وائل مصباح ليس كاتب عادي او مجرد روائي يكتب بالشوكة والسكين.. انه يكتب كما ينبغي أن يكون.. يكتب بالفاس بل يحفر على الصخر.. ينقش بحرفيه.. متعدد المواهب فيلسوف بارع.. مفكر سابق لعصره.. مثقف جدا.
استطاع هذا الأديب الغوص في بحر النساء الغريق حتى أصبح المتحدث الرسمي لهن.. فمجموعته القصصية الجديدة.. ج ج.. جيم الجنة وجيم الجحيم تعبر عن المرأة بل ترسمها كلوحة عبقرية تتخطى حدود الزمان والمكان وتصلح لكل العصور.
لقد استطاع الكاتب في ج ج ان يخلط بين الحب والسياسة بطريقة رائعة فنجد اغلب القصص تندد بفترة حكم مبارك وتؤيد ثورة ٢٥ يناير كما فعل أديب جائزة نوبل نجيب محفوظ في رائعته شهر العسل ولكن كان الاختلاف ان وائل مصباح شارك بالفعل في الثورة..وكتب اكثر من مائة مقال عن فلسفة الثورة لقب من خلالها بفيلسوف الثورة.. اما محفوظ فقد كتب عنها فقط وبطريقة غير مباشرة.
النماذج التي استعرضها الكاتب للنساء متعددة ومختلفة بل من الممكن أن نقول انها جامعة مانعة حيث إفادة دراسة وائل مصباح للاجتماع في تشريح كل شخصية على حدي لإظهار الجانب الخفي منها او جانب البيئة والتي قد يغفله الكثيرون عند الحكم على الاخرون.
اعتقد ان هذه المجموعة القصصية ستثير كثيرا من الجدل والذي قد يؤدي إلى الحراك الثقافي المفتقد منذ فترة طويلة.. ولكن سيظل وائل مصباح علامة فارقة في الأدب العربي رغم انه لم يتبوأ المكانة التي يستحقها حتى الآن.
والجميل ان وائل مصباح قرر ان يتبنى المواهب الشابة مثل شيماء كامل وان يعلن عن جائزة السياف الادبية لاخراج جيل جديد من مشاعل الفكر والثقافة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق