تتجمع الحروف كسرب طيور في فضاء روحي ، أنتقي منها ما يشكّلُ حجم الجمال في هذا الوضع المرتبك، أختار ورقة صفراء وقلما احمر وكرسيّا يحتملُ جسمي السمين، اختار حدثا يليق بلون الورقة حدثا اصفر وحوارا لا قيمة له ، مملاً ..
اكتب عن شخص عادي لا يثير الاهتمام وشكله عادي لا يلفت النظر أُنفق الوقت في أحداث
صغيرة يمرُّ بها ، وأُحاول أن أطيل بالكتابة أحاول أن أستهلك أوراقا كثيرة وأنضدها على كومبيوتري الحديث الذي تشمئز شاشته من أن تعرض هذا اللغط والهوس والحروف التي لا معنى لها .. اترك الكتابة ، اشعر بالملل ....
اترك رأسي على حافة الوسادة تأتيني أفكار كثيرة .. أفكار أشبه بسرب غربان يفززني نعيبها . استيقظ من نومي أجول في الغرفة واسكب كأس ماء في جوف بطني السمين ، وقبل أن أطفئ المصباح تراودني فكرة العودة إلى الكتابة، فأفتح الكومبيوتر بينما ذبابة تجول حولي تدخل في أذني وتغرق في جوف رأسي، أحاول التخلص منها ، بينما هي تحاول أن تخرب الأفكار السوداوية التي استجمعتها أثناء نومي الثقيل وتمسح جزءا من ذاكرتي التي اعترف بأنها خطأ .
أعود إلى حياة رجل مملة ، تسخر الذبابة مني وتضغط على الدماغ تجعلني أغير رأيي في الموضوع ، فتتسارع أصابعي إلى حذف الملف تماما، أغلق الكومبيوتر وأعود إلى فراشي بعد أن اشعر بحجم العبث الذي تولده الذبابة وثمة ثقل يجعلني لا احتمل ثقل رأسي !
استيقظ صباحا .. لا أتذكر شيئا فقد سيطرت الذبابة على الملفات المعنيّة بالتذكر (وهكرتها ) .. هربت بها لا ادري إلى أين .. إلى أي رأس نقلتها ، أم أنها ستعمل بدلا عني ؟
سأقتل أي ذبابة أراها أمامي أحكمت إغلاق الأبواب والشبابيك حتى اجري عملية إبادة الذباب داخل البيت ولكن لم أجد أية ذبابة !. ابصق على كل شيء ، على الأوراق والأقلام المبعثرة وعلى الكومبيوتر ! ، ثم ابصق على المرآة قاصدا روحي . جالسا أجهش بالبكاء دون أن اتخذ قرارا معينا، أشعر بحركة في رأسي فيأتيني بصيصٌ من الذاكرة ويختفي أخمن أن الذبابة مازالت في رأسي، أضع لاصقا على أذنيَّ وانفي وفمي اشعر بالاختناق، افتح فمي ... اذهب مسرعا إلى الطبيب اسرد له حكايتي فيضحك ويسخر مني ويصدمني بقراره " أنت مجنون !.. اخرج كي أتابع مرضاي " ..
ما إن خرجت من العيادة حتى تلقيت ضربة جعلتني لا اقدر على الوقوف وانهال عليَّ بكلمات التأنيب الخشنة رفعت رأسي محاولا تذكّر وجهه ، أين رأيته آخر مرة أو أحاول التعرف عليه توكأت على عمود من الخشب محاولا الوقوف تأملت في وجهه "أين رأيتك ؟ أتعرفني ؟ أنا لا أتذكرك جيدا " ظل صامتا لبضع ثوان ثم قال لي "راجع أوراقك ماذا تريد مني ؟" قلت " وأي أوراق " قال " فضحتك ذبابة نقلت لي ملفات من رأسك إلى رأسي وقرأت كل ما كتبته عني ليلة البارحة " محاولة مني استعادة ترتيب الأحداث لكنني فشلت، بينما هو بدأ يتصفح ويقرأ بلا رتوش حتى الشطب يذكره والتصحيح حتّى الأخطاء الإملائية :
" رجل قصير القامة ، خمسيني هوايته أن يستيقظ صباحا كي يدخل الحمام ، ويتأخر يتبول بصعوبة ثم يحاول أن يخرج ما في بطنه لم ينجح في ذلك ، يستخدم الحقنة الطبية ، ويطيل الجلوس في المرحاض ، يشعر بالتعب حتى يسرع فيخرج مجففا يديه ويشمها فيرجع ثانية ليغسلها بالصابون ، بينما تصرخ زوجته من خارج الحمام بسخرية هل تكمل نومك في الحمام يرد عليها بصوت أعلى من صوتها، يخرج متمتما ببضع كلمات غير مفهومة بينما زوجته تهرب من أمامه كالقطة ... يتناول فطوره ويشغل مذياعه الذي لا يفهم منه شيئا ، يترك مذياعه مشتغلا ويذهب مسرعا إلى المرحاض . زوجته تحسب له الوقت كلما يدخل إلى المرافق يخرج منزعجا يترك البيت موليا إلى المقهى ويعود الظهر خالي اليدين، يدخل بشجار مع زوجته لمجرد ان تجد في نعله بقايا تراب .يملأ بطنه .. ينام .. يستيقظ .. إلى المقهى .. يعود ليلا ...... "
بدأت استعيد جزءا من ذاكرتي ، أراه يتكرر في رأسي ، ملامحه هي ذاتها التي رسمتها في أوراق رأسي ، ملابسه ذاتها ، وحركاته السريعة . اشعر بصداع يحتل رأسي أحاول أن اهرب لكن أتلقى آلاف الضربات من أشخاص كثيرين قد تجمعوا في الشارع لم اقدر على الإفلات من قبضتهم تتراوح أعمارهم بين الأربعين والسبعين أني قد كتبت عنهم أوراقا عديدة دون أن التقي بأي احدٍ منهم . . الذبابة قد دخلت إلى رؤوسهم دون أن تخطئ، نقلت لهم ملفاتهم من رأسي، كنت أتوقع إنها حكايات من نسج الخيال !
أُغمي عليَّ من شدة الضرب المبرح، على أثره نقلت إلى المستشفى، أفقت من غيبوبتي فشاهدت فريقا طبيا يلتف حولي إضافة إلى فريق من الصحافة والتلفزيون ، كاميرات منصوبة في كل الجوانب ، اسمع لغطا يدور حولي..، تقدم نحوي شخص عرّف عن نفسه انه مدير مركز الأبحاث العلمية فقد نجح المركز في تطوير إمكانيات ذبابة في نقل المعلومات من شخص إلى آخر تقدمت مراسلة تحمل مايكروفون لتسجل تصريح المدير " لقد نجحنا في تطوير قدرات الذبابة على نقل المعلومات من الشخص الذي نريد أن نأخذ منه معلومات عن طريق حقن مادة في دم شخص آخر يجمع المعلومات ، فتنقلها الذبابة بطريقة سهلة جدا ، وهو تطوير لنظام استخباراتي خدمة للسيد الرئيس والوطن أروحنا له الفداء ...." .
اكتب عن شخص عادي لا يثير الاهتمام وشكله عادي لا يلفت النظر أُنفق الوقت في أحداث
صغيرة يمرُّ بها ، وأُحاول أن أطيل بالكتابة أحاول أن أستهلك أوراقا كثيرة وأنضدها على كومبيوتري الحديث الذي تشمئز شاشته من أن تعرض هذا اللغط والهوس والحروف التي لا معنى لها .. اترك الكتابة ، اشعر بالملل ....
اترك رأسي على حافة الوسادة تأتيني أفكار كثيرة .. أفكار أشبه بسرب غربان يفززني نعيبها . استيقظ من نومي أجول في الغرفة واسكب كأس ماء في جوف بطني السمين ، وقبل أن أطفئ المصباح تراودني فكرة العودة إلى الكتابة، فأفتح الكومبيوتر بينما ذبابة تجول حولي تدخل في أذني وتغرق في جوف رأسي، أحاول التخلص منها ، بينما هي تحاول أن تخرب الأفكار السوداوية التي استجمعتها أثناء نومي الثقيل وتمسح جزءا من ذاكرتي التي اعترف بأنها خطأ .
أعود إلى حياة رجل مملة ، تسخر الذبابة مني وتضغط على الدماغ تجعلني أغير رأيي في الموضوع ، فتتسارع أصابعي إلى حذف الملف تماما، أغلق الكومبيوتر وأعود إلى فراشي بعد أن اشعر بحجم العبث الذي تولده الذبابة وثمة ثقل يجعلني لا احتمل ثقل رأسي !
استيقظ صباحا .. لا أتذكر شيئا فقد سيطرت الذبابة على الملفات المعنيّة بالتذكر (وهكرتها ) .. هربت بها لا ادري إلى أين .. إلى أي رأس نقلتها ، أم أنها ستعمل بدلا عني ؟
سأقتل أي ذبابة أراها أمامي أحكمت إغلاق الأبواب والشبابيك حتى اجري عملية إبادة الذباب داخل البيت ولكن لم أجد أية ذبابة !. ابصق على كل شيء ، على الأوراق والأقلام المبعثرة وعلى الكومبيوتر ! ، ثم ابصق على المرآة قاصدا روحي . جالسا أجهش بالبكاء دون أن اتخذ قرارا معينا، أشعر بحركة في رأسي فيأتيني بصيصٌ من الذاكرة ويختفي أخمن أن الذبابة مازالت في رأسي، أضع لاصقا على أذنيَّ وانفي وفمي اشعر بالاختناق، افتح فمي ... اذهب مسرعا إلى الطبيب اسرد له حكايتي فيضحك ويسخر مني ويصدمني بقراره " أنت مجنون !.. اخرج كي أتابع مرضاي " ..
ما إن خرجت من العيادة حتى تلقيت ضربة جعلتني لا اقدر على الوقوف وانهال عليَّ بكلمات التأنيب الخشنة رفعت رأسي محاولا تذكّر وجهه ، أين رأيته آخر مرة أو أحاول التعرف عليه توكأت على عمود من الخشب محاولا الوقوف تأملت في وجهه "أين رأيتك ؟ أتعرفني ؟ أنا لا أتذكرك جيدا " ظل صامتا لبضع ثوان ثم قال لي "راجع أوراقك ماذا تريد مني ؟" قلت " وأي أوراق " قال " فضحتك ذبابة نقلت لي ملفات من رأسك إلى رأسي وقرأت كل ما كتبته عني ليلة البارحة " محاولة مني استعادة ترتيب الأحداث لكنني فشلت، بينما هو بدأ يتصفح ويقرأ بلا رتوش حتى الشطب يذكره والتصحيح حتّى الأخطاء الإملائية :
" رجل قصير القامة ، خمسيني هوايته أن يستيقظ صباحا كي يدخل الحمام ، ويتأخر يتبول بصعوبة ثم يحاول أن يخرج ما في بطنه لم ينجح في ذلك ، يستخدم الحقنة الطبية ، ويطيل الجلوس في المرحاض ، يشعر بالتعب حتى يسرع فيخرج مجففا يديه ويشمها فيرجع ثانية ليغسلها بالصابون ، بينما تصرخ زوجته من خارج الحمام بسخرية هل تكمل نومك في الحمام يرد عليها بصوت أعلى من صوتها، يخرج متمتما ببضع كلمات غير مفهومة بينما زوجته تهرب من أمامه كالقطة ... يتناول فطوره ويشغل مذياعه الذي لا يفهم منه شيئا ، يترك مذياعه مشتغلا ويذهب مسرعا إلى المرحاض . زوجته تحسب له الوقت كلما يدخل إلى المرافق يخرج منزعجا يترك البيت موليا إلى المقهى ويعود الظهر خالي اليدين، يدخل بشجار مع زوجته لمجرد ان تجد في نعله بقايا تراب .يملأ بطنه .. ينام .. يستيقظ .. إلى المقهى .. يعود ليلا ...... "
بدأت استعيد جزءا من ذاكرتي ، أراه يتكرر في رأسي ، ملامحه هي ذاتها التي رسمتها في أوراق رأسي ، ملابسه ذاتها ، وحركاته السريعة . اشعر بصداع يحتل رأسي أحاول أن اهرب لكن أتلقى آلاف الضربات من أشخاص كثيرين قد تجمعوا في الشارع لم اقدر على الإفلات من قبضتهم تتراوح أعمارهم بين الأربعين والسبعين أني قد كتبت عنهم أوراقا عديدة دون أن التقي بأي احدٍ منهم . . الذبابة قد دخلت إلى رؤوسهم دون أن تخطئ، نقلت لهم ملفاتهم من رأسي، كنت أتوقع إنها حكايات من نسج الخيال !
أُغمي عليَّ من شدة الضرب المبرح، على أثره نقلت إلى المستشفى، أفقت من غيبوبتي فشاهدت فريقا طبيا يلتف حولي إضافة إلى فريق من الصحافة والتلفزيون ، كاميرات منصوبة في كل الجوانب ، اسمع لغطا يدور حولي..، تقدم نحوي شخص عرّف عن نفسه انه مدير مركز الأبحاث العلمية فقد نجح المركز في تطوير إمكانيات ذبابة في نقل المعلومات من شخص إلى آخر تقدمت مراسلة تحمل مايكروفون لتسجل تصريح المدير " لقد نجحنا في تطوير قدرات الذبابة على نقل المعلومات من الشخص الذي نريد أن نأخذ منه معلومات عن طريق حقن مادة في دم شخص آخر يجمع المعلومات ، فتنقلها الذبابة بطريقة سهلة جدا ، وهو تطوير لنظام استخباراتي خدمة للسيد الرئيس والوطن أروحنا له الفداء ...." .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق