اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

الصولجان ... *سياده العزومي


⏬1
نام بجوار أحد الأسوار القديمة،
من الوهلة الأولى تظن أنها كومة
من الملابس المتسخة،

تلونت بلون أشد غمقا،
من لون التراب الملقى عليه،
لكن سرعان ما تسمع نشازاً
من صوت شخير،
توسد حقيبته البلاستيكية،
تعزف علي أوتارها
حركات رأسه طوال الليل،
دقت أبواب نومه لفحات الشمس
المحرقة وأيقظته،
أخذ يفتح أبواب أجفانه الموصدة
بالضغط عليها بشدة،
طاردا النعاس منها،
وراح ينبش في حقيبته العازفة
وأخرج من صندوق صفيح
مستطيل ورق البفرة،
وضع التبغ ولصقه بصمغ لسانه
قبل سيجارته،
وأشغل ثقاباً في زهو،
أخذ نفسا عميقا،
وراح ينفث في وجه الحياة البائسة،
حاله لا يختلف كثيرا عمن حوله
في الشقق والمحلات والشوارع
ممن قدر لهم في معمل الحياة
الواقعي في تفاعل تجربة الحياة
التي إحدى مكوناتها الإحساس
والحب من طرف واحد، ليكن نتاج
التجربة فشل الحياة ...
ولننفث جميعا.....
في وجه الحياة البائسة. ....
امتد بياض المشيب هنا وهنا،
أستند على السور،
قام وأخذ حقيبته،
وضعها على ظهره،
تاركا فراشه وهو مطمئن،
فلن يطمع فيه أحد خوفا،
على يده من الأوساخ أو الاتساخ
حتى حيوانات الشوارع
والحشرات لن تقترب منه
بسبب رائحته..
راح يخطو بهيكله العظمي
الذي رسمه الزمان
كعلامة استفهام خارج المدينة،
تاركا أرض صراع العيش
؛ ليعيش...
لعله يجد من بقاياها قوت يومه،
لا يكلم أحدا
حتى من يلقي عليه السلام
مداعبا أو ليطمئن عليه،
خاصم الجميع كما خاصمته الحياة
حتى يصل إلى السبيل الوحيد
في المدينة للبحث عن كسرة خبز،
استطاعت أن تهرب من تحت أنياب
مالكها،
أو مغتصبها،
والسبيل الوحيد أيضا لجامع الكرتون،
العلب، الزجاجات الفارغة
من الصبية والنساء والعجائز
لم يكن الزائر الوحيد
بل هناك من جميع الفصائل
المرئية والغير مرئية
من الكائنات الأخرى،
الكل يبحث في جد وصمت وقلق
وترقب ،
يظهر في أن أحدهم يخطف بعين
فكره نظرة شاملة سريعة للمكان
من حين إلى آخر،
فمن المحتمل إعلان الحرب
في أي وقت عندما يجد أحدهم
شيئا ثمينا يستحق القتال عليه
ويكون ملء البطن دائما للأقوى،
الكلاب بجوار القطط،
والفئران بجوار الزواحف والطيور
والحشرات، لا خلاف، ولا عداوة،
وقت البحث عن كسرة العيش التي
استطاعت أن تفر من تحت أنياب
صاحبها، لم تعد الحيوانات أو
الطيور والحشرات تهابه، فمن
الممكن إعلان الحرب عليه من
جانب فأر، إن وجد إحدى قطع
اللحم، استطاعت بالتصاقها فى قاع
العلبة الهروب من صاحبها أو إعلان
الحرب عليه من قبل طائر يخطف
من بين وهن يده كسرة الخبز،
ويحلق في الفضاء بعيدا.. يحكي
خياله مرة .
ذات يوم اعتلى حيوان منصة
الواقع، وخطب قائلا :
- أيها الإنسان كفاك جحودا وأنانية
تشاركنا قمامتكم، تشاركنا كسرة
خبز فرت من تحت أنيابكم، كنا
نأكل مما تنبت الأرض، ونشرب من
الأنهار والعيون، ونتنفس من الهواء
، لوثتم الهواء، وردمتم العيون
والأنهار، وجرفتم الأرض، وحرقتم
الزرع، وبنيتم فوق الأرض والأنهار
المباني، والملاهي، والمقاهي،
والقصور، والبيوت حتى البحر لم
يسلم من خطاياكم والجبال
والصحراء، ولولا رحمة ربي لسقطت
السماء فوق رؤوسكم بذنوبكم
، وأفعالكم والآن تشاركوننا
قمامتكم..

وإذا به يعتلي المنصة قائلا:
- أنا مثلكم..
ليتني حيوانا منكم،
أنا من بني جنسي برئ،
لم أجد بينكم ما وجدته بينهم،
لم أر أفعى تلدغ أخرى
أو أسدا يأكل بني جنسه،
أو حشرة تمتص دماء فصيلتها،
أما هم فقد استحلوا لحم بعضهم بعضا،
استحلوا شرب دماء بعضهم بعضاً،
وهتك أعراضهم،
وهدم ديارهم،
وسبي نسائهم،
وتشريد أطفالهم،
ووأد شيوخهم،
وقتل غد شبابهم،
خانوا أوطانهم
وباعوا للشيطان
والإرهاب حياتهم،
انظروا الحرب في كل مكان،
ولا يوجد على الأرض سلام
الدول مدمرة،
الشعوب مشردة،
البيوت مهدمة،
القبور جماعية،
الدماء أنهار جارية،
المخيمات على كل الحدود
لربها شاكية
والأحلام ضائعة مشردة
لا وطن ولا أمن ولا سلام،
ليتني منكم بني الحيوان..
ليتني منكم حيوان .....
هبط ظلام الليل على الحياة

*القاصة :سياده العزومي
عضو اتحاد الكتاب بمصر
----------------
شكر خاص لأستاذي وأخي ماهر الطيب (( مصحح لغوي للنص))

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...