نحن وجع الطفولة..
وألم الذكريات ..
نقتات على ضوء الأمل ..
نتسلِّقُ جدار الحلم ..
لنطلَّ على سدرة الحياة...
في عيونهم يقيم وجع اليتم, وفي قلوبهم الصغيرة يرسو قارب الألم, يلقي بمرساته في أرواحهم, يرتبط بماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم... يسكن القلق حياتهم، يخافون من كل شيء, يتوجَّسون من تفاصيل دقيقة, يتطيَّرون من إشارات خاصة.. تتعبهم الكوابيس.. وذكرى قديمة تذكّرهم بيتمهم , وبمواقف وظروف كبروا فيها قبل الأوان, مودِّعين طفولتهم التي نسوها على رصيف الواقع , وفي أحضان المفاجأة... يسيرون في طريق الوحدة المعتّم, يتحسَّسون الطريق مادِّين أيديهم لملائكةٍ تبيّن لهم الطريق, وتسير بهم لآخر الدرب محفوظي الكرامة.. متوَّجين بالعزة.. مسربلين بالكبرياء.. يجاهدون محتملين عناء الزحف من لجَّة الظل إلى
مرابع النور.. ولِمَ لا يسْعَوا لضوء الشمس، وهم الذين ولدوا آتين من منزل العتمة وظلمة الإقامة إلى ضياء الوجود وإشراقه السرمدي....؟؟! قد تراهم يلعبون ويضحكون، فيُخَيَّلُ إليك أنهم كباقي الأطفال... لكنك فجأة تقرأ يتمهم عند أول محك.. عند أول مشهد حزين تتفجَّر دموعهم المكبوتة والمحبوسة في الزاوية , فتسمع صرخاتهم المدفونة في أعماقهم النَّائية ممزوجة بكثير من الحزن والأسى، لتخبرك نظراتهم التائهة عن حكاياتهم في كل يوم من أيامهم الضَّحْلة التي تعبوا من اجترارها ومن حمل همومها فوق ظهورهم الطرية المتعبة... لا شيء يفرحهم مثل قبلةٍ على الجبين، أو مسحة يدٍ على الشعر، أو عناقٍ طويل... لا شيء يحزنهم مثل اكتشافٍ مفاجئٍ لضعفهم ويتمهم في لحظة من لحظات سعادتهم المعدودة... إنهم أيتام.... من مجموعتي القصصية: رسللة اعتذار.