اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

رواية "رصد" للكاتبة الأردنية علا عليوات ... تحفر في الوعي الشعبي

عمّان ـ لعل موضوع البحث عن الكنوز المدفونة أخذ حيزا كبيرا في الأعمال الدرامية والأدبية خلال العقود الأخيرة، وما رافق تلك الظاهرة من عمليات شعوذة ونصب واحتيال، واختلاط الحقائق بالخرافة، ووصولها حد الأسطرة، ومع ذلك فقط شغلت الظاهرة الرأي العام كثيرا، وانخرطت فيها أعداد كبيرة من الناس من مختلف المستويات الاجتماعية، وبدوافع متنوعة، سواء أكان ذلك بدافع البحث عن الثراء السريع، أو الخروج من الأزمات الاقتصادية التي يمر بها الأفراد، مثل البطالة أو الإفلاس.. الخ.
الكاتبة الشابة علا عليوات خاضت غمار هذا الموضوع، في روايتها "رصد" الصادرة مؤخرا عن الآن ناشرون وموزعون، مدفوعة بالرغبة بالحفر في الأبعاد النفسية لهذه الظاهرة، إلى جانب الأبعاد الأخرى العقائدية، والمعرفية، والاجتماعية. فالشاب يوسف، الرقيق، المهتم بجمع الحشرات ودراستها، الذي يلجأ للالتحاق بمجموعة من صائدي الكنوز، يضطر إلى ذلك تحت وطأة البطالة التي يعاني منها، وهو يحلم، كما بقية البشر، بلحظة حب تلقي فيها حبيبته برأسها على كتفه. الأشخاص الذين يرتبط بهم يوسف لا يجمعهم شيء، كل منهم له هدف: "ما الذي قد يجمع هذا الأستاذ بنظارته السميكة وشاربيه المقوسين ولحيته الكثة - التي تبدو وليدة الإهمال واللامبالاة أكثر منها محاولة لإثبات موقف - بذلك الشيخ ذي اللحية القصيرة المشذبة والدشداشة والعمامة الصوفية".

"نظر إلى عناد إلى جانبه وسأل نفسه عمّا جمعه به هو أيضًا. منذ الطفولة وهما يسكنان في منزلين متجاورين ويرتادان المدرسة نفسها، لكنّه لطالما شعر بنفور من فجاجته وبلاهته بلغ حد الاشمئزاز، فلم يتصوّر يومًا أن يبلغ به اليأس أن يذهب إليه بقدميه ويطلب منه إشراكه فيما يفعله، أيًا كان ذلك".

تسير الرواية في خطين متوازيين: رواية إليانا الرومانية، التي تخفي كنزا في الصخر إلى جوار قبر أبيها، هو كل ما ورثته الفتاة من أبيها المتوفى، وحرصا منها أن لا يسلبه أحد، وبالأخص كاسيوس الذي كان يتقرب منها طمعا بالمال.

أوردت الكاتبة هذه القصة حتى توحي بأن فكرة الكنوز المدفونة والعلامات فوقها التي تسمى رصدا، إن هي إلا حقيقة، لكن في المقابل، نجد القصة الأخرى الموازية ليوسف ومجموعته لا تملك سوى أن تبحث عن تلك الكنوز الضائعة بوسائل غير واقعية، فتؤول النتيجة إلى فشل متكرر، فيوسف الذي يفشل في المحاولة الأولى، ويكتشف حقيقة خزعبلات البحث عن الكنوز، ويقرر التوقف عن ذلك، لكنه يعود لهذا العمل بعد سنوات تحت ضغط الحاجة، ليفشل من جديد.

ورغم أن الكاتبة لا تشير بشكل مباشر إلى فشل المحاولات، وتترك النهاية خارج مساحة الجزم، مفتوحة على التأويل، إلا أن نتائج سلوك يوسف وفعله يقودانه إلى الفشل، فشل بالعثور على الكنز، والخروج من أزمته. ويبقى السؤال: لماذ كرّر- إذاً - يوسف العمل ذاته رغم قناعته بفشله، وتهافته؟

الرواية التي جاءت قصيرة، فهي بحدود 115 صفحة من القطع المتوسط، ضمت كما أسلفنا قصتين سارتا بشكل متواز، جاءت فصولهما قصيرة، متلاحقة، متوترة، توتر الحدث نفسه، فمشاهد البحث عن الكنز ليلا، وفي أماكن موحشة، لا شك أنه لا يترك من يقوم بذلك العمل في حالة من الترقب، والخوف، بل وينقل ذلك الترقب والتوتر والخوف إلى وجدان القارئ. وهذا إنجاز استطاعت الكاتبة أن تحققه بتميّز، إذ أبقت أنفاس القارئ متلاحقة حتى نهاية الرواية.

وقد كانت الكاتبة مقتصدة باللغة، والأحداث، ويبدو أن لديها خبرات سابقة بكتابة القصة القصيرة انعكست على أسلوب كتابة هذه الرواية.

ومن الرواية نقرأ: "شعرت بقدمها تتشنج تحت ثقل جسدها المشدود إلى الأعلى، محاولة التوازن فوق الصخرة التي وقفت عليها، بينما راحت تُعمل إزمليها في الصخر بطَرقات حذرة تتحاشى أسماع المشيّعين المتجمهرين في الخارج.

تحت هذا السقف يرقد أبوها، وعلى الأرض تجثو أمها تحفر قبرًا آخر بلا شاهد لتتركا فيه كل ما تملكان، كل ما تركه لهما.

«إلى حين فقط». قالت لنفسها ورجع طرقات الإزميل يتردد في معدتها المنقبضة.

تمايلت شعلات الشموع الموضوعة على الأرض مؤذنة بقرب انطفائها، وجاء صوت أوغستينا من الأسفل. «إليانا، إن تأخرنا أكثر فسيشكِّون في الأمر».

ارتجفت يدها فيما أصبحت ضربات الإزميل أسرع وأقل حذرًا.

- بقي القليل فقط.

نظرت تحت موضع قدميها، كانت الحفرة عميقة بما يكفي. كل شيء جاهز، بضع ضربات بمطرقتها الحديدية وينتهي الأمر. حبست أوغستينا أنفاسها مترقبة أي أصوات قد تقترب نحوهما.

سقط الإزميل مع آخر ضربة، لم يكن هناك وقت للبحث عنه في عتمة الكهف. رفعت إليانا الشمعة عن الأرض فأضاءت وجهها، ثم ألقت بنورها على النقش المنتهي.

- ها هي. هذه علامتنا."

ونقرأ أيضاً، هذا المقطع: " - «أترى ذلك الضوء في البعيد؟ قل له وداعًا. هذا آخر ضوء ستراه الليلة».

شعر يوسف بثقل في صدره بينما راحت السيارة تشق طريقها عبر الأراضي الجرداء المترامية في أفق لا نهائي من العتمة. لا صوت سوى أنفاس الرجال الثلاثة الآخرين في السيارة، وضجيج محركها الثمانيني المنهك، الذي يكاد لا يطغى على النزاع المتأجج في نفسه: «لا تتوقع شيئًا. توقع كل شيء».

حاول ألّا يفكر فيما ينتظره آخر هذا الطريق الملبّد بالظلام والشك. ركّز أفكاره على ما أوصله إلى هنا؛ كيف انتهى به الأمر في سيارة مع رجلين غريبين، وآخر كلّما عرفه أكثر ازداد منه نفورًا، بعد منتصف الليل، في الطريق إلى مكان لا يعرفه ولم يجرؤ أن يسأل عنه. فك زر ياقة قميصه واستنشق الهواء المشبع بالدخان والتوتر المحتقن بين الرجلين الغريبين كغشاوة من ضباب، حتى لكأنّ أحدهما يسوق الآخر إلى حتفه.

صوت عناد بجانبه يزعجه، يضرب على أوتار أعصابه المشدودة، كأنه كلما همس له بشيء يذكره بفشله. ها هو ذا، بعد أربع سنوات من الدراسة وعامين من البحث عن عمل والتنقل بين وظائف مؤقتة هزيلة، يسير على خطى عناد البغل - كما تدعوه أمه - بل إنه هو من سعى إليه بنفسه، ملتمسًا السلوك في طريقه.

انتابته رغبة مألوفة في أن يستدعي ليلى إلى جانبه. رأسها مرتخية فوق كتفه، شعرها يلفه كوشاح حريري، واطمئنانها يخبره بأنه ليس عديم القيمة تماماً. لكن لا سبيل إلى ليلى و«البغل» يشاركه المقعد الخلفي الضيق للسيارة. يكاد يشعر بحرارة جسمها ويتنفس رائحة شعرها كأنها إلى جانبه، ولو كانت داخل رأسه فقط.

يذكر أن علا عليوات كاتبة أردنية من مواليد مدينة عمّان سنة 1984. تخرجت من الجامعة الأردنية تخصص لغات، متخصصة باللغتين الإسبانية والإنجليزية عام 2006، وتعمل منذ تخرجها في مجال الترجمة. بدأت تنشر القصص القصيرة والمقالات على مدونتها في عام 2005.

صدرت لها رواية بعنوان "قبل السفر" عام 2012، ومجموعة قصصية باللغة الإنجليزية بعنوان" Small Lives " 2013، على شكل كتاب إلكتروني. شاركت في عدد من المؤتمرات وورشات العمل للمدونين.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...