رأيتُ نَفسي في مرايا الحُلْمِ بينَ الوَهمِ
والرؤيا السُّدى
وَحدِيَ أستَرجِعُ في ذاتي رؤاها
كانت الرؤيَةُ في الرؤيا ضباباً يَحجبُ الشَّمسَ
ويخفي نَجمَةً تَبكي على شاطِئِ حيفا
لمْ تَزَلْ تَسهَرُ ليلَها الطَّويلَ وحدَها
تُحيكُ ثوبَ بنلوبَ على شُرفَتِها
وَتسألُ البَحرَ الذي أهدى لعَيْنَيها سَماءَ الزُّرقَةِ الأولى
وبَحرَ أدمُعٍ يكفي ليبكي البَحرُ شَوقاً
للنّوارسِ التي ظَلَّتْ على ميعادِها وَوَعدِها للبَحرِ
أنْ تَرجِعَ ، رُبَّما غداً
أو بَعدَ اسبوعٍ أوِ اسبوعَينِ لا أكثَرَ
كانَ الرَّعدُ صَيفِيّاً بلا بَرقٍ ولا غَيثٍ ولا وَعدٍ
بقَوسٍ قُزَحِيٍّ يَتَجَلّى ما وراءَ الغَيمِ بينَ الشَّمسِ
في حالةِ نصفِ الصَّحوِ تهدي شالها الشَّفافَ قَطْراتِ النَّدى
لمْ يَزَلِ البَحرُ على حالتِهِ، مؤتَنِساً يَلهَثُ مُتعَبا على خاصِرتي،
يَغسِلُ في كُلِّ صباحٍ قَدَميْ حيفا، على مرأى من اللهِ
تَجَلّى فَتَجَلّتْ وَلَهاً ما بينَ زُرقَتَينِ في مرآتِها :
أنا عَروسُ البحرِ، لي فيهِ مناديلُ النَّدى
كيْ أمسَحَ الدّمْعاتِ عن جَفنَيَّ إنْ هاجَ بِيَ الشَّوقُ
وأبكاني النّوى
لي فيهِ سمفونيّةُ الموجِ على ايقاعِ خلخالِيَ المائِيِّ،
لي دَمعُ مناديلِ الوَداعِ، لي محارِمُ الهَواءِ السّاحِليِّ
تَشتَهي رائِحَتي، تَمُرُّ بي تستَنشِقُ العِطرَ وَتَمضي
نَفحَةَ حُبٍّ لِمَنافي الاغتِراب
لي ترنيمةُ الغاباتِ ِ في نايِ النّسيمِ الكَرمِليِّ،
راحَ يسري للجَليلِ ديمَةً حُبلى بماءِ الحُبّ، مرَّتْ فوقَ
ماءِ الروحِ، لي تنويحَةُ العودَةِ قالوا عائِدونَ
عائِدونَ،
ع ا ئ د و نَ
في رَجْعِ الصّدى
كم طالت الغُربَةُ فينا والمَنافي أنهَكَتنا،
ما نَسينا، رُبّما اعتَدنا على المنفى قليلاً
وَتَعبنا سَفَراً ما بينَ ميناءٍ وميناءٍ لِنَنْسى أو لِنُنْسى،
وكأنَّ السِّندِبادَ عاوَدَ الإبحارَ نَحوَ الشّاطئِ المَوعودِ في الرؤيا
التي تَنأى بعيداً، وَلنا الرؤيَةُ والحَسرَةُ، لا أكثَر، في خرائطِ الأطلسِ والجغرافيا
أو صوَرُ الألبومِ للذّكرى التي تَرحَلُ فينا أبَداً،
توشِكُ أن تَموتَ في حَسرَتِها...
فما الذي يبقى لنا إنْ ماتَت الذّكرى
وَما النّسيانُ إلا الموت في قاموسِ مَنفانا الفِلسطينيِّ،
بينَ الماءِ والصّحراءِ، قد طالتْ بِنا غُربَتُنا عَنها وعَنّا
فابتَعَدنا عَنْ رؤانا، بينَ وعدٍ بَعثَرَتهُ الرّيحُ في الصّحراءِ
كُثبانا مِنَ الرَّملِ
وبينَ بينِ الشاطئِ الموعودِ والمَنذورِ للعَودَةِ،
من حيفا إلى يافا، ابتَعَدنا رُبَّما أكثَرَ مما احتَمَلَتْ فينا الشّرايينُ التي
تَنْقُشُ في القَلبِ خَريطَةَ الوَطَنْ
هل تَتعَبُ الرّوحُ التي تَسكُنُ فينا، وَطَناً يُشبِهُنا في الحُلْمِ والذّكرى
فلا نَنْسى بأنَّ الرّوحَ مثل الريحِ تَسري حيثُما شاءَ الهوى!
يا وَطَناً يَسكُنُنا،
ما أقرَبَ الرّوحَ إليكَ فانتَظِرْنا
عائدونَ، عائِدونَ للثَّرى الأقدَسِ والشّاطئِ البَحرِيِّ من حيفا إلى يافا
انتَظِــرْ
أرواحُنا فيكَ تَرَكناها وَلمْ تَرْحَلْ
فإنْ عُدنا إليكَ ذاتَ حُلْمٍ طالَ حتى آخِرِ الروحِ التي ظلَّتْ هُنا
كُنْ يا وَطَني
كُنْ لنا
كُنْ لَنا الكَفَــنْ
والرؤيا السُّدى
وَحدِيَ أستَرجِعُ في ذاتي رؤاها
كانت الرؤيَةُ في الرؤيا ضباباً يَحجبُ الشَّمسَ
ويخفي نَجمَةً تَبكي على شاطِئِ حيفا
لمْ تَزَلْ تَسهَرُ ليلَها الطَّويلَ وحدَها
تُحيكُ ثوبَ بنلوبَ على شُرفَتِها
وَتسألُ البَحرَ الذي أهدى لعَيْنَيها سَماءَ الزُّرقَةِ الأولى
وبَحرَ أدمُعٍ يكفي ليبكي البَحرُ شَوقاً
للنّوارسِ التي ظَلَّتْ على ميعادِها وَوَعدِها للبَحرِ
أنْ تَرجِعَ ، رُبَّما غداً
أو بَعدَ اسبوعٍ أوِ اسبوعَينِ لا أكثَرَ
كانَ الرَّعدُ صَيفِيّاً بلا بَرقٍ ولا غَيثٍ ولا وَعدٍ
بقَوسٍ قُزَحِيٍّ يَتَجَلّى ما وراءَ الغَيمِ بينَ الشَّمسِ
في حالةِ نصفِ الصَّحوِ تهدي شالها الشَّفافَ قَطْراتِ النَّدى
لمْ يَزَلِ البَحرُ على حالتِهِ، مؤتَنِساً يَلهَثُ مُتعَبا على خاصِرتي،
يَغسِلُ في كُلِّ صباحٍ قَدَميْ حيفا، على مرأى من اللهِ
تَجَلّى فَتَجَلّتْ وَلَهاً ما بينَ زُرقَتَينِ في مرآتِها :
أنا عَروسُ البحرِ، لي فيهِ مناديلُ النَّدى
كيْ أمسَحَ الدّمْعاتِ عن جَفنَيَّ إنْ هاجَ بِيَ الشَّوقُ
وأبكاني النّوى
لي فيهِ سمفونيّةُ الموجِ على ايقاعِ خلخالِيَ المائِيِّ،
لي دَمعُ مناديلِ الوَداعِ، لي محارِمُ الهَواءِ السّاحِليِّ
تَشتَهي رائِحَتي، تَمُرُّ بي تستَنشِقُ العِطرَ وَتَمضي
نَفحَةَ حُبٍّ لِمَنافي الاغتِراب
لي ترنيمةُ الغاباتِ ِ في نايِ النّسيمِ الكَرمِليِّ،
راحَ يسري للجَليلِ ديمَةً حُبلى بماءِ الحُبّ، مرَّتْ فوقَ
ماءِ الروحِ، لي تنويحَةُ العودَةِ قالوا عائِدونَ
عائِدونَ،
ع ا ئ د و نَ
في رَجْعِ الصّدى
كم طالت الغُربَةُ فينا والمَنافي أنهَكَتنا،
ما نَسينا، رُبّما اعتَدنا على المنفى قليلاً
وَتَعبنا سَفَراً ما بينَ ميناءٍ وميناءٍ لِنَنْسى أو لِنُنْسى،
وكأنَّ السِّندِبادَ عاوَدَ الإبحارَ نَحوَ الشّاطئِ المَوعودِ في الرؤيا
التي تَنأى بعيداً، وَلنا الرؤيَةُ والحَسرَةُ، لا أكثَر، في خرائطِ الأطلسِ والجغرافيا
أو صوَرُ الألبومِ للذّكرى التي تَرحَلُ فينا أبَداً،
توشِكُ أن تَموتَ في حَسرَتِها...
فما الذي يبقى لنا إنْ ماتَت الذّكرى
وَما النّسيانُ إلا الموت في قاموسِ مَنفانا الفِلسطينيِّ،
بينَ الماءِ والصّحراءِ، قد طالتْ بِنا غُربَتُنا عَنها وعَنّا
فابتَعَدنا عَنْ رؤانا، بينَ وعدٍ بَعثَرَتهُ الرّيحُ في الصّحراءِ
كُثبانا مِنَ الرَّملِ
وبينَ بينِ الشاطئِ الموعودِ والمَنذورِ للعَودَةِ،
من حيفا إلى يافا، ابتَعَدنا رُبَّما أكثَرَ مما احتَمَلَتْ فينا الشّرايينُ التي
تَنْقُشُ في القَلبِ خَريطَةَ الوَطَنْ
هل تَتعَبُ الرّوحُ التي تَسكُنُ فينا، وَطَناً يُشبِهُنا في الحُلْمِ والذّكرى
فلا نَنْسى بأنَّ الرّوحَ مثل الريحِ تَسري حيثُما شاءَ الهوى!
يا وَطَناً يَسكُنُنا،
ما أقرَبَ الرّوحَ إليكَ فانتَظِرْنا
عائدونَ، عائِدونَ للثَّرى الأقدَسِ والشّاطئِ البَحرِيِّ من حيفا إلى يافا
انتَظِــرْ
أرواحُنا فيكَ تَرَكناها وَلمْ تَرْحَلْ
فإنْ عُدنا إليكَ ذاتَ حُلْمٍ طالَ حتى آخِرِ الروحِ التي ظلَّتْ هُنا
كُنْ يا وَطَني
كُنْ لنا
كُنْ لَنا الكَفَــنْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق