قرر السفر بأبنائه ثالث أيام العيد الكبير في طريق العودة إلي البلد المقيمين بها بعد تمضية الأجازة السنوية بين الأهل والمعارف في الإسكندرية وقد حدد ميعاد السفر فجرا ولذلك أمضي ثاني يوم العيد في عمل الصيانة اللازمة للسيارة قبل السفر ، اطمئن علي أن كل شيء تمام ، طلب من أبنائه النوم حتي يتسنى له القيادة جيدا خاصة والمسافة طويلة جدا ،استسلم عبد الغفور لنوم عميق بعد عناء اليوم في البحث عن الصنايعية الذين
قاموا بعمل الصيانة ، وأيقظوه في صلاة الفجر ، توجه إلي المسجد وأدي الفريضة مع أولاده ، كانوا قد جهزوا السيارة ووضعوا كل متعلقاتهم بها ، عاد عبد الغفور من المسجد بعد أدائه الصلاة هو وولداه ، سلموا جميعهم علي أقاربهم الذين آثروا المكوث لوداعهم ، بعد ذلك استقلوا جميعهم السيارة مصحوبين بدعوات الأهل بسلامة الوصول ، سار عبد الغفور بالسيارة وكان كل شيء علي ما يرام ، بعد حوالي عشرين كيلو من السير المتأني شعر عبد الغفور أن عجلة القيادة تهتز في يده علي غير المعتاد ، توقف جانبا ، ثم قام هو وولداه بفحص الإطارات ، هالهم ما رأوا ، الإطاران الأماميان شبه فارغان من الهواء ، صعدا السيارة ، وقاد بهدوء تام قاصدا أحد محلات صيانة الإطارات ولحسن الحظ كان الوحيد الذي لا يغلق أبواب محله علي مدار الأسبوع ، دخل بالسيارة وقابلهم عامل الصيانة ، سأل عن الخدمة التي يريدها عبد الغفور ، أشار إليه وهو يقول : إطارا السيارة الأماميان خاليان من الهواء بالرغم أنني أخضعتهما للصيانة اليوم الفائت ،خيره أن يملأهما بالهواء ولكن عبد الغفور طلب منه حلهما وفحصهما جيدا لأنه علي سفر ولا يدري عواقب تلفهما وذلك قبل ملئهما بالهواء ، بالفعل شرع العامل في فك الإطاران وفحصهما جيدا ، وبعد الفحص كان تقريره الشفهي أن بهما ثقوب لابد من لحمهما بلحام الكاوتشوك ، فقال له : وما هو لحام الكاوتشوك هذا ؟؟ فقال عبارة عن كاوتشوك خام بمجرد حشره في أي ثقب في الكاوتشوك يقوم بسده فورا ، قال وهذا آمن ؟؟ قال نعم إنه أحدث صيحة في علاج ثقوب الكاوتشوك التيوبلس وإطار سيارتك من هذا النوع ، سأله عن ثمن هذا الخابور ؟ فاحضر له العامل كيسين صغيرين وأشار إلي أحدهما قائلا : هذا بعشرة جنيهات ، ثم أشار إلي الثاني قائلا : وأما هذا فهو بخمسة عشرة جنيها ، سأله عن الفرق بين النوعين فأجاب الجودة !! فالغالي الثمن أجود من الرخيص وكلاهما يؤدي الغرض منه وهو سد الثقوب !! بعد تفكير سريع اختار عبد الغفور الأغلى ! شرع العامل بمثقاب وأخذ في ثقب الإطار الأول بأكثر من عشرة ثقوب وتحول إلي الإطار الثاني وأيضا أخذ يثقب فيه مثل الأول !! حينما سأله عبد الغفور لماذا كل هذه الثقوب التي أحدثتها في كلا الإطارين ؟ قال له قصة وهمية عن ضرورة توافق الإطارين في تركيب الخوابير حتي تتزن السيارة ، في الواقع لم يقتنع عبد الغفور بهذا التبرير الساذج ولكنه رضخ للأمر لأنه في حاجة لإصلاح الإطاران بأي شكل ، أنهي العامل سد ثقوب الإطاران ثم قام بملئهما بالهواء ثم أنزل السيارة إلي الأرض ، سأله عبد الغفور عن الثمن فقال له ثلاثمائة جنيه وعشرة ، اندهش عبد الغفور لهذا المبلغ المغالي فيه جدا جدا جدا !! أعاد استفساره للعامل : قلت كم ؟؟ فقال العامل : ثلاثمائة جنيه وعشرة ، رد عليه عبد الغفور بسؤال استنكاري ؟ لماذا ؟؟ قال العامل : ثمن الخوابير ، فقال له عبد الغفور : ألم تقل أن كيس الخوابير بخمسة عشرة جنيه ، قاطعه العامل ساخرا : أيه أيه ؟؟ الكيس بخمسة عشرة جنيها !! لا يا أستاذ ، الخمسة عشرة جنيها ثمن الخابور الواحد وليس الكيس ،ولقد خيرتك قبل الشروع في العمل ، أخذ عبد الغفور يحوقل ويستغفر الله وهو يقول للعامل : يابني كان أهون علي تركيب إطار داخلي جديد لكلا الإطارين بمائة جنيه إذا ما أفهمتني ذلك وإنما كونك أثقبت الإطارين بأكثر من حاجتهما فهذا حرام عليك وصدقني أنا سوف أدفع لك النقود ولكني غير راض بالمرة لأنك استغللت جهلي بهذا الزفت المسمي بالخابور ولعبت لعبتك الدنيئة من أجل زيادة النقود ليس أكثر ولا أقل ، كان العامل قد برمج علي ترديد عبارة أنا قلت لك قبل أن أبدأ بالعمل ، قاطعه عبد الغفور قائلا : ولكنك لم توضح وإنما أظهرت الكيسين ولم تحدد أن ثمن الواحد أي الخابور من أي منهما هو ثمنه الذي قلته وعلي هذا اعتقدت أنا أن الكيس بما يحويه ثمنه ماقلت ، الخلاصة يابني خذ النقود وكما سبق وقلت لك أنا غير راض بالمرة لأسباب كثيرة منها الغلو ومنها استغلال الموقف لعدم وجود أحد غيرك في هذا الظرف وهو أجازة العيد .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمود مسعود ي
( قصة قصيرة )
قاموا بعمل الصيانة ، وأيقظوه في صلاة الفجر ، توجه إلي المسجد وأدي الفريضة مع أولاده ، كانوا قد جهزوا السيارة ووضعوا كل متعلقاتهم بها ، عاد عبد الغفور من المسجد بعد أدائه الصلاة هو وولداه ، سلموا جميعهم علي أقاربهم الذين آثروا المكوث لوداعهم ، بعد ذلك استقلوا جميعهم السيارة مصحوبين بدعوات الأهل بسلامة الوصول ، سار عبد الغفور بالسيارة وكان كل شيء علي ما يرام ، بعد حوالي عشرين كيلو من السير المتأني شعر عبد الغفور أن عجلة القيادة تهتز في يده علي غير المعتاد ، توقف جانبا ، ثم قام هو وولداه بفحص الإطارات ، هالهم ما رأوا ، الإطاران الأماميان شبه فارغان من الهواء ، صعدا السيارة ، وقاد بهدوء تام قاصدا أحد محلات صيانة الإطارات ولحسن الحظ كان الوحيد الذي لا يغلق أبواب محله علي مدار الأسبوع ، دخل بالسيارة وقابلهم عامل الصيانة ، سأل عن الخدمة التي يريدها عبد الغفور ، أشار إليه وهو يقول : إطارا السيارة الأماميان خاليان من الهواء بالرغم أنني أخضعتهما للصيانة اليوم الفائت ،خيره أن يملأهما بالهواء ولكن عبد الغفور طلب منه حلهما وفحصهما جيدا لأنه علي سفر ولا يدري عواقب تلفهما وذلك قبل ملئهما بالهواء ، بالفعل شرع العامل في فك الإطاران وفحصهما جيدا ، وبعد الفحص كان تقريره الشفهي أن بهما ثقوب لابد من لحمهما بلحام الكاوتشوك ، فقال له : وما هو لحام الكاوتشوك هذا ؟؟ فقال عبارة عن كاوتشوك خام بمجرد حشره في أي ثقب في الكاوتشوك يقوم بسده فورا ، قال وهذا آمن ؟؟ قال نعم إنه أحدث صيحة في علاج ثقوب الكاوتشوك التيوبلس وإطار سيارتك من هذا النوع ، سأله عن ثمن هذا الخابور ؟ فاحضر له العامل كيسين صغيرين وأشار إلي أحدهما قائلا : هذا بعشرة جنيهات ، ثم أشار إلي الثاني قائلا : وأما هذا فهو بخمسة عشرة جنيها ، سأله عن الفرق بين النوعين فأجاب الجودة !! فالغالي الثمن أجود من الرخيص وكلاهما يؤدي الغرض منه وهو سد الثقوب !! بعد تفكير سريع اختار عبد الغفور الأغلى ! شرع العامل بمثقاب وأخذ في ثقب الإطار الأول بأكثر من عشرة ثقوب وتحول إلي الإطار الثاني وأيضا أخذ يثقب فيه مثل الأول !! حينما سأله عبد الغفور لماذا كل هذه الثقوب التي أحدثتها في كلا الإطارين ؟ قال له قصة وهمية عن ضرورة توافق الإطارين في تركيب الخوابير حتي تتزن السيارة ، في الواقع لم يقتنع عبد الغفور بهذا التبرير الساذج ولكنه رضخ للأمر لأنه في حاجة لإصلاح الإطاران بأي شكل ، أنهي العامل سد ثقوب الإطاران ثم قام بملئهما بالهواء ثم أنزل السيارة إلي الأرض ، سأله عبد الغفور عن الثمن فقال له ثلاثمائة جنيه وعشرة ، اندهش عبد الغفور لهذا المبلغ المغالي فيه جدا جدا جدا !! أعاد استفساره للعامل : قلت كم ؟؟ فقال العامل : ثلاثمائة جنيه وعشرة ، رد عليه عبد الغفور بسؤال استنكاري ؟ لماذا ؟؟ قال العامل : ثمن الخوابير ، فقال له عبد الغفور : ألم تقل أن كيس الخوابير بخمسة عشرة جنيه ، قاطعه العامل ساخرا : أيه أيه ؟؟ الكيس بخمسة عشرة جنيها !! لا يا أستاذ ، الخمسة عشرة جنيها ثمن الخابور الواحد وليس الكيس ،ولقد خيرتك قبل الشروع في العمل ، أخذ عبد الغفور يحوقل ويستغفر الله وهو يقول للعامل : يابني كان أهون علي تركيب إطار داخلي جديد لكلا الإطارين بمائة جنيه إذا ما أفهمتني ذلك وإنما كونك أثقبت الإطارين بأكثر من حاجتهما فهذا حرام عليك وصدقني أنا سوف أدفع لك النقود ولكني غير راض بالمرة لأنك استغللت جهلي بهذا الزفت المسمي بالخابور ولعبت لعبتك الدنيئة من أجل زيادة النقود ليس أكثر ولا أقل ، كان العامل قد برمج علي ترديد عبارة أنا قلت لك قبل أن أبدأ بالعمل ، قاطعه عبد الغفور قائلا : ولكنك لم توضح وإنما أظهرت الكيسين ولم تحدد أن ثمن الواحد أي الخابور من أي منهما هو ثمنه الذي قلته وعلي هذا اعتقدت أنا أن الكيس بما يحويه ثمنه ماقلت ، الخلاصة يابني خذ النقود وكما سبق وقلت لك أنا غير راض بالمرة لأسباب كثيرة منها الغلو ومنها استغلال الموقف لعدم وجود أحد غيرك في هذا الظرف وهو أجازة العيد .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمود مسعود ي
( قصة قصيرة )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق