وأطلَّ من فنن بمكة نــــورُ
-
من وجه مولودٍ بهالة فرقدٍ
وضاءة فيها الرسول حضورُ
-
وتزيّنَ الحدثان إذ ولد الهــدى
فربيع مقدمـــه الكــريمِ مطيرُ
-
وجبال مكة قد تسامق جيدها
فكأنما حضنَ الجمــادَ حبورُ
-
فاهتزّ متن الداجيات تحصَّنت
ببهارجِ ومظالمٍ وتســــورُ
-
هُدمت بإيوان المجوس مشارفٌ
طفئتْ معابد باللهيب يجــور
-
ريّانة الأنداء مزنــة مقـــدم
ويفوحُ منها في الفجاج عطور
-
وتبارت الحسناتُ تزرع نخلها
أقناؤها التوحيدُ لا التشطيرُ
-
والغار ينصتُ والسماءُ تحوفهُ
نورا تجلَّى وحيهُــــا ويزور
-
وتظلّه سُقـُف الفضيلةِ فِطرةً
كبرت بلفّتـةِ رعاهُ قديــر
-
من مهجة الأنداء نبع معينه
طه الرسولُ وخافقيه عبيــرُ
-
وعلى خطاهُ بصخر مكة رفرفت
مهجُ المُزونِ وجونةٌ وطيورُ
-
العقلُ والقلبُ الشفيفُ وفطرةٌ
به أيقنتْ -واستنكفَ المحظورُ
-
ولقد تنبأ بالقــــدوم ونفحـــه
إنجيل عيسى مؤمنــاً وزبور
-
هو خاتم الرسل الكرام إمامهم
وهو الشفيعُ إذا الذنوب تمور
-
وزهت به الدنيا فوارف عدله
فيض السحائبِ دأبهُ التخضيرُ
-
والعطف أجنحة السّرى بشراكة
والحقُّ دوح بالظلال وفيرُ
-
يرمي الغرور وقسوة ويشجها
فيلينُ ما قد دمَّــس الديجــورُ
-
روحُ الربيعِ قصيرةُ بجمالها
و ربيعُ مولـد ه الهدى منشورُ
-
للمؤمنين بشرقها وغروبهـــا
قرآنـهُ النبراسُ والد ستــورُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق