اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

جلسة في حضرة امرأة | قصة : بوتالوحت أحماد

"فاتح " هكذا كان يسمى ،وكان يقول أنا فاتح!! الذي فتح الله عليه !
- وهل من فتح الله عليه يسكن براكة !؟ يقول صديقه . يضحك "فاتح "ذو اللحية التي تشبه لحية "ماركس" لكنها قذرة . يقامران ،فاتح يقامر بمقادير من القمح تسولها من البيادر في موسم الحصاد أوإستخلصها من السنابل التي جمعها من "الحصائد " ودقها
على حجر كبيرقرب " براكته " . صديقه" سلام" يقامر بنقود حصلها من عمله في أوراش البناء في المدن البعيدة .

يتابع" فاتح " الكشف عن أوراق اللعب ،تتعثر الأوراق بين أصابعه القذرة وتلتصق ، "تفو" يعالجها بأطراف الأصابع المبللة بالبصاق،يخلص الأوراق بعضها عن بعض و يرميها على مائدة مستديرة و واطئة ،يستعملها لفرم أوراق" الكيف" كما يستعملها للأكل أو" الركزة " حين ينتشي بتذخين "الكيف"وشرب "الماحية " .

- هذه المائدة أستعملها لأغراض كثيرة ،كما إستعمل موسى عصاه لمآرب أخرى .

- دع عنك موسى وعصاه ،وخلصنا بكشف الاوراق ،يقول صديقه . من الباب المنفرج قليلا ،تطل الرؤوس الصغيرة الفضولية ، تتلصص على اللاَعبَْْين .



-هؤلاء الاطفال !!يكركر الصغار خلف الباب .

- دعهم عنك !!ألم يسبق لك أن كنت طفلا !؟

-لم أكن بنزقهم !!أشقياء،لا يدعون أحدا ينعم بسلام .

- تفو !!على جيل هذا الزمن !!

يخرج" سلاًم "إلى الصغار ،يمنحهم نصف درهم .

-دعونا نتسلى .

الله يرحم والديك عمي" سلام " هكذا يدعو له أحدالصغار ،بعد أن تسلم النقود .

- إذهبوا !!

يفرح الأطفال بالغنيمة ،يجرون إلى الدكاكين، يثيرون غبار الطريق "سلام "يبقى واقفا ،يراقبهم

حتى يتواروا عن عينيه ،يلج البراكة .

- ذهبوا !!واصل اللعب .

(2)



الوشم المنحدر على ذقنها كذبابة والخواتم الفضية ذوات الفصوص الملونة شكلا مجد شبابها الجنوبي . رغم قذارتها وتقدمها في السن فهي لا زالت تحتفظ ببعض الوسامة .

أكملت لتوها إعداد شاي في علبة من التنك بأوراق نعناع ذابلة ،شربت شايها في كأس "بلاستيكي " إرتجلت أغنية أثارت بكاءها ،قطع أغنيتها وبداية نحيبها" فاتح "الذي كان

قادما من السوق الأسبوعي ،فجأة وقف أمامها .

-أين كنت !؟ قالت له ..ذهبت إلى البراكة ووجدت الباب موصدا.

- تأخرت في السوق ، لم أستطع بيع ما تسولته ..عدت ببعض الخضر وبعض الأحشاء الداخلية للذبائح سنطبخها

- هل لديك ما يدخن ؟

-" قبطة" من الكيف لم أفرمها بعد .

- طالت غيبتك .

.- كنت في الجنوب ،إشتقت إلى تلك الأرض وذهبت لأغتسل بنور شمسها

سارا إلى" البراكة". هناك ! إنشغلت هي بإعداد طنجرة من الأحشاء الداخلية . فيما هو إنهمك في فرم أوراق" الكيف " و"طابا" على المائدة المستديرة. قبل ان يدخنا ،أعد " فاتح " إبريقا من الشاي ،حين تذوقته هي وجدته شايا جيدا لا يعادل شايها الذي تعده في علبة من التنك .

رأت كومة الثياب المتراكمة في ركن من" البراكة ". لا تذكر أنها رأتها وهي تدخل البراكة .

- لماذا لا تتخلص من تلك الكومة من الملابس !؟ أشارت إلى الركن .

- إني أستعملها غطاء في أيام البرد .

لم يبد عليها أنها صدقته . بدءا بتدخين غلايين الكيف وارتشاف جرعات من الشاي..بينهما امتد

حبل من الصمت فعرج كل منهما إلى عالمه .ازدحم فضاء البراكة بالدخان الذي نفثاه وهما يدخنان .

قام "فاتح " فرج باب البراكة قليلا . خلف الباب وجد أطفالا يتلصصون . جذبهم وجود "فاتح "مع

إمرأة داخل البراكة . هكذا يفعلون ،كلما اختلى " فاتح "بشخص داخل" البراكة".

عاد ودخل البراكة، ألتقط قطعة خرطوم ماء مغبرة ومرمية في جهة من " البراكة "كان فاتح يستعملها أيام كان يشتغل سقاء يجلب الماء لبيوت القرية مقابل أجر .والآن باع القرب وباع الأثان

التي كان يحملها القرب وامتهن القمار والتسول .

- سألهب مؤخرات أمهاتكم !!

عدا الاطفال يتضاحكون، هبط سروال أحدهم وهو يجري تعثر وكاد أن يسقط .

رجع وهو يلهث . أخذ مكانه حول المائدة الواطئة

- فاتح !

- نعم !

- لا تتعب نفسك ! ! لم تعد قادرا على ملاحقة أولئك الأبالسة .

- لو أني فقط ،أمسكت بأحدهم !

أخرج قنينة" ماء الحياة "من تحت ركام من الاحذية البالية ،واصلا التدخين وشرب كؤوس " الماحية " . حين انتعشا ،غنت هي أغنية حزينة أضفت على الجلسة الكآبة..انتهى غناؤها

بالبكاء "فاتح "هو الآخر لعن حظه في هذه الحياة وجذًف ، لكن ما لبث الاثنان ان تصالحا مع

واقعهما العفن وهما يشربان مزيدا من كؤوس" ماء الحياة " رقصت هي بعد ذلك على المائدة بعد ان تجردت من أسمالها ،شاركها "فاتح" الرقص على أرضية" البراكة" ،فاحت من جسديهما رائحة عطنة ،العياء أقعد" فاتح" عن الرقص وواصلت هي رقصتها . نظر فاتح إلى جسدها بدون إشتهاء ،تهالكت على الأرض بعد ان تعبت . بدأت تهذي ثم استسلمت للنوم،غطى" فاتح "

جسدها ببعض الأسمال و أضطجع إلى جانبها ثم نام بعد أن هذى كثيرا وجدف كثيرا .

في وقت متأخر من الليل، قامت، أشعلت نصف الشمعة المتبقية،رأت فاتح فاغرا فاه وتنفس جسده بطيء إتجهت إلى كومة الثياب ،قلبتها،عثرت على صرة ،وحين جستها صدرت عنها خشحشة هي ذات الخشخشة التي سمعتها في وقت ما من الليل ،تاكدت أن أحدا جذب هذه الصرة أو حركها .هل هو فاتح الذي أخرجها من تحت كومة الملابس ثم ردها .

-لا يهم !!قالت في نفسها .

ضمت الصرة إلى صدرها ،رمت الشمعة على كومة الملابس البالية ،ثم هرولت خارجة من "البراكة"وحين إبتلعها الظلام ،رفعت عقيرتها بالغناء . لم يكن غناؤها حزينا هذه المرة .

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...