفوية الحركة.. وكلغة جسد نجد أنها أشد ما يكون تصويرا صادقا لمخزون يراد الإعلان عنه، أو بمعنى آخر.. إختزان قد تحرر من مفهوم الإختزال.
في حين... أن الصورة الأخرى... نجدها..... حالة كمون.... ربما لإختزان عاطفي.. (مشذب) ربما هذا ما يراد به.. لكنه... يذهب بالكثير من صدق إنسانيتنا.. في كبحها.
ليس أجمل من قبلة أم ولهفة صديق وشوق لغائب.. وليس أدل على عمق العاطفة.... كالتعبير عنها... بكل صدق
نضال سواس
مابين الإختزان أو الإختزال
مما أجده متضاربا وبحاجة أكثرللفهم هو هذا التفاوت التعبيري في ظاهر الأشياء وباطنها، ما يدفع للتساؤل عن ماهية العمق في العاطفة ومدلولاتها التعبيرية مع ارتباطها بالبعد الثقافي والحضاري للزمان والمكان مع مجمل نسيج المفاهيم والقيم المتمثلة بالعادات طوراً، وبشكل التعبير الفردي كفكرة متبناة أو معتقد بها لمن أنشأ لذاته استقلالية تعبيرية وجعل الأخذ بأسبابها من ضمن أسس بناء الشخصية التي شكلت على مر التجارب الفردية ضمن ارتباطها بمناخ المحيط الفكري للمجتمع الحاضن لها.
لاريب أن المكون الإجتماعي المصيغ والمؤسس لهذه التعابير له الدور الأكبر... لكن ماذا عن البنية النفسية الفطرية المشكل الأساسي للشخصية الفردية؟
هل الطابع الفردي مصدره الأساسي هو تلك الذات بعيدا عن تداخلات المجتمع الذي يعتبر رداء لها؟ أم أن الدافع لأي طريقة تعبير ضمن صياغته بشكله الظاهري، يكون محكوما أولا بتلك القيود المفروضة كعناصر لقواعد ينبغي الأخذ بها؟ وبعيدا عن حاجة الإنسان للتعبير عن ذاته بما تنبض به بما هي عليه؟
لنأخذ مثالا على ذلك طريقة الترحيب بغائب غال على الآخر... قد يكون لدينا حالتان متماثلتان بعمق العاطفة والرغبة في التعبير عنها... نجد بالحالة الأولى التي تنتمي للشرق طرقا مختلفة تماما بالتعبير ... نجد الحميمية والتأهيل والعناق مع الكثير من الكلمات والقبل
وبالتالي... نجد في الغرب، لذات الحالة وتحديدا بين طرفين لهما الدرجة ذاتها من الإشتياق تعبيرا مختلفا تماما... يتبدى في احتضان بارد وتربيت بأطراف الأصابع على الكتف...
هنا.. أجد.. الإختزال... وأتساءل عن.... الإختزان
كيف للطبيعة الغربية أن تؤطر شكل الود والإشتياق ضمن مستطيل من احتضان تتحرك بزاويته بضعة أصابع تربت على الكتف بمودة وهي تمسح عليه؟
وأنتقل إلى الصورة الثانية... الشرقية... لأراها حافلة بالحرارة تكاد تضج بالحركة، حركة تتشارك بها رؤوس وشفاه وأذرع حركة فيها الكثير من القبل والعناق مع تكرار لهذه الحركات عدة مرات.. وهذا نجده كمثال على ذلك أيضا أبلغ ما يكون عند البسطاء من الناس المتحررين من التكلف، والمعلنين ببساطة عن فخرهم بما في قلوبهم عبر شفاههم التي تنهال بالتقبيل والكلام... ربما بدافع من عاطفة مودة جياشة تجاه ابن أو صديق أو حبيب. بعيدا عن بروتوكولات التهذيب أو لجم أو كبح ما هو فطري في التعبير..
وهنا أريد أن اربط بين كل حالتين متماثلتين بدرجة القرب بين طرفيها.... إحداهما شرقية والثانية غربية.. فأجد أن التعبير يطغى على الإختزال في الأولى بل هو شكل من أشكال تصدير المخزون إلى السطح ضمن مفردات تعبيرية تتمثل بعفوية الحركة.. وكلغة جسد نجد أنها أشد ما يكون تصويرا صادقا لمخزون يراد الإعلان عنه، أو بمعنى آخر.. إختزان قد تحرر من مفهوم الإختزال.
في حين... أن الصورة الأخرى... نجدها..... حالة كمون.... ربما لإختزان عاطفي.. (مشذب) ربما هذا ما يراد به.. لكنه... يذهب بالكثير من صدق إنسانيتنا.. في كبحها.
ليس أجمل من قبلة أم ولهفة صديق وشوق لغائب.. وليس أدل على عمق العاطفة.... كالتعبير عنها... بكل صدق
نضال سواس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق