اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

لا أحب البطيخ ــ قصة قصيرة ...** رحاب شنيب


"العناد" هو ما أربك السير في مفترق مستشفى 7 أكتوبر وليس الزحام كما هي العادة دائما... الإشارة الضوئية مثلها مثلنا لا تعمل والرؤوس مقفلة.. لا أحد يقرر أن يتنازل وربما هذا ما جعلنا في المنحدر.. فلو فكر المتشابكون أن خطوةً إلى الوراء هي خلاصهم و خلاصنا من سطوة الشمس والانتظار ـ لما انتظرنا ـ.


مددت للشحاذ ما تيسر فانهال عليّ بسيل من الأدعية آخرها: ربي يخليك لراجلك... ضحك زوجي قائلا: ضرني العطيب. وإثر قصفه لي بهذه الكلمات هاجمته بمضادات الطيران: "اللي بيده ربي يزيده.. ماحدش زرك".

- (حتى كان كبار ضنانا… مازال العياط ورانا)..
- (أنا تفاح أوراقه فوقه… ماملي ماشي في شوقه)..

وبينما كنت أسدد الرمية تلو الأخرى شممت رائحة دخان ظننتها بسبب اشتباكاتنا ولكن على ما يبدو أن الشاب في السيارة المجاورة كان يحرق داخله تضامنا مع حريقنا الكبير.

مازدا "همبورجا" نوع 323 حمراء اللون تزينها ملصقات هياكل عظمية.. بابها الخلفي أسود اللون وباب السائق أحمر قاني تتدلى جمجمة من عنق المرآة الأمامية.. جميع نوافذها مفتوحة و الدخان يتصاعد من السيارة والمطرب الشعبي "فوزي صغيرونه" يغني (بيني وبينك.. نسوني أنا.. عيني عينك).

حاولت أن اختلس النظر.. صاحبه يقوم بفرك الحشيش قفزت عندهما على ورقة الفركة وهو يفرك ويفرك كنت ضمن المفروكات.

هناك التقيت بنغازي.. رأيتها ضمن المفروكات وهي أيضا كانت تتناثر قطعة قطعة.. أَفْرغَ السيجارة ووضعني داخلها. قلبي الذي تناثر لم يكن يبحث عني.. كان يبحث عن بنغازي يلملمها ويضمها إلى بقاياه.. وفوزي صغيرونه لازال يغني (أولافي هانوني.. وسالن بالدمع عيوني.. انعاني بروحي خلوني.. نسوني وما قالوا وينك) ولم أنتبه إلا وقد اشتعلنا.. صرنا دخانا وتطايرنا.

السماء امتلأت بالدخان.. الدخان صار منظرا مألوفا.. الدخان غيمة أحلامنا المفقأة.. آهة أنفاسنا المكلومة.. تنهدتُ.. سألني زوجي ما بك؟.. تنهدتُ مرة أخرى وقلت: بنغازي فاضية وليست كعادتها.

اقتربنا من ضريح عمر المختار وجدناه خاليا بعدما كان يضج بالعمالة المصرية.. دار الكتب الوطنية مهجورة بعد توقف أعمال الصيانة.. غرس الوجعُ سهامه في قلبي حين رأيتها تنزوي في صمت.. لا أحد يشعر بها.. لا أحد يهتم بها.. فلا أحد يشغله دماغه.. الكل تشغله بطنه.. الشيء الوحيد الذي لم يتوقف الجميع عن فعله في هذه الحرب هو ارضاء بطوننا لذا على بعد خطوات من دار الكتب الوطنية عالم آخر يضج بالبشر.

في طريقنا نحو الفندق البلدي.. سيارة المازدا لازالت بمحاذاتنا وفوزي صغيرونة لازال صادحا بالأرجاء.. فجأة أطفأ السائق المذياع ونظر إلى زوجي وقال له: كنك تفنص "ما بك تنظر إليّ بحدة"؟.

اضطربت كثيرا.. بل ارتعبت.. وحين رد زوجي عليه: أنت اللي كنك؟.. تبين أنه يقصد سيارة تحاذينا.. خفت كثيرا فمدينتا الآن تعج بالبنادق ونحن بالقرب من منطقة تبيع الأسلحة علنا... دخل زوجي إلى الفندق البلدي.. ركن السيارة أخذ قائمة الطلبات وترجل.. طاولات ومظلات متراصة يأكلها الغبار والرقع.. صناديق فارغة ملقاة.. خضرة معطوبة.. قناني مياه فارغة.. بقايا سجائر.. قطع حديدية.. يسرح المصري بالمناشف وينظر إلى عجوز تتكئ على عكازها و تلبس جلبابا أسود يظهر من داخله فستان مزركش بالورود.. يناديها: مناشف يا حاجة.. فترد: ما ناقصنا غير المناشف.. ما عندنا ما نشفوا حتى دمنا ناشف.

الموسيقى تدندن في الأرجاء من أكشاك السيديهات القريبة.. أصوات الباعة تعلو من حين لآخر.. البلح عالبلح.. أحدهم يأخذ بلحة يمسحها بملابسه ويأكلها.. قدم المصري نحوي حاملا المناشف فأشرت بيدي رافضة الشراء.. علا صوت شجار.. التفت نحوه.. ثمة شباب يتشاجرون وأصوات الشتائم تهز الأرجاء.. ينزل الشابان من سيارة المازدا يحمل أحدهما طباق "ساطور" ومع خوفي ضحكت وتساءلت: هل لازالوا يستخدمونه في الشجار؟.. كان خصمهم شابا أصلعا يملأ الوشم جسده مفتول العضلات يلبس بنطالا أسود و على الحزام جراب بداخله مسدس.. توافد الكثير من الشباب .. بعضهم يوقد الشجار والبعض الآخر يطفئه اقتربوا مني وأنا خائفة جدا.. حضر زوجي مسرعا خشية عليّ.

كان المتشاجرين قد اتجهوا في جهة أخرى بعيدا عن باب الفندق حيث نركن السيارة بعد أن علت أبواق السيارات المارة دخولا و خروجا.

ـ لا أعرف لماذا لا نستخدم العضلات.. لا نفكر.. لا نتسامح.. لو كل منا تنازل للآخر لسهلت حياتنا ـ قلتها لزوجي و لازال القلق يسكنني فضحك و قال: حشيش.. ثم أردف قائلا: هناك بطيخ نشري بطيخ.. وأنا لا أحب رائحته.. بدت علامات الاستياء على وجهي و بينما زوجي يقول البطيخ لذيذ سبقته بقولي: لا أحب البطيخ.

*رحاب شنيب

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...