اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

زواج تقليديّ | قصّة قصيرة ....* وفاء الرعودي- تونس

⏪⏬
...الزّغاريد من حولها تنبثق كالقبل...وجه الحبيبة أمّها لا ينفك يطالعها بحب..عائلتها الرّائعة تحتفل...أخيرا تحتفل...أخيرا ترى أكاليل الورد تزيّن الرّأس العنيد الّذي روّض أخيرا لمنطق الواقع وحتميات الحياة...هذا الرّأس الّذي تركوه طويلا يمتلئ بالمثاليّات والقيم
وآراء العقلاء المجانين من فلاسفة ومفكّرين وشعراء...هذا الرّأس الّذي عاند طويلا وتمسّك بكلّ بسالته حتّى لا يخضع لمنطق النّخاسة المقّنّعة..لما يسمّونه الزّواج التقليديّ..يبتسم ثغرها وهي تلتفت لعريسها الّذي أكسبه الصّيف والتّعب سمرة لذيذة ..قبّلته بعينيّها خلسة عنه..وأشاحت بوجهها سريعا في بعض التقطيب اللّطيف لحاجبيها نوعا من التمويه أمام العيون الّتي تحوّطها من كلّ مكان ..عيون لأشخاص يحبّونها ويحاذرون على فرحتها من هبّة النّسيم...وعيون لأشخاص لا يصدّقون حدّ اللّحظة ما يرونه..عروس بكامل بهائها تتصدّر أمامهم في خفر..تتلألأ بفستان زفافها الأبيض المرصّع ...ليست هي نفسها ذاك الكائن الغريب الّذي لا يرتاد أعراسهم ولا يشارك بناتهم في استعراض أنوثتهنّ المقنّع بالبراءة لصيد عريس..أليست هي نفسها الّتي لا تشاطر النسوة حلقات أنسهنّ ولاتلبث لحظات تجالس ضيوف عائلتها..؟ أليست هي من رفضت أولادهم حين طلبوها للزواج لأنّها اصبحت تمتلك راتبا وظيفيّا..؟! نعم هيّ التي اقسموا أنّها ستتعفّن مع كتبها في الزوايا المظلمة ..ستظفر الشيب وتأكل أصابعها ندما على كلّ فرصة ضيّعتها ...تنظر للحاضرات ..عيناها تزينهما المساحيق والأضواء تجعلهما تتلألآن...تغيبان دون ان ينتبه أحد في حكاية كلّ وجه معها...تلك السيّدة الباذخة الثياب ترتدي كلّ ثروتها من الذهب..تتمايل بواجهة حليّها ذات اليمين وذات الشمال..تذكر أنذها زارت منزل عائلتها ذات مساء أقلّتها إليه سيّارة فخمة ..عندما استوت في جلستها كملكة واثقة من أنّها ستأمر وتطاع قالت{ابني لديه كلّ ما تحلم به فتاة ..لا يريد أن تحصل زوجته على شهادة جامعية وتنتظر راتبا زهيدا من وظيفتها في كلّ شهر..} تذكر أنّ أمّها أكرمت وفادة هذه السيّدة كثيرا وبكامل الأدب أعلمتها أنّ ابنتها لن تتزوّج إلا حين تكمل تعليمها وتحقّق ذاتها..تذكر ايضا غضبة والدها رحمه الله قائلا{ماذا يريدون من البنت ؟ ان تنقطع عن دراستها لتتزوّج ابنها المدلّل ذاك؟}..فرص كثيرة بمنطق سوق النخاسة قد ضيّعتها من يدها..ستأكل الدّراسة عمرها وتخنع في الأخير..لكنّها لم تخنع..تلك المراة البدينة الضّاحكة إليها في فجاجة كالصّراخ..أتتها ذات يوم بعريس لا يرفض حسب رأيها ..{ماذا تريد الفتاة غير زوج متديّن وميسور الحال.؟.لا ..هذه الفتاة مسلّط عليها جنيّ..قرين يجعلها ترفض الرّجال...}..لا..هي ترفض أن تقدّم على طبق التّعارف بضاعة يقلّبها التّاجر ليرضى بها او ينصرف عنها...هذه الضحكات الفجّة سمعتها سابقا..سمعتها بنبرة متشفية عندما عادت هذه المرأة ومعها بطاقة استدعاء لحضور زفاف عريس الغفلة الّذي جاءتها به سابقا ورفضته..توعّدتها أن تبكي بكاء الندم والحسرة..دودة الكتب ..بومة العزلة..غريبة الحيّ..كلّ النعوت التي وسموها بها لم تغيّر موقفها من تجارة الزّواج..تلتفت الآن لأمّها الّتي تزيّنت بثوبها الورديّ لا تسعها الدنيا من الفرح..تقدّمت الغالية منها فمسكت يدها تقبّلها ..تشكرها لأنّها حمتها من زمن بشع..لأنّها لم تهنها ولم تقف مع الآخرين ضدّها..لأنّها آمنت برأيها ودافعت عنه...صارت الدموع تقبّل يدها ..{لا تبكي يا بنيّتي..حتى لاتذهب زينة وجهك..}..أنت زينتي يا أمي!..أنت زينتي التي تجمّلت بها ومازلت..يا طمأنينتي في بحر ملأته أسماك القرش البشريّة..كم حاصروني..كم ضيّقوا الخناق عليّ...{لا سترة للبنت غير الزواج..إلى متى تظلّ هكذا..}...كنت تجيبينهم {إنّنا مازلنا نريد ابنتنا معنا...مازالت بهجة منزلنا..لن يجيء يوم ننوء بوجودها..}..تسوّي الأمّ ثوب ابنتها المطرّز ..تفرده على الجانبين..كانّها تفتح أوراق وردة بيضاء..آه أيّتها الامّ الرّائعة...!..كنت تخفين خوفك عليّ ..تناصرينني لكنّك في نفس الوقت ترتعبين من مصيري..تقولين لنفسك{هذه الفتاة العنيدة تنتظر من يسعدها ومن يراها سعادته..كيف ؟!..وهي غائبة في عوالم الكتب أو منصرفة في تعب العمل؟..حتّى زملاؤها أعطتهم انطباعا بانّها متزوّجة فلم يدن منها أحد..}..تقدّمت من عريس ابنتها أسرع هو ايضا يقبّل يدها..هذا الابن الجديد الّذي دخل العائلة..يشدّ على يدها ويرفع عينيه إليها ..قالت عيناه الكثير لقلبها الواجف..اطمئني..ابنتك في صميم الرّوح..تبتع الأم في حبّ عن العروسين لتعود إلى حلقة الحفل واثقة أن الصّبر انتهى بالبركة والخير..كانت عيني ابنتها تتأمّلانها وهي توزّع ودّها على الحاضرين..التفتت العينان من جديد للعريس..أيّها الرّجل السّاحر..يا صاحب الخطى التي كانت تتبعني كلّ يوم في غدوّي ورواحي دون أن ينبس بكلمة..يستعير نفس الكتب التي أرجعتها إلى المكتبة..يمسح دمعي من بعيد وأنا جاثمة على قبر أبي..ولا أنتبه إليه إلا وانا مغادرة للمقبرة وألتفت لأراه جانب القبر يتلو الفاتحة..يا صاحب القلب الذكيّ الّذي حضر زفاف أخي دون أن تتمّ دعوته وجلس في آخر القاعة يراقبني ويعدني بفرحة مماثلة..يتقدّم لخطبتي في الّلحظة التي أوشكت فيها أن أتزلزل..يتلقّفني من خوفي الّذي أوشك أن يرديني..هذا الرّجل الطيّب الّذي لم يرني وأنا أرقبه يمسح ثياب طفل سقط بجانبه وأخذ يكفكف دمعه ويضاحكه وهو قابع على ركبتيه..أحببته كثيرا دون أن يعلم..الجميع يحسب أنّه الرّجل الّذي قبلته أخيرا في صفقة زواج تقليديّ...!

*وفاء الرعودي
 تونس

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...