اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

نجع الخير | قصة قصيرة ...*طلعت مصطفى العواد

⏪⏬
يغوص القطار فى سراديب الليل .على بقايا المقعد الخشبى تكورت نفيسة غائرة الوجنتين .ندوف شعر بيضاء تنفلت من قبضة قماطها تداعبها رياح متربة .يرافقها ضخب اصطكاك حديدى .طلقات أصوات الباعة تنطلق هنا وهناك

(ساقعة مثلجة -لب حلاوة ).تتراص الأجساد متلاصقة .شىء جاثم على الصدور .إنها الدرجة الثالثة .
فجأة دلف من الباب أريج عطر لشخصية شماء .سامقة الطول .تنفست العربة الصعداء .حاول الجميع رشف شهيق طويل لينعم بالرائحة حتى ينفك صيق الصدور .حدقوا إليه باستغراب وتساءلوا إنه من أهل الدرجة الأولى .ماذا أتى به هنا ؟لابد أنه أخطأ الصعود .
ظفرت عين الرجل على بضع سنتيمترات جانب نفيسة .جاهد حتى جلس .عين المرأة مسحت ثياب الرجل حتى أفتر ثغرها عن ابتسامة خافتة قائلة :تذكرتك أولى أم ثالثة ؟
أردف قائلا : حكايتى إسمعيها ثم احكمى على هل أنا من أهل الأولى أم الثالثة ؟
أنا من أكبر تجار مصر الآن .والسبب الأستاذ عوض الله .كنت أشقى أهل الأرض (حرامى )ذات يوم تسلقت الماسورة .سرسبت جسدى من الشباك .أبصرت نفسى أمام أمل كنت أرومه .دجاحةشهية .هممت لأطفىء لوعتى .أثناء إلتهامى تذكرت أهل البيت وهم جياع وأن دموع الجوع ستحرقهم مثلى .فتركت لهم نصف الدجاجة رفقا بهم .باطمئنان أكلت .نقبت عن شىء ثمين .قاطعته نفيسة :أكيد حظيت بكنز كبير.
قال: هتكت أستار البيت لم أعثر على المال .وجدت مجلدات وأشياء تستر الأجساد .يبدوا أن رب البيت موظف يعيش براتبه .وأتا ناهض بالخروج أكفهر الطقس .مد الظلام جحافله .أصوات صمت رهيب إذ بالأستاذ عوض الله أمامى .
وقفت مسلوب الإرادة .تذكرت شرنقة السجن والزج فيه لا محالة .رمقنى الأستاذ بنظرة سحقتنى .تراخى كل ما فى .قلت بيأس : لا تضرب .
قال : ماذا فعلت بنا ؟
قلت : أكلت نصف الدجاجة. قال : والنصف الآخر !
قلت : تركته لكم رفقا. قال : أتيت من أجل لطعام
قلت : والمال
قال: وما دفعك إلى طريق النهب والجزع
قلت : لوعة أطفال جوعى .دغدغة برد الحرمان .قسوة قلب ثرى .
قال: ألا تعرف عقاب السارق عند الخالق ؟
قلت: ماذا تفعل لو كنت نظيرى ؟
قال: سأرشدك إلى درب مستقيم على أن تعطنى موثقا أن تفر من سكتك هذه إلى درب الصالحين .
نفضت الخوف الجاثم على صدرى وقلت : أعاهدك
فوهبنى الرجل نصف راتبه قائلا :إذهب إلى السوق وتاجر.
مرقت من جانبى رياح سموم أذابت أقفال قلبى .فانبرى الكون ضاحكا . وسكنت جوانحى .وانداحت غيوم السماء إلى طير خضرة .والأرض المكفهرة إلى أريج مبثوث .وسياط القلوب إلى لحن عذوب .ماأحلى الحياة !
طفقت وأنا أمضى تنساب قدماى بسرعة .وطئت القاهرة .فتشت عن عمل .وجدت تاجرا للغلال .افترشت رصيفا مجاورا .بنقود الأستاذ كانت تجارتى بائعا للحبوب بلسان محبوب .
توافد الناس علّى .ربحت وامتلكت محلا .نمت تجارتى .صرت أكبر تاجرا رصيدى بالمليار
لكن شئا ما يثقل كاهلى .أود رؤيته .سأنقب الأرض عنه
امتلك نفيسة صمت الشجون .لوعة الرجل شرخت الهدوء قالت له : عما تسأل ؟
الأستاذ عوض لله مدير المدرسة من نجع الخير .
هرع الرجل قائلا : أغيثينى أين أجده ؟
ربتت المرأة بحنو على كتف الرجل قائلة أ نا فى الطريق إليه إنه نزيل معهد الكبد .افترسه الفيروس .وصار كعود ممصوص .ولا أمل فى الخلاص سوى كبد سليم

فى لهفة مرتجفة أبرز هاتفا .الباشا معك .كم يحتاج الأستاذ عوض الله ؟ نصف مليون .يصرف فورا .أنا فى الطريق إليك ما يلزم يتم من تحاليل أشعة زرع وخلافه
بهتت نفيسة .شط بها الخيال زفرت زفرة كم عانى الأستاذ !
فى ورقة تحاليل واحدة من دمياط إلى المنصثورة دفع فيها مرتب عام .لا أصدق ما جذبه سمعى
قال: الرجل هيا إلى المعهد .
اضطراب وهدوء حذر يعم المكان .سعادة الباشا وصل أفسحوا
المكان .
اطمأن لكل شىء لكن الكبد غير متوفر .قال : خذوا منى نصف كبدى
على سريرين متقابلين .إفاقة متفاوتة للأستاذ عوض الله أردفتها إفاقة الرجل
قال : الأستاذ عوض الله من ؟
قال الرجل : تلميذك آكل شطر دجاجتك
قال الأستاذ ما أتى بك هنا ؟
قال الرجل : أعطيتك نصف كبدى وأنت أعطيتنى الحياة بحق
قال الأستاذ له : أنت أستاذ الحياة
أردفت نفيسة قائلة : أنت من أهل الدرجة الأولى
قال الرجل : وأستاذى من أهل القمة

*طلعت مصطفى العواد
مصر - دمياط - مدينة السرو

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...