الصوت القادم من الأعلى،
متجاوزاً كل الخطوط الملتوية تلك،
متوحداً مع الانعكاس/الصدى،
والظلال: غرة السماء المقلوبة،
الصوت النافر من نافذة السحاب المواربة؛
يقلقني..
يصيبني بمتلازمة الإنصات،
وأنا التي لم أَعْتَدْ على نغمة،
ولم تهزني دندنات الوتر قبلاً..
يا إلهي..
“أتبدو الحياة بكل هذا الضجيج المهول؟
متجاوزاً كل الخطوط الملتوية تلك،
متوحداً مع الانعكاس/الصدى،
والظلال: غرة السماء المقلوبة،
الصوت النافر من نافذة السحاب المواربة؛
يقلقني..
يصيبني بمتلازمة الإنصات،
وأنا التي لم أَعْتَدْ على نغمة،
ولم تهزني دندنات الوتر قبلاً..
يا إلهي..
“أتبدو الحياة بكل هذا الضجيج المهول؟
هل العذوبة صخب؟”
أعتمرالسكون،
تعرفني الأزقة
وأنا التي لا أعي
بدويِّ ارتطام خطواتي المضطربة على أرصفتها،
تعشقني الأشجار
وأنا التي لم أختبر حفيفها يوماً،
ترمقني الحقول بالقمحات مبتسمة،
وأنا التي لم أدرك للحظة
أن الرفيف سر الكون،
ودوزنة الخلود.
أذني التي تنمو ببطء شديد،
لم يكن غريباً أن أرتعد لحظة
وصلني اهتزاز من بين الغيوم،
أنا الجميلة تلك،
موفورة الروح،
كثيفتها..
أأجفل هنيهة فرقعة؟
أيعقل ذلك: أن أتلاشى جراء ذبذبات؟
هل سأغرق؟
ليس ذنبي،
حين عقدت الفتيل بالماء وهززته،
فاحترقتَ أنتَ أولاً،
ثم غرقتَ ثانياً،
وقلت: اغرقي،
وأغرقي كل الأصوات الغريبة
التي تستوطن البقاع الخاوية في الفراغ،
ولنرَ كيف ستنتشر البقع في السماء مجدداً..
وأنا:
الصامتة،
المرتجفة،
الباردة،
أتصلد في غيبوبة،
ولا تكفيني النجوم.
ثمة مسخ مشوه
يرسم صوتي على الأرض،
ويعكسه كلما استلقى ندائي على الشمس،
ثم الناشز مرة أخرى قادماً من الأعلى:
“أكان موجعاً حين علق الريش بجانبيك،
ولم تقوَ على الطيران؟”
ليتني أحلق،
فقط لو أفعلها،
أو أن أغفو على الشمس برهة،
لكن ذلك الصوت يبتسم من خلفي،
ثم يوقعني،
ويتلوى،
ويصيبه الصداع والصمم،
وتصيبني لعنة البحة:
“لن أغرق في البحيرة.. لن أعرق في البحيرة”.
*كاتبة من السودان