⏪⏬
"الأمباتيا" ما هي؟ هل هي نفسها الأباتيا مثلا؟ او هي الأتاراكسيا ؟
الفلسفة عرفت الأباتيا، بأنها تعني فتور الشعور وتقود إلى نوع من الزهد في الحياة. فهل كانت الأباتيا هي الحالة التي أصابت
الشعوب العربية مع حكامها حتى تواصل طغيانهم عشرات السنين؟ ربما الأصح انها حالة من الأتاراكسيا التي تعني طمأنينة النفس وعدم التذمر، أو الأمباتيا، التي تعني فتور الشعور والزهد بالحياة؟
ظلت حيرتي قائمة، حتى سمعت حكاية من امرأة روتها، بعد الانفجار العربي (الذي سمي بالربيع فجاء خريفا قاتلا) وهي تشعر بالارتباك، قالت إنها وصلت لوضع كبير من اليأس حتى لم تعد الحياة تعنيها، الفتور والزهد بطيبات الحياة لم يعد يفارقها، زوجها لم يعد يعني لها شيئا، معاشرته هي آخر ما يهمها. لا شيء يثير اهتمامها بالحياة. الموت لم يعد يرهبها، تتمناه وتنتظره، لعله المنقذ من حياة الذل وغياب ما يستحق التمسك بالحياة. لا فجر جديد يبشر بتغير الحال، قتلتنا الثرثرة عن تحرير الوطن، يردحون ضد الاستعمار، الذي لا نراه إلا في خطاباتهم وهم أسوأ منه في استبدادهم. في الفترة الاستعمارية كان واقعنا أفضل، بدل أن نتقدم بعد أن صرنا أنظمة وطنية ثورية اشتراكية وحدوية، نتراجع، بل نواصل السقوط في هوة لم نصل قعرها بعد.. بدل أن نحرر ارض الوطن التي أشبعونا غناء ومراجل ضد محتليها، نزداد ثرثرة وفقدانا لرغبتنا في الحياة. لمن سنحررها؟ لشيوخ نفط نبيعهم شرفنا من أجل سد رمقنا؟ لنظام يسرق ثروتنا ويبيعنا أناشيد وخطابات وابتسامات تلفزيونية؟ ماذا تركوا لنا لنتمسك به؟
وواصلت حديثها الحزين، قالت:
- حتى حياتي الخاصة أضحت لوحة مصغرة من حياتي العامة. لم يعد ما يعنيني، فأنا متزوجة منذ أربعة عقود .. بعمر سيطرة رؤساء الفساد، أي منذ إطلالة نظمنا الثورية، لم أعد أشعر برغبة في الاقتراب من زوجي .. رغم إلحاحه الدائم... اتهمني أني باردة جنسيا، عربد وهدد بالضرب .. يظن نفسه قائدا لمجلس الثورة في البيت، من كثرة عصبيته وإلحاحه ذهبت للعلاج لدى طبيبة مختصة. سألتني:
- ما مشكلتك بالضبط؟
- ربما برودة جنسية .. او ملل من حياة الخضوع، لا أشعر بجاذبية نحو زوجي ولا برغبة في معاشرته، أو الاستجابة لطلباته حتى البسيطة .. أراه عالة علي وعلى بيتي لدرجة لم يعد يهمني أمره، لا اشتاق لمعاشرته أو خدمته ولم أعد أحتمل وجوده ولا سماع ثرثرته.
- احضريه معك في المرة القادمة وسأجري الفحوص المناسبة وبعدها نرى ما العمل.
وواصلت السيدة الحديث:
- بعد أسبوع عدت مع زوجي إلى عيادة الطبيبة. قالت له الطبيبة انه من أجل علاج برودة زوجته الجنسية وصدها له وابتعادها المتواصل عنه .. وعدم تلبية أوامره وطلباته، عليها أن تفحصه أولا... وأضافت:
- رجاء اقلع ملابسك أيها السيد .. لا حاجة للارتباك .. أنا طبيبة ورأيت آلاف مما تظنه مميز رجولتك .. .. تأكد يا سيدي، رغم أنك رئيس بيت، أو حتى لو صرت رئيسا لجمهورية عربية، فلا فرق، لن تزداد رجولة أو سحرا. هل تعرف، عندما كنت صغيرة استغربت أني لا أملك ما يملكه أخي ويفخر به. شكوت لوالدتي، فماذا قالت لي والدتي؟ قالت أني بما املكه استطيع عندما أكبر أن املك وأسيطر على آلاف مثل الذي عند أخي .. لذا لا ترتبك، ليكن واضحا لك ولمعشر الرجال، ضمنهم أيضا الرؤساء العرب إذا ظل من يوهمهم برجولتهم، أنكم لستم الأفضل بهذا الشيء الذي تفخرون به...الرب منحكم هدية التبول وقوفا، ولكنه منحنا القدرة على الوصول للمتعة الجنسية مرات متكررة ... فما هو الأفضل حسب رأيك؟ لنفترض أن أذنك تحكك بشدة، ما العمل؟ ستدخل أصبعك وتحكها. بعد ذلك تخرج أصبعك. قل لي من يشعر بالمتعة أكثر؟ أصبعك أم أذنك؟
وواصلت المرأة حكايتها:
- بدون خيار، قلع زوجي ملابسه .. وبان عاريا كما ولدته أمه .. رغم اشمئزازي من منظره، خجلت عنه .. ولكننا في عيادة للعلاج.
قالت الطبيبة:
- الآن در حول نفسك دورة كاملة .. مرة أخرى .. سر خطوة للأمام .. ارجع خطوتين إلى الخلف .. كأنك رئيس عربي يستعد للإلقاء خطابه البرلماني. حسنا. الآن استلق على السرير من فضلك .. لا تخبئ عورتك .. لا تخجل .. لا فرق بينها وبين عورة رؤساء وملوك دولنا العربية، البارزة عوراتهم من وجوههم. لست ساحرا للنساء لتخاف علينا من رجولتك ..استلق .. حسنا .. يداك على الجنبين .. الآن أرى .. قم يا سيدي وارتد ملابسك وانتظر زوجتك في الخارج.
وقامت تسجل ملاحظات في دفترها.
خرج زوجي وبقيت لوحدي مع الطبيبة. قالت:
- يا سيدتي آنت لا تعانين من برودة جنسية أو من حالة نفسية تجعلك ترفضين النوم معه أو استمرار سيطرته على البيت .. تسودك حالة اباتيا، أنا أيضا لم أشعر بجاذبية نحو زوجك وما كنت لأبقيه رئيسا علي دقيقة واحدة !!
*نبيل عودة
"الأمباتيا" ما هي؟ هل هي نفسها الأباتيا مثلا؟ او هي الأتاراكسيا ؟
الفلسفة عرفت الأباتيا، بأنها تعني فتور الشعور وتقود إلى نوع من الزهد في الحياة. فهل كانت الأباتيا هي الحالة التي أصابت
الشعوب العربية مع حكامها حتى تواصل طغيانهم عشرات السنين؟ ربما الأصح انها حالة من الأتاراكسيا التي تعني طمأنينة النفس وعدم التذمر، أو الأمباتيا، التي تعني فتور الشعور والزهد بالحياة؟
ظلت حيرتي قائمة، حتى سمعت حكاية من امرأة روتها، بعد الانفجار العربي (الذي سمي بالربيع فجاء خريفا قاتلا) وهي تشعر بالارتباك، قالت إنها وصلت لوضع كبير من اليأس حتى لم تعد الحياة تعنيها، الفتور والزهد بطيبات الحياة لم يعد يفارقها، زوجها لم يعد يعني لها شيئا، معاشرته هي آخر ما يهمها. لا شيء يثير اهتمامها بالحياة. الموت لم يعد يرهبها، تتمناه وتنتظره، لعله المنقذ من حياة الذل وغياب ما يستحق التمسك بالحياة. لا فجر جديد يبشر بتغير الحال، قتلتنا الثرثرة عن تحرير الوطن، يردحون ضد الاستعمار، الذي لا نراه إلا في خطاباتهم وهم أسوأ منه في استبدادهم. في الفترة الاستعمارية كان واقعنا أفضل، بدل أن نتقدم بعد أن صرنا أنظمة وطنية ثورية اشتراكية وحدوية، نتراجع، بل نواصل السقوط في هوة لم نصل قعرها بعد.. بدل أن نحرر ارض الوطن التي أشبعونا غناء ومراجل ضد محتليها، نزداد ثرثرة وفقدانا لرغبتنا في الحياة. لمن سنحررها؟ لشيوخ نفط نبيعهم شرفنا من أجل سد رمقنا؟ لنظام يسرق ثروتنا ويبيعنا أناشيد وخطابات وابتسامات تلفزيونية؟ ماذا تركوا لنا لنتمسك به؟
وواصلت حديثها الحزين، قالت:
- حتى حياتي الخاصة أضحت لوحة مصغرة من حياتي العامة. لم يعد ما يعنيني، فأنا متزوجة منذ أربعة عقود .. بعمر سيطرة رؤساء الفساد، أي منذ إطلالة نظمنا الثورية، لم أعد أشعر برغبة في الاقتراب من زوجي .. رغم إلحاحه الدائم... اتهمني أني باردة جنسيا، عربد وهدد بالضرب .. يظن نفسه قائدا لمجلس الثورة في البيت، من كثرة عصبيته وإلحاحه ذهبت للعلاج لدى طبيبة مختصة. سألتني:
- ما مشكلتك بالضبط؟
- ربما برودة جنسية .. او ملل من حياة الخضوع، لا أشعر بجاذبية نحو زوجي ولا برغبة في معاشرته، أو الاستجابة لطلباته حتى البسيطة .. أراه عالة علي وعلى بيتي لدرجة لم يعد يهمني أمره، لا اشتاق لمعاشرته أو خدمته ولم أعد أحتمل وجوده ولا سماع ثرثرته.
- احضريه معك في المرة القادمة وسأجري الفحوص المناسبة وبعدها نرى ما العمل.
وواصلت السيدة الحديث:
- بعد أسبوع عدت مع زوجي إلى عيادة الطبيبة. قالت له الطبيبة انه من أجل علاج برودة زوجته الجنسية وصدها له وابتعادها المتواصل عنه .. وعدم تلبية أوامره وطلباته، عليها أن تفحصه أولا... وأضافت:
- رجاء اقلع ملابسك أيها السيد .. لا حاجة للارتباك .. أنا طبيبة ورأيت آلاف مما تظنه مميز رجولتك .. .. تأكد يا سيدي، رغم أنك رئيس بيت، أو حتى لو صرت رئيسا لجمهورية عربية، فلا فرق، لن تزداد رجولة أو سحرا. هل تعرف، عندما كنت صغيرة استغربت أني لا أملك ما يملكه أخي ويفخر به. شكوت لوالدتي، فماذا قالت لي والدتي؟ قالت أني بما املكه استطيع عندما أكبر أن املك وأسيطر على آلاف مثل الذي عند أخي .. لذا لا ترتبك، ليكن واضحا لك ولمعشر الرجال، ضمنهم أيضا الرؤساء العرب إذا ظل من يوهمهم برجولتهم، أنكم لستم الأفضل بهذا الشيء الذي تفخرون به...الرب منحكم هدية التبول وقوفا، ولكنه منحنا القدرة على الوصول للمتعة الجنسية مرات متكررة ... فما هو الأفضل حسب رأيك؟ لنفترض أن أذنك تحكك بشدة، ما العمل؟ ستدخل أصبعك وتحكها. بعد ذلك تخرج أصبعك. قل لي من يشعر بالمتعة أكثر؟ أصبعك أم أذنك؟
وواصلت المرأة حكايتها:
- بدون خيار، قلع زوجي ملابسه .. وبان عاريا كما ولدته أمه .. رغم اشمئزازي من منظره، خجلت عنه .. ولكننا في عيادة للعلاج.
قالت الطبيبة:
- الآن در حول نفسك دورة كاملة .. مرة أخرى .. سر خطوة للأمام .. ارجع خطوتين إلى الخلف .. كأنك رئيس عربي يستعد للإلقاء خطابه البرلماني. حسنا. الآن استلق على السرير من فضلك .. لا تخبئ عورتك .. لا تخجل .. لا فرق بينها وبين عورة رؤساء وملوك دولنا العربية، البارزة عوراتهم من وجوههم. لست ساحرا للنساء لتخاف علينا من رجولتك ..استلق .. حسنا .. يداك على الجنبين .. الآن أرى .. قم يا سيدي وارتد ملابسك وانتظر زوجتك في الخارج.
وقامت تسجل ملاحظات في دفترها.
خرج زوجي وبقيت لوحدي مع الطبيبة. قالت:
- يا سيدتي آنت لا تعانين من برودة جنسية أو من حالة نفسية تجعلك ترفضين النوم معه أو استمرار سيطرته على البيت .. تسودك حالة اباتيا، أنا أيضا لم أشعر بجاذبية نحو زوجك وما كنت لأبقيه رئيسا علي دقيقة واحدة !!
*نبيل عودة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق