اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

نهاية العالم ــ قصة قصيرة || فؤاد حسن محمد

 طويل هذا اليوم ، هذه المسافة التي تفصل باب المشفى عن باب بيتها ،لكن في جميع الاحوال تمضي الحياة ، نظرت هدى حولها تبحث عن الهة الجمال والإلفة ،لم تكن اسراء في جوارها ،تركتها في العدم ،تحاول قدر المستطاع مواجهة جنود الموت ،منذ ان غادرتها فقدت هدى الغذاء والدفء والسمر الليلي والحكايات ، تذكرت كيف كانت اسراء جميلة ،لكن قلبها اعتقد للحظة ان النهاية ستصل ،لم تكن تستطيع ان تكتشف نقطة انطلاق بالضبط حتى تبلغ الحقيقة ،طوال اليوم وهي تتأرجح في مقعدها
المتحرك بصورة قلقة حزينة ،وهنا وقفت ،وشعرت بعدم الارتياح عند التوقف ،ربما بسبب خوفها مما تفكر به .
كل شئ يوحي بالحيرة في هذه الغرفة ،فيض من الافكار مرتبة بانتظام تنزلق الأن ،اضافة الى ذلك كان هناك درجة من الاحباط على وجه هدى ،ولأن الاحتمالات واسعة ، كان تفكير سئ واحد يثير بالضرورة مجموعة معقدة من الافكار تغرق الحياة بأكملها باليأس ،عبثاً كانت تقتل في دواخل نفسها هواجس تشعرها بالوحشة، فهي موجودة هناك في المشفى ،وهنا هاتفها ... سجادة الصَّلاة الخاصة بها... وعباءتها.... كلُّ أشيائها كانت أمامها إلَّا اسراء ،مسكت دفترها وقرأت اّخر الشذرات التي كتبتها،فبدت كأنها كانت تنتظر حدوث شئ ما يعيد للبشرية جمعاء معنى وجود الانسان ،في كتاباتها كل شئ ممكن ،القيام بنزهة ،الأرتفاع للأعلى ،ثم الققز للأسفل ،وحتى السقوط ممكنا ، او حتى النط من جانب الى أخر ،مأساتها الكبرى في مرضها الذي حرمها من القيام بهكذا حركات ،ابتسمت هدى بحزن وهي تنادي بحدة " اسراء ...اسراء "
يتجاوز الوقت منتصف الليل ،تجد هدى نفسها خائفة تلفها الوحدة ،ووحيدة ، وصامتة ،يحتويها القلق الذي يلف ردهة الغرفة ،لم تستطع أن تجلس في المكان الَّذي ٱعتادت الجلوس فيه معاً،كي لا ترى مكانها خالياً منها ،دفعت كرسيها المتحرك نحو النافذة ،في الغالب ينظر المرء الى السماء للتخلص من الضغوط ،فبدت لها مظلمة وقبيحة ، كان ثمة خليط من الادراك في تفكيرها يختلط مع ماهو متوقع ، اكان من اللائق ان يخفوا جميع الأهل حالة اسراء لمجرد انها تحبها ،نظرت الى الارض رمز الحياة ،وقفت متسمرة والهواء عبر النافذة جافا وفاترا ، ثم عادت الى الطاولة ،تعيد ترتيب الروايات التي اشترتها ليقرؤها سويا ،تتأمل الكتب تعيد قراءة العناوين ، بينما عقلها يواصل الاستنتاجات والبديهيات .
دقات الساعة تشير الى الثالثة صباحا ،عندما رن الهاتف ، طلبت من اخيها ان يضع سماعة الهاتف على فم اسراء ،لم تسمع هدى الا انفاس تصارع الموت ،نفس ...اثنان ...ثلاثة ....اربعة وتتلاحق الانفاس بسرعة اكبر ،قالت لها هدى مفتعلة الهدوء
اسراء حبيبتي ..كيف حالك
لكن لسانها لايسعفها للرد ،نادتها هدى بحدة
اسراء ...اسراء
لكن اسراء لم تعد تستطيع الكلام .
سحقا للزمن اللعين انه يسرق اغلى ماعندنا ،ضاقت الدنيا بصدر هدى فارتمت في حضن ذاتها ،لاحضن لها،وبكت الما ودما اكثر منه دموع ،انتحبت على اختها ، وانتحبت على نفسها .اجهشت في البكاء وحبال صوتها يمزقه الالم:
- اسراء ..ياحبيبتي ..
استرجعت هدى الايام الخوالي حين كانت تلعب معها لعبة " الغميضة "، لعبة الظهور والاختباء ,لكن هل كانتا تدركان انها قانون فصل الروح عن العالم وفصل العالم عن الروح ، وعندما تفتح هدى عينيْها لا تجدها، في كلِّ مرة كانت اسراء تهرب منها فتبقى تبحث عنها؛ تعجز عن إيجادها في كلِّ زوايا البيت، يدخلها اليأس حد البكاء فتظهر لها وهي تضحك .

لازال قلب هدى يحلم ان يعيش يوم أضافي مع اسراء ،كانت بجسدها النحيل الذي لم تغادره الطفولة بعد ، والذي يخفي وراءه ذكريات تكسر العظم ،تحاول طرد الافكار السوداء ،التفتت يمينا وشمالا في محاولة يائسة لعودة الهدوء ، أوشكت على فقد الوعي، وبدأت الأشياء تفقد حدودها ، وفجأة رن الهاتف ، انه أخوها يهاتفها من المشفى بصوت بارد ووقور :
ــ إسراء في العناية المركزة ونحتاج أوراقها الثُّبوتية..
ــ ألم تقولوا أنها أفضل اليوم وستخرج من المستشفى؟؟
ــ قال الطَّبيب نريد أن نطمئن عليها أكثر..
ــ عندما تأتي إلى البيت خذني معك لأراها..
ــ نعم سوف آخذك إليها..
حمدت الله ، وبين لحظة وأخرى ينزلق في داخلها غصة بلغت مداها ، فصرخت :
- ليتني اموت قبلك ...ليتني كنت انت
تدق الساعة السادسة تماما .. ويعلوا صوت قرآن ،فندت عنها صرخة دوت ارجاء المكان ،شئ واحد لن تعثر عليه بعد اليوم هونفسها ولاتدري اين ستجدها .

فؤاد حسن محمد
جبلة- سوريا

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...