اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

بأي لغة عربية نكتب ؟ ...* نبيل عودة

⏪⏬
في حوار مع زميل لي ، أديب مخضرم ... حول لغة الكتابة الأدبية ، وبالتحديد اللغة الروائية، جزم بان ما اتفق على تسميتها ب ' لغة الصحافة ' لا تنفع كلغة للكتابة الروائية .

هذا الحوار يتردد بصيغ مختلفة ، حول مجمل الكتابة باللغة العربية.
أوضحت أن للجملة الروائية أو القصصية، كما للشعر، مميزات خاصة بها، تختلف عن المقالة أو الخبر، إن كان بطريقة صياغتها، أو وضعها بالسياق النثري. ولكن الكلمات تبقى هي نفسها.
زميلي أضاف انه يقصد ان مفردات لغة الصحافة، هي مفردات غير أدبية ولا تصلح لخلق ابداع أدبي فني، رواية مثلا...
سألته: وهل نستطيع بلغة الجاحظ أن نكتب اليوم إبداعا أدبيا ... رواية مثلا ...؟
هذا ذكرني بالنقاش القديم والرائع بين العملاقين الخالدين، الأديب الموسوعي مارون عبود، والشاعر الكبير نزار قباني، يوم تمسك مارون عبود بالشكل الكلاسيكي للقصيدة، وأصر نزار قباني على الشكل الحديث، في حوار من أجمل وأرقى ما قرأت في ثقافتنا العربية.
لم يكن النقاش مجرد خلاف على الشكل . . انما تضمن أيضا لغة القصيدة ، ومعروف ان نزار قباني هو الشاعر العربي الذي جعل الشعر في متناول وفهم حتى أبسط الناس . فهل نستطيع ان نقول أن لغة نزار قباني الشعرية هي لغة ' غير أدبية ' لأنها قريبة جدا من لغة الصحافة، أو هي لغة الصحافة نفسها؟ هي بلا شك لغة بسيطة بمفرداتها، متدفقة كالماء بصياغاتها، وهي من النوع الذي اتفق على تسميته بالسهل الممتنع . إن شاعرية نزار فوق أي نقاش، ولا أظن انه يوجد شاعر مقروء في العالم العربي أكثر من نزار قباني .. حتى شاعر عملا ق آخر مثل العراقي مظفر النواب، أذهلنا بشاعريته ووضوح صياغاته وسهولة الاندماج مع أجوائه بلغته العادية وغير المعقدة رغم ثراء لغته ومفرداته وعالمه التراثي الواسع ... وهي اللغة العربية التي يسميها البعض' لغة الصحافة ' بسبب مفرداتها وصياغاتها السهلة التي لا تحتاج 'لمفسر أحلام أدبي' ليشرحها للقراء.
حين سألت زميلي إذا كانت لغة الجاحظ تلائم الطلب ، لم أقصد ان 'الموروث'، كما يحلو للبعض تسميته... انتهى دوره ، إنما عنيت أن لكل عصر لغته وسماته ومميزاته ، التي تتأثر بالحديث ( من الحداثة ) وتتطور دون انقطاع وتصادم مع القديم، وان مفردات لغة عصر مضى، لا تلائم مفردات اللغة في عصر آخر أحدث ، على الرغم من انها تنبع منها وتتطور على أساسها. كذلك الأمر بالنسبة لأسلوب الصياغة .
هذا النقاش العابر، أثار في ذهني قضايا لغوية متعددة ، وجعلني أعيد التفكير في بعض المسلمات التي كانت تبدو واضحة وثابتة ، ولا تستحق التفكير ، وأثارت في ذهني مسائل أخرى أوسع من نطاق اللغة ، وكنت قد طرحت مواقفا مختلفة حول إشكاليات لغتنا وواقعها الصعب في داخل إسرائيل ، وارتباط بعض إشكالياتها بالواقع السياسي والاجتماعي والثقافي للعرب الفلسطينيين مواطني إسرائيل . ولكن هناك موضوع ترددت كثيرا في خوضه ، ليس لحسابات تتعلق بردود الفعل السليبة التي قد أواجهها من بعض المتثاقفين ، الذين لا يرون في مداخلاتي الا خطأ لغويا عابرا في صياغة جملة ما ، ويتجاهلون ما أطرحه من فكر يستحق النقاش والاختلاف في الرأي ، والتفكير والاجتهاد لفهم الإشكاليات الصعبة ، وطرق تجاوز حواجز 'حرس حدود' اللغة ، الرافضين لأي تطوير وتزحزح عن المحنطات اللغوية.
هل يمكن ان نخضع لسيبويه والكسائي الى أبد الآبدين ؟
هل كان يمكن ان يصبح نزار قباني الشاعر الأكثر قراءة وتأثيرا لو لم يصر على نهجه الحداثي لغة وأسلوبا وأفكارا ؟
هل يوجد في اللغة العربية لغة فصحى كلاسيكية ، ولغة فصحى أخرى حديثة ؟ أم أن الفصحى هي فصحى واحدة تتطور وتتعدل حسب الظروف الحياتية والواقع الاجتماعي والاقتصادي المتحرك ؟!
معروف انه يوجد نقاش لم ينته بين مؤيدي الكتابة بالفصحى ومؤيدي الكتابة بالعامية، وهناك اتجاه ثالث ، وسطي ، ينادي بتقريب الفصحى للعامية ، وتقريب العامية للفصحى( تفصيحها)!!
لا يمكن برأيي نفي موروث اللغة العامية وتعابيرها المفعمة بالدقة والحرارة ، والتي لا بديل لها أحيانا بالفصحى.
كذلك لا يمكن القول ان تراثنا بلغته ومفرداته لم يعد ذا أهمية. اذ لا شيء يتطور من العدم . أما مدى العلاقة الدينامية بين الموروث والحديث، بين أساليب التعبير القديمة وأساليب التعبير الحديثة، بين أساليب الصياغة القديمة وأساليب الصياغة الحديثة، فتلك برأيي تبقى مسالة للغويين وليست لنا نحن الكتاب والشعراء وسائر المبدعين ...
للأديب مهمة محددة ، كما افهم ... ان ينقل بشكل فني ما يراوده من أفكار وصور، وبلغة تتلاءم مع زمانه ومكانه ، دون التقيد بأهلية هذه المفردات أو عدم أهليتها ، لأنه عندما نتحول من الإبداع في لحظة نشوة ، إلى البناء المحسوب بمقاييس لغوية متزمتة ، عندها لن ننتج أدبا وفنا إنما فذلكات ذات شكل لغوي بلا مضمون فني ، وبلا حياة !!
وأعود للبداية : ما هي لغة الصحافة ؟!
هل هي نبتة غريبة في بستان اللغة العربية ؟
هل هي لغة أخرى دخيلة على لغة الضاد ؟
أنا أحدد واعرف بنفس الوقت ، أن لغة الصحافة ، هي اللغة ذات المفردات الأكثر استعمالا وفهما في محيط اللغة العربية الواسع .
هل هذا ينفي تطوير مفردات جديدة ؟ أو الاستفادة من مفردات كلاسيكية تعبر بشكل أدق وأجمل عما نريد قوله ، وبشكل بعيد عن التعقيدات ، والفذلكات اللغوية ؟!
أحاول هنا أن أحدد فهمي للموضوع برمته ، ربما هذه التسمية ' لغة الصحافة ' هي تسمية خاطئة، ولا تعبر تماما عن الواقع . أنا أميل لتسميتها ب ' الفصحى السهلة '... أو ' الفصحى الحديثة ' كمميز لها عن الفصحى الكلاسيكية. وفي الوقت نفسه أرى أن اللغة في كل زمان ومكان يتحدد شكلها وثروة مفرداتها حسب معطيات العصر نفسه .
حاولوا ان تكتبوا عن واقع العراق المأساوي بصياغات ومفردات وأسلوب الجاحظ . . أو عبدالله بن المقفع ... أو بأسلوب حتى طه حسين الأكثر حداثة .
خذوا قصة أو رواية لكاتب ما ، حنا مينا مثلا ... وحاولوا ان تبدلوا مفرداتها بمفردات كلاسيكية، أو أن تصيغوا النص بأسلوب كلاسيكي ...
هل ستحصلون على مبنى روائي أجمل وفنية أرقى ، ولغة أبعد تأثيرا ؟!
لا شك عندي من عبث المحاولات.
إن فنية العمل ، لا علاقة لها بمدى ضلوع الأديب بنحو اللغة وقواعدها، اللغة جهاز ( أداة ) أساسي وضروري ولا إبداع بدونه . أما الإلمام علميا بتفاصيلها وقواعدها ، فهو عامل ايجابي ، ولكنه ليس العنصر الأساسي للإبداع الفني ، وبالطبع تبقى المسألة نسبية .
إن اللغة جسم حي ومتطور باستمرار ، ولكل عصر لغته ، مفردات ومعان ومناخ ثقافي وفكري، وما يسمونها اليوم ' لغة الصحافة ' هي في الحقيقة اللغة الفصيحة السهلة المعاصرة الأكثر سرعة في التكيف مع الواقع .
وكما اننا لا يجوز ان ننقطع عن الموروث اللغوي والثقافي ، فلا يجوز كذلك ان يقف الموروث حاجزا أمام التطور الدائم للغة.
من هنا نصل إلى سؤال هام : هل اللغة وسيلة أم غاية ؟
أثناء قراءتي لكتاب ' الثقافة والامبريالية ' للمفكر الفلسطيني د. ادوارد سعيد ( ترجمة بروفسور كمال أبو ديب ) وقعت بفخ المفردات المعجمية، والصياغات اللغوية المركبة، مما جعلني أكرس جهدا مضاعفا لفهم لغة الكتاب العربية أولا ، قبل أن افهم الطرح الفكري المثير للكتاب. وكنت قد ' تورطت ' قبل 'الثقافة والامبريالية ' بقراءة كتاب لادوارد سعيد أيضا ولنفس المترجم ، وهو كتاب 'الإستشراق '، وهزمتني لغة الكتاب، شديدة التعقيد والغرابة، ولم أستطع الصمود في معاناة القراءة والبحث عن تفسير للمعاني ، كنت وكأنني اقرأ كتابا بلغة أجنبية لا أتقنها جيدا، وعلمت من صديق لي ، مثقف أكاديمي ، انه فشل في قراءة النص بالعربية وقرأه بنصه الأصلي باللغة الانكليزية ، وانه هو الآخر لا يفهم ضرورة هذا التعقيد والنبش لإيجاد مصطلحات عربية لا يستعملها جيلنا ، ولن يستعملها أحد من الأجيال المقبلة، وذلك بدل تطوير اللغة العربية وتسهيلها ، كما حدث ويحدث بمختلف اللغات العالمية.
كتاب ادوارد سعيد ' الإستشراق' قرأته فيما بعد مترجما للغة العبرية ، بلغة واضحة وسهلة الفهم . لماذا الترجمة العبرية مفهومة لقارئ مثلي يعيش نبض اللغة العربية ويعشقها ولا يستطيع قراءة نفس الكتاب بلغته الأم – اللغة العربية ، التي تشكل محورا لعالمه الإبداعي ؟
إذن لمن نصدر كتبنا ؟
لمن نكتب إذا كنا غير مفهومين بصياغاتنا ؟
إذا عجزنا كمثقفين عن فهم ترجمة بلغة عربية راقية بلا أدنى شك ، فما هو حال سائر المواطنين ؟
كيف نصبح شعبا قارئا ، حين نعجز عن فهم المقروء؟
والأخطر ، كيف يصبح لنا دور اجتماعي وسياسي في تقرير مستقبل أوطاننا ، إذا كنا عاجزين عن فهم ، على الأقل ... لغتنا البسيطة المستعملة في وسائل الإعلام ؟

nabiloudeh@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...