اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

هدية الثلج | قصة قصيرة ...*تغريد فياض

⏪⏬
ركضت رينا خلف كلبها الذي أخذ يعدو بعصبية دون توقف ولم يستمع لمناداتها له ثم صراخها خلفه ليعود، رغم المطر المتواصل
دون توقف منذ عدة أيام أخذ يتحول إلى حبات من الجليد الهش من شدة البرودة. خافت رينا أن يحصل شيء سيء لكلبها المحبوب الوفي. وأخيرا استطاعت أن تمسك بطرف لجامه وجذبته في اتجاهها وتوسلت إليه بصوتها الرقيق ليتوقف، فأشفق الكلب عليها وتوقف فجأة فاحتضنته بحب.

عادت رينا مع كلبها الى الكوخ الصغير في أعلى الجبل والذي كان ملكا لوالدها، وتقضي فيه أجمل العطلات مع عائلتها قبل وفاة والدها منذ عامين.

غالبا ما كانت تأتي منفردة إلى الكوخ في مختلف الأوقات وبعيدا عن أوقات العطلات حتى لا يزعجها وجود احد المصطافين او عائلاتهم-لتقضي بعضا من الوقت لوحدها بعيدا عن ضوضاء إخوتها وأبنائهم وتدخلات الخالة والعمة وغيرهم من الاقارب الذين نصبوا أنفسهم قضاة عليها – فقط لأنها لم تتزوج بعد وقد أصبحت في الأربعين وهذا بالنسبة لهم كارثة.

لم يفهموا أنه من المستحيل أن تستسلم لهم ولضغوطهم الكبيرة لدفعها للزواج رغما عنها من أي عريس يتقدم لها ويرونه مناسبا. كانت تحلم برجل من نوع خاص، مختلف، لم تصادفه حتى الآن رغم أنها جميلة ذات شخصية متميزة وفي نفس الوقت مذيعة مرموقة وتصادف الكثيرين في حياتها.

طوال حياتها كانت تشفق على نفسها من أن تصبح نسخة مكررة من والدتها التي كانت مكتئبة وحزينة أغلب وقتها، ليس لها أي اهتمامات غير الطبخ والاهتمام بالمنزل. كانت رينا متأكدة أن السبب في حزن والدتها الدائم هو والدها –الذي كان مفعما بالحياة، وسيما، مثقفا، اجتماعيا، ولكنه في نفس الوقت كان متسلطا وشديد الغيرة على زوجته. يعاملها بقسوة متى شاء، ثم يضحك معها ويمزح معها لو كان في مزاج جيد. كرهت الأم هذه الطريقة –حسبما فهمت رينا-لكنها لم تكن تمتلك الجرأة و القوة لتواجهه، وعاشت في كآبة دائمة دون حتى ان تعطي أولادها الحنان الذي كانوا يتوقون اليه. اهتمت بكل شيء يخصهم من نظافة ومأكل وملبس وحرمتهم التعبيرعن حبها وحنانها.

توقف انهمار المطر والندف الثلجية بعد اسبوع من بقاء رينا وكلبها داخل الكوخ وظهرت بعض من اشعة الشمس تنتشر على استحياء- أمام النافذة على الفناء والأشجار المزروعة فيه. فرحت رينا كثيرا وخرجت هي والكلب لتتريض قليلا حول الكوخ . وما إن خرجا من الباب –حتى ركض الكلب مرة أخرى وهو ينبح بشدة الى الفناء الموجود وراء الكوخ. ذهبت رينا في أثره لترى شيئا غريبا خلف شجرة الكرز الكبيرة المزروعة هناك. كان جزء من ارتفاع مقبب وممتد لمسافة خلف الشجرة ومختف اسفل الثلج بشكل مريب –لم تفهم رينا ماهو- ولم تدرِ ماذا يجب عليها أن تفعل!

لم تستطع كبح جماح الكلب هذه المرة، فأخذ ينبش حبات الثلج التي كانت تخفي الشيء الغريب المرتفع, وهي تقف على مسافة منه دون أن تقترب –انتظارا لما قد ترى في الاسفل. هي لم تكن خائفة –خصوصا أنها قد ورثت رباطة جأش والدتها وتماسكها حتى في أصعب الأوقات وأكثرها جنونا- لكنها كانت تريد التأكد أولا.

ورأته –لم تصدق عينيها في البداية – أنه هو فتى أحلامها الذي طالما حلمت فيه وتمنته عريسا لها! لم تكن حقا تعرف الشخص الملقى أسفل طبقات من الثلج-لكنه كان الشكل المرسوم في خيالها!

من هو؟ وكيف جاء هنا؟ وهل هو حي مغمى عليه أم انه جثة هامدة؟ اقتربت رينا منه، لم تكن هناك أية حركة تصدر عنه، حاولت أن تتلمس وجهه وملامحه التي كانت مزرقّة قليلا -كانت باردة في برود الثلج- وكأنه تمثال منحوت من الثلج بدقة. أزاحت طبقات الثلج بسرعة عن جسده –وحاولت الاستماع لدقات قلبه لتعرف إن كان ما يزال حيا. وبعد فحص متأن تأكدت أنه ميت!

“لا يهم!” قالت لنفسها. سيكون لي!!

سحبت جثة الرجل الوسيم الذي كان يبدو في منتصف الأربعينات ببطء وهدوء ورقّة إلى داخل الكوخ . خمنت أن برودة الثلج هي من حفظت الجثة بشكل سليم، مع أنها لم تعرف أبدا ما الذي من الممكن أن يكون أدى إلى وفاته، لذلك وضعت الجثة في سريرها وأحاطتها بكميات من الثلج جلبتها من الخارج، وجلست في كرسي بقربه وأخذت تتأمله في وله.

“أتدري أنني انتظرتك طويلا ؟ لماذا تأخرت علي هكذا؟” وقبلت جبينه ثم واصلت مناجاتها له:
” لا يهمني ما الذي حدث لك ولن أبحث في ذلك، كل الذي يهمني أنك وصلت لي أخيرا! “

*تغريد فياض
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*شاعرة وكاتبة ومترجمة لبنانية -ولدت بالكويت مؤسسة ورئيسة صالون تغريد فياض الثقافي اللبناني في القاهرة صدر لها: 1- قلب على سفر -2006 2- هل من مرافيء -2009 3- لأحلامها قوس قزح -2014 - تحت الطبع: 1- قصص عالقة في الهواءـ قصص 2- ميناء أخير لطائر العنقاءـ شعر 3- سندبادة ـ رواية

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...