اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

أربعطاش و نص ــ قصة قصيرة ...** رحاب شنيب


كان أول لقائي" بالنص " في درجة امتحان حينها بكيت عندما قابلني و ما انفكت معلمتي تقول لي أنها تلقائيا سترفع الدرجة و لم أعرف لماذا وضعتها ؟ .. هل لتقسم قلبي نصفين إثر خوفي من أمي أم أنها كانت ترغب في رؤية بعض دموعي .. و من هنا بدأت
علاقة غريبة بيني و بين " النص " و ظلّ يقتحمني دائما بل يقتحمنا جميعا .. قلت لأختي حين تشاجرت معها على حذاء : ناخذه و نص و لا أعرف النصف الآخر أين هو ؟ ..
" النص " يسكن أفكارنا و يقسمنا كما يشاء حتى في عشقنا لا نقول واحد مع واحد اثنان بل نقول واحدا و نقسمه نصفين .. نغني مع الفنان وليد توفيق : تجي نقسم القمر أنا نص و أنت نص و نهيم طربا بالرقص على وحدة و نص .
أصبح التجول في بنغازي صعبا بعد إقفال العديد من الطرق بالسيارات و الحاويات و القوالب الإسمنتية و أكوام التراب حتى أن بعضها قفل بالأثاث .. أحياء كثيرة استوطنت بها الحرب فأصبحت كثقب الأوزون يتسرب من خلاله رائحة الخراب و نقابلها في كل اتجاه و أحياء أخرى نتكدس بها نبحث عن أكسجين الحياة ترافقنا أصوات الصواريخ و القنابل التي لا تتوقف و تجعلنا ندور في دوامة من القلق و الكآبة .
كان اليوم منهكا جدا فبعد قضاء يوم سابق في تنظيم البيت الذي استأجرناه .. ها نحن نتجول لشراء بعض الأغراض التي نحتاجها .. قال زوجي : أنا جائع سأشتري أنصاص قلاية و ذهب لشرائها ..
" النص " له سطوته في حياتنا مع أننا لا نرضى بأنصاف الحلول و نحب كل الشيء .
ـ نص و نص ـ قالها زوجي حين عَبر عن عدم استساغته للساندويتش تنهد و قال بحسرة : الله الله مش كيف أنصاص مطعم بوذراع . . ضحكتُ بألم :أيـــــــــــه فقال : كم تشتهين أنصاص مطعم بوذراع و تشتهين التجول في ميدان سوق الحوت و الأقواس فكلما نتجه هناك لا أحسب ثمن الأنصاص فقط بل ثمن الكتب التي تشترينها .. ضحكت مرة أخرى و قلت هاربة من تخيلي للأماكن التي اشتاق إليها و متخلية عن وقفتي بين " النص " و " النص " باحثة عن خط مستقيم أسطر عليه حياتي بعد أن تكسرت إثر نزوحي و قلت : لقد تلذذت بالأنصاص فمنذ خروجنا من بيتنا و تكدسنا عدة عائلات في بيت واحد لم أذق سوى الأرز و المكرونة و حرمت من طبخ أكلة مميزة لعائلتي و كل شيء أصبح ـ نص و نص ـ .
تتكدس محلات أي قطعة بدينار و هي الآن ملاذنا لشراء بعض الأغراض التي نسير بها أمورنا .. أخذت بعض الأواني .. الأكواب .. السكاكين .. الملاعق .. المفارش .. الشمع .. و من باب الترف اشتريت بعض البخور .. لم أخرج من نطاق أرفف القطعة بدينار و قاومت كل مغريات البضائع الأخرى ..
و كنت التقط الأغراض مراقبة نظرات زوجي الذي كان ينبهني إلى الاقتصاد فالظروف غير واضحة و الإيجار ثقل كبير .
تخيلت بيتي و صرت أتذكر أغراضي .. كنت مولعة بالآلات الكهربائية و تذكرت أنني كنت أرغب بشراء آلة لطبخ الفوشار حينها قال زوجي : آلة فوشار لماذا ؟ و هل تحدث ضجيجا مثل وضعه في وعاء الطبخ .. هل تريدين أن تحرمين الأولاد من الرقص حول فرقعتها ؟
.. كل شيء يفرقع الآن يا زوجي ..
لا صوت إلا صوت الفرقعة ..
الحلم يفرقع ..
الوطن يفرقع ..
الوجع يفرقع ..
نظر إليّ البائع و قال : أربعطاش و نص ..
صرخت أربعطاش و نص أين الأربعطاش و نص ؟ .. يا ربي .. يا ربي
ضحك البائع و قال أربعطاش و نص دينار ..
ارتبكت .. ضحك زوجي بصوت عال .. دفع المبلغ و خرجنا و لا أعرف من أين ظهر " النص " .

* رحاب شنيب
ليبيا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القصة ضمن المجموعة القصصية " العالم ذبابة حطت على أنفها "

أربعطاش و نص : مضاد للطيران قطر مقذوفه 14.30 و شاع اسمه في ليبيا بأربعطاش و نص و أربعطاش هي أربعة عشر
أنصاص : سندويتشات .. بعض الليبيين يطلقون على الساندويتش بالنص
قلاية : أكلة شعبية ليبية عبارة عن لحم يقطع صغيرا مع البصل و يوضع عليه الملح و الزيت و البهارات و يوضع على نار هادئة و يمكن وضع عصير الطماطم و الطماطم المعجون و يمكن أن تكون القلاية باللحم أو الكبدة أو مع بعضهما .
مطعم ىوذراع :مطعم شعبي يقع بمنطقة سوق الحوت
ميدان سوق الحوت: أحد معالم المدينة القديمة في بنغازي، وسُمِيَ بهذا الاسم لوجود سوق متخصص في بيع الأسماك فيه قديمًا و توجد به معالم مهمة منها حوش " بيت " الكيخيا و هو أحد أقدم بيوت المدينة وأحد معالهما تأسس في نهاية العهد العثماني من قبل صاحبه السيد عمر باشا الكيخيا و قد تم تحويله إلى معرض بإسم بيت المدينة الثقافي .. و وقع ميدان سوق الحوت بمحور الاشتباكات .

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...