أتسمت قصيدة ( خرائط النجوم ) للشاعرة أوهام جياد الخزرجي بما تتسم قصائدها عموما بالاسلوب السردي وأستخدام الصور الشعرية والأيحاءات الرمزية ومحاكاة سرديات التاريخ ،كالملاحم مثلاً كأداة أساسية للقصيدة وملحمة مهمة لتكوين البنية العامة والصورة الجمالية للقصيدة .
والقصيدة النثرية حداثوية ،أمتازت بما يمتاز به هذا النوع الأدبي من تكثيف للصور الشعرية والأستخدام المفرط للرموز التعبيرية والمجازية والعبارات الانزياحية والأيحاءات الدلالية لتوضيح فكرة القصيدة ومجالات بحثها ،والمقاصد التي يبتغيها الشاعر وطرق البحث التي يرتابها لأيصال وجهة النظر المرجوة للقارئ ،وتوظيف تلك المعطيات الفنية والرؤى الفلفسية للوصول الى جمالية النص ،
وتوليد حالة الدهشة والترقب والرغبة الجامحة في المتابعة لدى القارىء.
كما أن القصيدة لا تغادر الأشكال والمفاهيم والمضامين العامة التي تمارسها وتعالجها نظيرتها،وهي مسائل الضياع وحالة الأحباط التي تعاني منها الأمة نتيجة الهزائم التي مرت وتمر بها،وفقدان الأمل الذي يؤزم أشكال الحياة اليومية ،والتطلع للمستقبل الجميل المفقود ،في ظل معطيات كثيرة كالأحداث والحروب والكوارث والآثار السلبية التي تصاحب تداول ا(لسرديات الكبرى ) الآيدولوجية ،التي باتت هي ثقلا وهما وأصبحت تلعب دورأ مهما في تسيير الحراك الأجتماعي والسياسي في الوقت الحاضر ،وعكست ذلك على نمطيات مجتمعاتنا ودولنا ،وقلصّت روح الحرية.
من اليسير على أذهان القارئ أكتشاف ظاهرة أستدعاء جدلية ( المنقذ والمخّلص ) في قصيدتنا موضوعة القراءة ،من خلال محاكاة التاريخ برموزه والأسطورة الهوميروسية ،بما تحمله من أحداث جمـّة كالبطولة الفائقة وعذوبة ونشوة الحّب والفارس الذي يختطف الحّب برعاية الهية، تشرف وتقود وتخطط ، وتعود بعد ذلك لتحتفل بما أنجزته ومهما كان الثمن غاليا ،ليبقى مفهوم الحبّ هو المنجز المحتفى به والسائد في الأذهان .
وجاء في مطلع القصيدة :
تبارك صمتك الأقاويل ،
ڤينوس ،
قاتلت من اجل عشقها ،
آلهة تبصر عيون الحنين ،
والأشتياق ،
أين طروادة ؟
ليكن النجم هاهنا ،
حصان يبحث عنها خلف الأسوار،
هوميروس ،
أوه هوميروس عاد من جديد ،
ينهض كن مصرعه ،
ولتكتمل خارطة الزمن ،
نجوم رسمتها ،
هل للشهب أحزان ؟
لم يكن للموت قبائل ،
ربما درب التبّانة ليس بمساره ،!
وتبقى الأسطورة.
//
أنت سرجون أخي ،
ربما تفرّ النار،
والثأر الملعون يجّب الشوارع،
والبلدان،
قل لي خي ،
هل نهبطمن محبتنا ؟
الرماة خلف الوادي ،!
ينتظرون دورهم ،
والجبل يحتكم أمره ،
قبل أن يأتِ نهار،.
//
مطر يبّل أوراقه ،
سالت الحروف،
لم يلتقط هزيمته ،
مازال الجرح عند الذاكرة ،
تبيع الذاكرة للمسافرين ،
محطات تجّب الشوارع ،
لا وقت للقاء،
لم يكن الحزن محركا للطائرة ،
ربما البنزين نفدّ،
ربما تعود الصورة ،
الكل نائم بمخدعه ،
تلك نهاية العالم ،
ولتكن ڤينوس القلب،
نجمة مسرورة.
//
ڤينوس ألهة العشق والغرام وأن كان فاقدا للشرعية كما هي ڤينوس ،الأ أنها تبقى راعية لذلك الوله،وهي الالهة التي تراقب مسيرة العشق وترعاه وتعتني به وتمثله .
أستطاعت الشاعرة أن تقول أن بالأمكان أن يندحر الظلم والفاقه وضيق الرؤى والتعسف المبرمج المشرعن ضمنا في المفاهيم السائدة حاليا،من خلال قدرتها على توظيف التاريخ بشخوصه وأدبياته وهي تحاول أن تدلل بتلك القدرة بالأستعانه بالأسطورة وشذرات التاريخ ورموزه الحقيقية المؤثرة والميثولوجية.
وهي تعتقد أن دورة الزمان ممكن أن تعيد نفسها وتنتج أحداثا أكثر سعادة ورفاه ،وقد سئمت المناظر اليومية ،التي أصبحت من فرط تغشيها صورة نمطية لحياتنا اليومية ،والمتمثلة بفقدان الأمل وكثرة الصراعات والدم الذي أصبح بلون صباحاتنا .
( هوميروس ) أيها الكاتب للأحداث أما آن لك أن تكتب لنهايات حزننا شوطاً جميلاً.
أنه مطلب صعب المنال في ظل شرعنة الظلم والأستبداد ( ربما درب التبّانة ليس بمساره ) أستخدمت الشاعرة الاداة ( ربما ) والتي تفيد الأحتمال لتظل أبواب الأمل مفتوحة على الرغم من أستحالة ماأفرزته الأحداث من قيم ومفاهيم ،وجدت لها أرضا خصبة في مجتمعاتنا ،ولكن لابد لنا أن نتصور أن هناك بصيصا من الضوء في نهاية النفق، مع مانشهده من تنامي آيدولوجيات مستبدة أستطاعت أن تسود في ظل أنحسار المفاهيم الأصلاحية،وكنتاج لحالة الصراع الفكري المزمن والمصالح الشخصية للمتنفذين والصراعات والأجندات الدولية في المنطقة .
وتعود شاعرتنا لطرق أبواب التاريخ المشرعة لتناجي ( سرجون أخي ) المحارب الأكدي العراقي الذي أذعنت لسلطانه وقوته الجهات الأربع حينذاك،
لتسأله هو الآخر وعسى أن تعود دورة التاريخ لنحفل بعدها ببعض الأمل والطمأنينة.
تمكنت الشاعرة أوهام جياد الخزرجي من أبراز نواحي جمالية متعددة في القصيدة ( هل للشهب أحزان ) وكذلك ( الثأر الملعون يجّب الشوارع ) ( ولتكن ڤينوس الحبّ نجمة مسرورة ) ،كلها صور أبداعية أنزياحية وبمضامين دلالية رسخت المفهوم المراد تحقيقه ومقاصد النص ، وتبقى كما هو معروف المقاصد الثلاثة قائمة مقصد الشاعر، ومقصد النص ، ومقصد القارئ ،حاضرة من النسق العام للقصيدة لأنتاجها النهج النهج الرمزي ومحاكاة الشواهد والصور ،ولغرض أفساح المجال للرؤى وتوليد قراءات جديدة وربما أعمق ما عنى فيه والنص غني ومكتنّز بذلك.
القصيدة نأت عن الذاتية لتخوض في تجليات الواقع المر والصعب ومايفرزه يومياً من صور مأساوية وهي تحاول أن تعالج ذلك من خلال طرحه للنقاش .
يعتبر العنوان لأي قصيدة هو المنطلق الأول والمثّابة الاولى للقراءة لآي نص كوّنه النافذة التي يشرف من خلالها القارئ على النص كله بما يحمله من أشارات ودلالات ، وبما أن ( خرائط النجوم ) هو عنوان قصيدتنا والذي من المفترض أن نتناوله بالتحليل والقراءة أبتداءا ،ولكننا آثرنا أن نؤخره لشّدة التماهي بينه وبين النص ، وقد وفقت شاعرتنا في أختياره الى حدّ بعيد ،لمّا تحمله الكلمتان من أشارات رمزية كثيرة ومتنوعة العقيدة تتسم بوحدة الموضوع حيث يتضح ذلك جلّيا منذ البداية وحتى النهاية .
ملائمة الموضوع مع أرهاصات وأنعكاسات الشارع ومايتم تداوله من أفكار وبروز عامل التفاعل الزماني والمكاني ومضمون القصيدة ،بالرغم من تنوع المشاكل والمعضلات التي يعالجها النص الأ أن تلك المعضلات تعتبر حالة واحدة ومن الصعب الفصل بينها .
يتمتع النص بسلاسة النسج ووضوح البيان وتجنب ماهو غريب من الكلمات.
26/1/ 2018
الاستاذ سالم الحمداني
والقصيدة النثرية حداثوية ،أمتازت بما يمتاز به هذا النوع الأدبي من تكثيف للصور الشعرية والأستخدام المفرط للرموز التعبيرية والمجازية والعبارات الانزياحية والأيحاءات الدلالية لتوضيح فكرة القصيدة ومجالات بحثها ،والمقاصد التي يبتغيها الشاعر وطرق البحث التي يرتابها لأيصال وجهة النظر المرجوة للقارئ ،وتوظيف تلك المعطيات الفنية والرؤى الفلفسية للوصول الى جمالية النص ،
وتوليد حالة الدهشة والترقب والرغبة الجامحة في المتابعة لدى القارىء.
كما أن القصيدة لا تغادر الأشكال والمفاهيم والمضامين العامة التي تمارسها وتعالجها نظيرتها،وهي مسائل الضياع وحالة الأحباط التي تعاني منها الأمة نتيجة الهزائم التي مرت وتمر بها،وفقدان الأمل الذي يؤزم أشكال الحياة اليومية ،والتطلع للمستقبل الجميل المفقود ،في ظل معطيات كثيرة كالأحداث والحروب والكوارث والآثار السلبية التي تصاحب تداول ا(لسرديات الكبرى ) الآيدولوجية ،التي باتت هي ثقلا وهما وأصبحت تلعب دورأ مهما في تسيير الحراك الأجتماعي والسياسي في الوقت الحاضر ،وعكست ذلك على نمطيات مجتمعاتنا ودولنا ،وقلصّت روح الحرية.
من اليسير على أذهان القارئ أكتشاف ظاهرة أستدعاء جدلية ( المنقذ والمخّلص ) في قصيدتنا موضوعة القراءة ،من خلال محاكاة التاريخ برموزه والأسطورة الهوميروسية ،بما تحمله من أحداث جمـّة كالبطولة الفائقة وعذوبة ونشوة الحّب والفارس الذي يختطف الحّب برعاية الهية، تشرف وتقود وتخطط ، وتعود بعد ذلك لتحتفل بما أنجزته ومهما كان الثمن غاليا ،ليبقى مفهوم الحبّ هو المنجز المحتفى به والسائد في الأذهان .
وجاء في مطلع القصيدة :
تبارك صمتك الأقاويل ،
ڤينوس ،
قاتلت من اجل عشقها ،
آلهة تبصر عيون الحنين ،
والأشتياق ،
أين طروادة ؟
ليكن النجم هاهنا ،
حصان يبحث عنها خلف الأسوار،
هوميروس ،
أوه هوميروس عاد من جديد ،
ينهض كن مصرعه ،
ولتكتمل خارطة الزمن ،
نجوم رسمتها ،
هل للشهب أحزان ؟
لم يكن للموت قبائل ،
ربما درب التبّانة ليس بمساره ،!
وتبقى الأسطورة.
//
أنت سرجون أخي ،
ربما تفرّ النار،
والثأر الملعون يجّب الشوارع،
والبلدان،
قل لي خي ،
هل نهبطمن محبتنا ؟
الرماة خلف الوادي ،!
ينتظرون دورهم ،
والجبل يحتكم أمره ،
قبل أن يأتِ نهار،.
//
مطر يبّل أوراقه ،
سالت الحروف،
لم يلتقط هزيمته ،
مازال الجرح عند الذاكرة ،
تبيع الذاكرة للمسافرين ،
محطات تجّب الشوارع ،
لا وقت للقاء،
لم يكن الحزن محركا للطائرة ،
ربما البنزين نفدّ،
ربما تعود الصورة ،
الكل نائم بمخدعه ،
تلك نهاية العالم ،
ولتكن ڤينوس القلب،
نجمة مسرورة.
//
ڤينوس ألهة العشق والغرام وأن كان فاقدا للشرعية كما هي ڤينوس ،الأ أنها تبقى راعية لذلك الوله،وهي الالهة التي تراقب مسيرة العشق وترعاه وتعتني به وتمثله .
أستطاعت الشاعرة أن تقول أن بالأمكان أن يندحر الظلم والفاقه وضيق الرؤى والتعسف المبرمج المشرعن ضمنا في المفاهيم السائدة حاليا،من خلال قدرتها على توظيف التاريخ بشخوصه وأدبياته وهي تحاول أن تدلل بتلك القدرة بالأستعانه بالأسطورة وشذرات التاريخ ورموزه الحقيقية المؤثرة والميثولوجية.
وهي تعتقد أن دورة الزمان ممكن أن تعيد نفسها وتنتج أحداثا أكثر سعادة ورفاه ،وقد سئمت المناظر اليومية ،التي أصبحت من فرط تغشيها صورة نمطية لحياتنا اليومية ،والمتمثلة بفقدان الأمل وكثرة الصراعات والدم الذي أصبح بلون صباحاتنا .
( هوميروس ) أيها الكاتب للأحداث أما آن لك أن تكتب لنهايات حزننا شوطاً جميلاً.
أنه مطلب صعب المنال في ظل شرعنة الظلم والأستبداد ( ربما درب التبّانة ليس بمساره ) أستخدمت الشاعرة الاداة ( ربما ) والتي تفيد الأحتمال لتظل أبواب الأمل مفتوحة على الرغم من أستحالة ماأفرزته الأحداث من قيم ومفاهيم ،وجدت لها أرضا خصبة في مجتمعاتنا ،ولكن لابد لنا أن نتصور أن هناك بصيصا من الضوء في نهاية النفق، مع مانشهده من تنامي آيدولوجيات مستبدة أستطاعت أن تسود في ظل أنحسار المفاهيم الأصلاحية،وكنتاج لحالة الصراع الفكري المزمن والمصالح الشخصية للمتنفذين والصراعات والأجندات الدولية في المنطقة .
وتعود شاعرتنا لطرق أبواب التاريخ المشرعة لتناجي ( سرجون أخي ) المحارب الأكدي العراقي الذي أذعنت لسلطانه وقوته الجهات الأربع حينذاك،
لتسأله هو الآخر وعسى أن تعود دورة التاريخ لنحفل بعدها ببعض الأمل والطمأنينة.
تمكنت الشاعرة أوهام جياد الخزرجي من أبراز نواحي جمالية متعددة في القصيدة ( هل للشهب أحزان ) وكذلك ( الثأر الملعون يجّب الشوارع ) ( ولتكن ڤينوس الحبّ نجمة مسرورة ) ،كلها صور أبداعية أنزياحية وبمضامين دلالية رسخت المفهوم المراد تحقيقه ومقاصد النص ، وتبقى كما هو معروف المقاصد الثلاثة قائمة مقصد الشاعر، ومقصد النص ، ومقصد القارئ ،حاضرة من النسق العام للقصيدة لأنتاجها النهج النهج الرمزي ومحاكاة الشواهد والصور ،ولغرض أفساح المجال للرؤى وتوليد قراءات جديدة وربما أعمق ما عنى فيه والنص غني ومكتنّز بذلك.
القصيدة نأت عن الذاتية لتخوض في تجليات الواقع المر والصعب ومايفرزه يومياً من صور مأساوية وهي تحاول أن تعالج ذلك من خلال طرحه للنقاش .
يعتبر العنوان لأي قصيدة هو المنطلق الأول والمثّابة الاولى للقراءة لآي نص كوّنه النافذة التي يشرف من خلالها القارئ على النص كله بما يحمله من أشارات ودلالات ، وبما أن ( خرائط النجوم ) هو عنوان قصيدتنا والذي من المفترض أن نتناوله بالتحليل والقراءة أبتداءا ،ولكننا آثرنا أن نؤخره لشّدة التماهي بينه وبين النص ، وقد وفقت شاعرتنا في أختياره الى حدّ بعيد ،لمّا تحمله الكلمتان من أشارات رمزية كثيرة ومتنوعة العقيدة تتسم بوحدة الموضوع حيث يتضح ذلك جلّيا منذ البداية وحتى النهاية .
ملائمة الموضوع مع أرهاصات وأنعكاسات الشارع ومايتم تداوله من أفكار وبروز عامل التفاعل الزماني والمكاني ومضمون القصيدة ،بالرغم من تنوع المشاكل والمعضلات التي يعالجها النص الأ أن تلك المعضلات تعتبر حالة واحدة ومن الصعب الفصل بينها .
يتمتع النص بسلاسة النسج ووضوح البيان وتجنب ماهو غريب من الكلمات.
26/1/ 2018
الاستاذ سالم الحمداني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق