يَتنهّدُ بعمق ثمّ يقول: - أتمنّى أْنْ أخرج مِن هُنا وتصدمني سيارة مُسرعة، أقع على رأسي وأستيقظ فاقد الذاكرة المُتخمة بالأهوال رُبّما أرجع طفلاً صغيراً فاضي البال..
يسكتُ مُطولاً فأتخشّب
رهبة كلمة تأتي مِني في غير مكانها فتزيد سوء الأمر ..
يتابع: - أتعلمين؟ في خدمتي العسكريّة مرّ عليّ مشاهد مُرعبة، حملتُ الأشلاء بيدي، وكان ظنّي أنّه
مَا عاد شيء يهز كياني لكن أبي كما يبدو أكبر عثرة في درب حياتي، يقفُ دائماً في وجهي مثل جبل عملاق، عقليته غابة مُوحشة عفنة، لا أدري كُنه نسيجه المعجون بالسرياليّة..
دموعه التي تنهمر تجعلني أتصنّم،
تباً لي مِن امرأة، لمْ أجد له جواباً ..
وأسكتُ مُرغمة مُتأثرة بملامح مُتعبة
وشعور مُنكسر فوقَ سطوح لحظات قاسية..
قدمتُ له عصير برتقال، جبرته أنْ يغب الكوب لآخر نقطة
وإلا لن أسمع للمزيد مِن القهر المسفوح.
ينزع حقيبة صغيرة مِن كتفه، يضعها على طاولة في مُنتصف المكتب الصغير، يتناول الكوب البارد ويبلّ ريقه ببعض قطرات ويطلب ورقة وقلماً ورقم هاتفي النقال..
يسجل الرقم ويفرك الورقة بكفّ يده بينما أضع حقيبة يدي تحتَ ذراعه..
يسترخي على الأريكة ونظره يجول فوق الأرض على أشياء يستصعب احتوائها ويتابع بلهفة مذبوحة:- أخشى على أختي الوحيدة أنْ يصيبها مَا أصاب عمّتي التي ماتت
وهي تقول: - الله لا يسامحكم.
رفض جدي تزويجها لأن عرسانها أقلّ شأناً مم يُريد وبعدها أصيبت بالشلل ثمّ ماتت ببطء قتلني ملايين المرّات،
أنا شاب "اضرب واطرح" على أساس أمشي مِن تحت أمر أب يُهيمن بسطوة غريبة، يشهق ويردف: تخيّلي طلبَ أنْ أترك الفتاة التي أنوي الارتباط معها لأنها لا تروق له كونها مُطلقة،
لا أدري ما عيب المطلقات؟
يا للسخف أنا ضحية مثل عمّتي
مع أنني رجل في نظري على الأقل.
أسرح في مخيّلتي كي أجد الحل لمشكلته ..
هَلْ يظن الأهل أنّ أولادهم سيبقون دُمى تتحرك بحبالهم العتيقة إلى الأبد؟
ينهض كملسوع حين يجدني ساكتة منكسرة مثل خشبة..
قدر قادر لا يزال يُخرسني إلى الآن، لمْ استطعْ أنْ أفيده بجملة صغيرة ترضي خاطره
ومضت ليلتي مُتطاولة بين أسئلة مُتربعة وضيق أنفاس وكوابيس تستطيل وتستدير..
في صباح اليوم التالي استيقظتُ على رنين هاتفي الجوّال وصوت ناعم خجول: ألو أنا مُمرضة..
وقعت سماعة الهاتف على الأرض بعد سماعي المكالمة السريعة وجلستْ قصّة مُقرفصة بينَ يديّ تطالبني بصرخة قاصمة تمزق سرابيل السكون المُهيمن
على مضض هيمن الصمت أيضاً وكلّ شيء تحجّر
وبقي صوت الممرضة يتردد في رأسي مِن حين إلى آخر كي يبعث في نفسي طعم الحنظل وفي رأسي كلمات لا تُنسى..
أتذكر قولها .. ألو أنا مُمرضة مِن مستشفى المُجتهد، عندنا شاب أسمر طويل لا هوية شخصية في جيوبه للأسف ولا ندري عنه أيّ شيء لأنّه كمَا يبدو بعد الحادث فقد الذاكرة
وما شجعنا على الاتصال بك وجدنا في قبضة يده ورقة مُجعلكة مكتوب عليها رقمك وتحتها كلمة "أحبّك لو تعلمين"
يسكتُ مُطولاً فأتخشّب
رهبة كلمة تأتي مِني في غير مكانها فتزيد سوء الأمر ..
يتابع: - أتعلمين؟ في خدمتي العسكريّة مرّ عليّ مشاهد مُرعبة، حملتُ الأشلاء بيدي، وكان ظنّي أنّه
مَا عاد شيء يهز كياني لكن أبي كما يبدو أكبر عثرة في درب حياتي، يقفُ دائماً في وجهي مثل جبل عملاق، عقليته غابة مُوحشة عفنة، لا أدري كُنه نسيجه المعجون بالسرياليّة..
دموعه التي تنهمر تجعلني أتصنّم،
تباً لي مِن امرأة، لمْ أجد له جواباً ..
وأسكتُ مُرغمة مُتأثرة بملامح مُتعبة
وشعور مُنكسر فوقَ سطوح لحظات قاسية..
قدمتُ له عصير برتقال، جبرته أنْ يغب الكوب لآخر نقطة
وإلا لن أسمع للمزيد مِن القهر المسفوح.
ينزع حقيبة صغيرة مِن كتفه، يضعها على طاولة في مُنتصف المكتب الصغير، يتناول الكوب البارد ويبلّ ريقه ببعض قطرات ويطلب ورقة وقلماً ورقم هاتفي النقال..
يسجل الرقم ويفرك الورقة بكفّ يده بينما أضع حقيبة يدي تحتَ ذراعه..
يسترخي على الأريكة ونظره يجول فوق الأرض على أشياء يستصعب احتوائها ويتابع بلهفة مذبوحة:- أخشى على أختي الوحيدة أنْ يصيبها مَا أصاب عمّتي التي ماتت
وهي تقول: - الله لا يسامحكم.
رفض جدي تزويجها لأن عرسانها أقلّ شأناً مم يُريد وبعدها أصيبت بالشلل ثمّ ماتت ببطء قتلني ملايين المرّات،
أنا شاب "اضرب واطرح" على أساس أمشي مِن تحت أمر أب يُهيمن بسطوة غريبة، يشهق ويردف: تخيّلي طلبَ أنْ أترك الفتاة التي أنوي الارتباط معها لأنها لا تروق له كونها مُطلقة،
لا أدري ما عيب المطلقات؟
يا للسخف أنا ضحية مثل عمّتي
مع أنني رجل في نظري على الأقل.
أسرح في مخيّلتي كي أجد الحل لمشكلته ..
هَلْ يظن الأهل أنّ أولادهم سيبقون دُمى تتحرك بحبالهم العتيقة إلى الأبد؟
ينهض كملسوع حين يجدني ساكتة منكسرة مثل خشبة..
قدر قادر لا يزال يُخرسني إلى الآن، لمْ استطعْ أنْ أفيده بجملة صغيرة ترضي خاطره
ومضت ليلتي مُتطاولة بين أسئلة مُتربعة وضيق أنفاس وكوابيس تستطيل وتستدير..
في صباح اليوم التالي استيقظتُ على رنين هاتفي الجوّال وصوت ناعم خجول: ألو أنا مُمرضة..
وقعت سماعة الهاتف على الأرض بعد سماعي المكالمة السريعة وجلستْ قصّة مُقرفصة بينَ يديّ تطالبني بصرخة قاصمة تمزق سرابيل السكون المُهيمن
على مضض هيمن الصمت أيضاً وكلّ شيء تحجّر
وبقي صوت الممرضة يتردد في رأسي مِن حين إلى آخر كي يبعث في نفسي طعم الحنظل وفي رأسي كلمات لا تُنسى..
أتذكر قولها .. ألو أنا مُمرضة مِن مستشفى المُجتهد، عندنا شاب أسمر طويل لا هوية شخصية في جيوبه للأسف ولا ندري عنه أيّ شيء لأنّه كمَا يبدو بعد الحادث فقد الذاكرة
وما شجعنا على الاتصال بك وجدنا في قبضة يده ورقة مُجعلكة مكتوب عليها رقمك وتحتها كلمة "أحبّك لو تعلمين"
*هُدى محمد وجيه الجلاّب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق