يستوقد النفيرُ اليباسَ
في مستودعِ اليباس
متعثّراً بالنَفَسِ الأخيرِ لجاليةِ السُّخط
لأنّ السيدة الأخيرة
السيدة الحربُ
راصفةً عماءَ الأساطيرِ زَيغٌ
من يدها الصقيعية
لم تنتبه لفرخِ قبّرَة
يسير خفيةً خلف نثير بهتها
يتتبعُ متوجّساً تقدّمَ الصفوف
زارعاً خضار ضروري جداً
لشاهدات المقبرة
تأبى النقائص أن لا تَفِدَ ضاجّةً
كذلك استدارات الثرثرة
تعجّ بالنزف الصاعقِ
حزناً على نذور الشناشيل
استعجالاً للرؤيةِ المتعثّرة
وقيد من حرفٍ صليب
يقيّد الجهات الغامضة
لمعرفةٍ كانت ضرورية قبل هذه المجزرة
السيدةُ الحربُ _ وجسده كان رهينة _
يسألك عن ضفائري وعن الصليب
أمام مفارق الصمت
أخبَرْتُهُ
وقد منحته _ كل أجنّتي شرعاً وسفاحاً _
مُتَلقَّية من عَصفهِ كمشات رمل
تشبه زمني
انثالَ الوقت منها موصداً أسيراً
_ هبني يازوّادةَ البقاء _
هبني فراشة حوّلها دوري للتوِّ
لنورٍ على شرفات كبد
هبني أقحوانة
حمّلَت الريحَ طلعها
تنتظر يباس البتلات لتتحول إلى وقيد بلا بقايا
هبني
رشة ماء
على جثمان أدونيس الغافي
تحاول إيقاظه السنبلة الداجنة
عشتار التي استحالت تربة على عتبات الذاكرة
ليميلَ عنها الى حسنِهِ المائي
تشدّهُ تدورُ حوله حارّةً
بينما يستحوذ الماء الراكد قلبه
لتكتفي النحلة البريّة
بطلع هو الوصال الأبدي
من الزهرة النابتة على حطام الوقت في بريّة المغفرة
حطام وقيد
وأسئلة عابرة للاستفهام
عن البدايات الناقصة والنهايات الفاترة
هالا الشعار