ورقة مسافرة
رُضابُ المِرْقاة إليك يستفزُّني،
شغفي بفجرك، يضخُّ النور في وجْدي...
تعاليْ نثمل على أنخاب المفاهيم المبهمة،
ونأتزرُ عباءة واحدة...
سنُعيقُ ظالمينا،
لن يئدوا طقوسنا..
سنُجدِّدُ الصُّرُوحَ للسُّمَّار وللعاشقين..
سنُنشدُ معًا :
"هل رَأى البدْرُ سُكارَى مثلنا ؟"
....
القراءة
ورقة مسافرة
نص شدني إليه منذ القراءة الأولى لاعيدها ثانية وثالثة وأتمتع بالصور التي رسمها لنا المبدع توفيق بن الطاهر صغير
نص استفزني كما استفز رضاب الحبيبة العاشق
تصريح واضح وصريح بالحب..
من بداية النص أعلن العاشق عن شوقه ورغبته في التحامه بمحبوبته
رضاب المرقاة:التحام جسدي مادي (القبلة)
إليك:خطاب مع الانتِ :ضمير المخاطب المفرد المؤنث.
وهنا يوحي الكلام إلى وجود حوار بين العاشقين (ديالوڨ) dialogue
فجر(ك)
تعال(ي)
سرعان ما يتغير في الجزء الثاني من النص الى منولوڨ(monologue)
وتغير الضمير من المخاطب الى المتكلم الجمع (نحن)
نأتزر
نجدد
ننشد
توقا للالتحام المنشود..
استعمل الكاتب معجم الضوء للتعبير عن حالته وكلية العشق التي وصلها باحتضان الطبيعة
فجرك_النور
وكأني بالحبيبة مصدر خروج من الظلمات إلى النور
بدونها يعيش عتمة..
يرى العاشق في التحامه مع الحبيبة سعادة مطلقة تحمله لعالم فواقعي سريالي(surréalisme)
عالم بعيد كل البعد عن واقع ومجتمع يحد من وجودهم وولهم
وهنا نلحظ ظهور ضمير الغائب الجمع(هم)
ضمير يمثل التحكم الخارجي
العاشق هنا يدعو محبوبته إلى الإيمان بالقدرة الهائلة لأحلامهم والسعي لتحقيقها في عالم فواقعي بعيد عن كل العوائق
استعمال النفي المطلق
(لن يئدوا طقوسنا)
وهنا نرى تحد لأعراف المجتمع ومناشدة للحرية
(سنجدد الصروح السمار والعشاق)
كلية الحب هذه او مطلقه ما يسمى ب(l' absolu de l' amour)
تجربة حسية لا تنفصل عن التجربة الصوفية و نلحظ ذلك في تواتر معجم النشوة (نشوة مسكرة
نثمل
أنخاب
سكارى
ننشد)
إنه عالم متخيل مرغوب فيه...__
_________________
خلاصة القول
نص فيه اعتراف صريح و نشدان لكلية العشق تمازجت فيه سجلات حسية ، سوريالية، صوفية )
مما أعطى للنص قيمة فنية عالية وموسيقى تراقصت على لحنها الكلمات...
خاتمة النص أتت مذهلة
حملت داخلها تناصا غير معهود
وانتهى على وقع نوتات
أغنية الرائعة ام كلثوم
(هل رأى الحب سكارى مثلنا)
الحب:البدر
البدر :لحظة اكتمال القمر
مع كلية العشق والالتحام الروحي والجسدي والثورة على تعاليم المجتمع لتحقيق عالم منير خاص بهما في عالم فواقعي....
_____________
أستاذي المبدع توفيق بن الطاهر صغير
شكرا لك ، لقلمك ، لحسك المرهف، لورقتك التي سافرت بي و توغلت حيث عالم لطالما تمنيناه
ورقة ذهبية كتبت بقلم أنيق ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق