اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

حين عانقتُ "جميلة بوحَيرد"…أخبرتني الرصاصةُ || فاطمة ناعوت

فتحتُ لها ذراعيَّ، ففتحتْ لي ذراعيها. عانقتُها ووضعتُ رأسي على كتفِها. ثم دسستُ عينيَّ وأنفي على موضع الثقب الذي اخترقته الرصاصةُ في عظام الجميلة قبل ستين عاما؛ كأنما أودُّ أن ألمحَ خيطَ الدمِ النازف من كتفها، وأشمَّ رائحته المُخّضبةَ بتراب الوطن. عانقتُها ثلاثين ثانية، فكأنما عانقتُ قطعةً ثريةً من التاريخ وزنها ستون عامًا. قبل ستين عامًا، في ربيع 1958، عقدَ السجّانُ أنشوطةً من الحبال المجدولة القاسية، ليُدخل في خوائها رأسَ حسناءَ نحيلةٍ، فلا يخرجُ الجسدُ الناحلُ من دائرة الحبال إلا جثّةً
تتهيأ لقبرها. لكن القدرَ كان له رأيٌ آخر. تحوّل حكمُ الإعدام إلى سجن مدى الحياة. ثم تحوّل السجنُ الأبديّ إلى سنواتٍ انتهت بتحرّر الوطن من المستعمر عام 1962.
حين عانقتُها سمعتُ الحكايةَ كلَّها من فمِ شظية رصاص مغروسة في الكتف. قالتِ الرصاصةُ إن صبيةً مليحة وقفت في طابور الصباح في مدرستها، تُنصِتُ إلى رفاق الفصول ينشدون بالفرنسية: "تحيا أُمُّنا فرنسا"، فصرخت في وجه الجميع: “بل تحيا أمُّنا الجزائر.” طردها مدير المدرسة الفرنسيُّ من تحية الصباح، وعوقبتِ التلميذةُ عقابًا عسيرًا، لم ينته إلا لتوقن البنتُ أنه أولُّ العقابِ والعذاب، وليس نهايتَه. لأنها منذ لحظتها قرّرت أن تُخرج صرختَها من حيّز المدرسة الصغيرة، لتُدوّي في أرجاء العالم بكامل شساعته. الصبيةُ النحيلة لم تعرفْ لها أمًّا إلا الوطن. والوطنُ هو الجزائر، لا فرنسا. وبدأ التمرّد والكفاح الذي انتهى برصاصة في الكتف، أعقبه انغلاقُ بابُ زنزانةٍ موصدة وحكمٌ بالموت. لكن الموتَ الذي رحيمٌ في أحايينَ كثيرةٍ، رفضَ أن ينصرَ الجبروتَ على زهرةٍ تتفتح على شمس الحياة وترفضَ أن تتوطّن إلا في وطنِها وحقلِها. في طفولتها، كانت أمُّها المثقفةُ تهمسُ في أذنِها كلَّ صباح وهي تجدلُ ضفائرها قبل الذهاب إلى المدرسة بأنها جزائرية وليست فرنسية. فكيف لا تُصدّقُ الأمَّ وتُنصِتُ إلى صوت الغرباء؟!
حين ضممتُها إلى صدري بالأمس، وضمَّتني إلى صدرها، شعرتُ بمسِّ الكهرباء التي صعقها بها السجّانُ قبل ستين عامًا لتعترفَ على زملاء النضال، لكنها صمتت وتحمّلت وخزات الكهرباء ولسعها الحارق في أركان جسدها. تغيبُ عن الوعي وجعًا، ثم تُفيقُ ولسانُها يلهج باسم الوطن الذي لا تعرف سواه وطنًا: “الجزائر". أرحتُ رأسي على كتفِها فسمعتُ "نزار قباني" يقول في عينيها: “عينانِ كقنديلي معبد/ والشَّعرُ العربيُّ الأسوَدْ/ كالصيفِ كشلاَّلِ الأحزانْ/ إبريقٌ للماءِ وسجَّان/ الإسمُ: جميلةُ بوحيَردْ...”

واليومَ، الجميلةُ في مصرَ. "جميلة بوحيرد" في "بيت المرأة المصرية"، كما أطلقتْ عليه ربّةُ البيت: د. "مايا مرسي"، رئيسُ المجلس القومي للمرأة. وكان أول احتفال يُقامُ في مسرح المجلس. وتلك إشارةٌ ورسالة، أن يُفتتَح المبنى الجديد على شرف أيقونة نسائية عابرة للزمان والمكان. لأن جميلة بوحيرد تجاوزت أن تكون جزائرية، وتجاوزت أن تكون عربيةً، وتجاوزت أن تكون امرأة، بل غدت أيقونة إنسانيةً تتواثبُ في رشاقة باليرينا فوق أسطر البلدان والأعراق، وفوق سطور التواريخ والعصور. لكن أنشدوة الجمال لم تتوقف عند هذا الحد. بل اكتملت حين تجاورت حبّاتُ اللؤلؤ على منصّة الحفل بأيقونة مصرية جميلة اجتمع على عشقها الفرقاء. وزيرة الثقافة المصرية، المايسترا الموسيقارة الجميلة د. إيناس عبد الدايم. نظرتُ أمامي إلى المنصّة الحافلة بتلك الزهور النسائية الجميلة: مايا مرسي، إيناس عبد الدايم، جميلة بوحيرد، زينب الكفراوي، فتيقّنت أن أنشودة العذوبة قد اكتمل عقدها. الأولى ملهمة الشابات العربيات، حائط صد المرأة المصرية ودرعها، والثانية أيقونة المثقفين ودُرّة دولة الأوبرا، والثالثة زهرةٌ جزائرية عصيةٌ على الانكسار قال "لا" في وجه فرنسا، والرابعة زهرةٌ مصرية عصيةٌ على الانحناء قالت "لا" في وجه إسرائيل. نظرتُ حولي بين صفوف الحضور وتمنيتُ أن تكون بيننا الفنانة ماجدة الصبّاحي لأشهد كيف يكون العناقُ بين الأصل في زنازين العذاب، والصورة في زنانزين الدراما، لكنها لم تكن هناك. كان يومًا تاريخيًّا سأحكيه يومًا لأطفال الحي حين يكبرون: “أنا عانقتُ جميلة بوحيرد، فعانقتُ قطعةً من التاريخ وقطعةً من الجمال.”

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...