اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

حين عدتُ | قصة قصيرة...* نادية عيلبوني

⏪⏬
هي المرة الأولى التي سأزور فيها فلسطين . لذا بدأت مخيلتي تعمل دونما ضوابط. أخيرا سأتعرف على بلادي وعلى الخال الوحيد الذي بقي على قيدالحياة من بين ثلاثة خالات وخالين ماتوا جميعا قبل أن أتعرف إليهم. أخيرا سأحقق حلم طفولتي في مناداة كلمة خالي حقيقية . تلك الكلمة التي حرمت منها، تماما ،كما حرمت من مناداة خالتي. كنت أحسد أقراني على تمتعهم بدفء وحنان الخالات والأخوال. كنت أتمنى أن تكون لي خالة لأشكو أمي لها عندما كانت تقسو أحيانا، وأتمنى لو تتاح لي الفرصة لأذهب في زيارة هؤلاء الغائبين . أحيانا كنت أذهب إلى أمي محملة بالكثير من الانكسار والقهر الذي يتخذ طابع أسئلة لا تحتمل الإجابات دون الغوص فيما لا يقنع الأطفال ولا تتحملّه مخيلتهم البسيطة : لماذا لا تعطيني خالة أو خال كما كل صديقاتي؟.هل لك أخوة وأخوات حقا أم أنك تكذبين علينا؟ طيب . أين هم الآن ؟ولماذا لا يزورننا ولا نستطيع زيارتهم؟ من يمنعنا من الالتقاء بهم؟ ولماذا لم يرحلوا معك؟ ولماذا رحلت وتركتهم هناك؟.وإذا ما كانوا يحبونك فعلا ،إذا لماذا تركوك ترحلين وحدك دونهم؟ كانت أمي تغص بالأجوبة بدموع تذرفها كل ما أتت على ذكر أهلها. وكانت تحاول تعويضنا عن الغائبين،بالحديث عنهم.وكانت عندما تفعل، أقوم أنا بتشغيل مخيلتي حتى أقصى طاقتها.لا أفوّت كلمة . أجعلها تعيد مجددا بعض المواقف . أرسم الملامح والوجوه بحسب ما أرغب .وأحيانا أستعين بالانطباعات التي أكونها عنهم من أحاديثها لأرسم لهم صور يكتنفها السحر . كانوا جميعا ،حسب ما تقول أمي، كتلة من الحنان والطيبة. "آه لو أني أتعرف إليهم." كنت غالبا ما أقولها بحسرةمعللة النفس بالأمل أن يأتي ذلك اليوم الذي أستطيع فيه الاجتماع بهم. كانت أمي تختتم حديثها عنهم بعبارتها المأثورة " انشالله يمّا بصير سلام بينا وبين إسرائيل ومنرجع وبتشوفيهم." إلا أن السلام الذي تمنته أمي لم يحل،بل أن الأقدار قذفت بي إلى لجوء جديد بعيدا عن أخوتي وأخواتي، كأمي تماما، . إلا أنه لجوء (فيرست كلاس)! لأنه أتاح لي الحصول على جنسية ذلك البلد الأوربي الذي لجأت إليه. لجوء أبعد أولادي عن أخوالهم وخالاتهم ،وقربني أنا من مكان الأخوال . عندها فقط، استطعت أن أزور بلادي. تراقصت ذكرياتي واندغمت بما كانت تقصه علي أمي من قصص الأهل. وتمنيت وأنا أركب الطائرة المتوجهة إلى الوطن الذي لم أعرفه يوما، أن تكون أمي إلى جانبي.لقد ماتت دون أن تحقق أمنيتها في رؤيتهم . وتأسفت لأنني لن أستطيع أن أروي لها أهم لقاء في حياتي. لا بأس من أن أحقق بعضا من آمال الطفولة حتى وإن لم تكن هي معي. .سأحاول استحضارها في لقائي مع الخال.أن أتخيلها تقف إلى جانبي بفرح. لقد أصابتني هواجس كثيرة قبل سفري. فزوجي حاول إقناعي بتأجيل السفر حتى تنتعش أمورنا المالية. إلا أنني رفضت ،وصممت على السفر دون أدنى تأخير أو تأجيل. كنت قلقة وخائفة . لشد ما كنت أخشاه هو أن يموت الخال المتبقي، قبل أن أراه. هاتفت حنة وبين الجد والمزاح قلتلها:"قولي لخالي بأني "سأزعل" منه كثيرا إذا ما قرر الموت قبل أن أراه ".ضحكت حنة وفي ظنها إنني أمزح ، في حين كنت بيني وبين نفسي، أعني ما أقوله تماما . في الطائرة كنت أدعو في سريرتي أن لا يخذلني القدر . أن يصمدالخال حتى أراه.تخيلت نفسي وأنا احتضنه، أو وأنا استمع منه عن طفولة أمي .تخيلت نفسي معه وهو يريني مرابع طفولته وأمي، أو وأنا ازور معه البيت الذي عاشت فيه العائلة .أحاول أن أعبر له عن مدى شوقي وأخوتي لهم. انتقي الكلمات .احذف وأضيف.نبكي معا ونتذكر معا.. تخيلت كل شيء باستثناء .....!!؟؟ لقد قرب اللقاء وبات على بعد فراسخ قليلة فقط .نديم ابن خالتي، يدوس بسرعة جنونية على البنزين. نظر إليّ من مرآة السيارة ،بمايشبه الشفقة، وقال لي: لا أفضل لك هذا اللقاء.فربما.آلمك.... لا أدري لماذا أحجم نديم وحنة عن قول الحقيقة لي، إلا أنه وفي كل الأحوال فهذا لم يكن ليغير من موقفي شيئا . ها هو، كما تخيلته تماما. خالي...! صحت وأنا اقترب منه بلهفة.، في حين كانت حنة توجه له الكلام بصوت عال : إنها بنت الغالية أختك.......اقتربت كي احتضنه. فوجئت به يدفعني بقوة إلى الخلف ثم : "مين أنت روحي يالله ..انقلعي على بيتكم". لا أصدق..أحسست وكأن طفولتي كلها تموت فجأة أمامي . لم انتبه بداية إلى ذلك الدم الذي بدأ يسيل من يدي . نبهتني حنة عندما احتضنتني وهي تحاول أن تحبس دموعها . لقدجرحني بأظافره.. قلت لها. ". وقبل أن أهم بالسؤال قاطعتني : لم نشأ أن نعلمك أن ذاكرته قد تدهورت. لقد ظننا أن رؤيته لابنة أخته الغائبة ستشحذ ذاكرته. ولكن...". لم أكن قادرة على البكاء ولا حتى استطعت التفوه بأية كلمة. أحسست بوحشة المكان. هل قلت بوحشة الوطن؟ أجل، أحسست بكل ماحولي يصغر إلى حد التلاشي. السماء والصخر والشجر والبيوت. تراءى لي وجه أمي دامعا. نهضت بصعوبة ولم استطع سماع أي من كلمات حنة ونديم المواسية. كنت أرى الأسى في الوجوه وشفاها تتحرك فقط. تحررت من يدي حنه التي كانت لا تزال تحتضنني ونهضت من مكاني. لحقت بي.وضعت يدي على شفتيها وأنا أردد بابتسامة ساخرة. : لا عليك يا عزيزتي. كل ما في الأمر أننا نأتي دائما متأخرين.. متأخرين إلى الحد الذي يفقد البلاد ذاكرتها.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...