اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

عاش بدر شاكر السياب سبعا وثلاثين سنة فقط لا غير


عاش بدر شاكر السياب سبعا وثلاثين سنة فقط لا غير، وقد تأخرت لأعرف تلك المعلومة مقارنة مع اكتشافي له حين قرأته خلال سنتي الجامعية الأولى، حين اعتقدت أنه شاعر عاش طويلا، إثر وصف أستاذي له بالشاعر الكبير، لعدة سنوات ظننت آنذاك أنه لا
يزال حيا، ثم عرفت أنه مات، وأيضا ظننت أنه مات عجوزا، ثم اقتنيت له كتابا بالصدفة، بعد تأثري بإحدى قصائده، يومها كانت صدمتي الأولى، فالرجل مات في ريعان شبابه فمن أين أتى بذلك الكم الهائل من الأسى في شعره ؟

يومها أيضا عرفت أن كل ما نتعلمه في المدارس والجامعات ناقص، وأنه ليس أكثر من لمس طفيف لمفاتيح الأدب، على الطالب أن يعرف كيف يميز بينها ويستعملها لفتح الأبواب الكثيرة التي تفتح على فضاءات الأدب الفسيح.

وأدركت أن الرّجل لم يكن شاعرا فقط، كان مترجما ذا حاسة قوية لانتقاء النصوص التي قدمها للقارئ العربي، حتى إن كانت ترجماته ضعيفة كما يقول البعض، فقد بدا لي وأنا أقرأ ما تركه من نتاج منشور أنّه كان قارئا جيدا، واشتغل بالترجمة كونه كان أيضا ماكنة عمل لا تهدأ، وقد استغلّ كل لحظة عاشها في الانشغال بعالمه الشعري الواسع بين قراءات شملت شعراء العالم، وبين التأليف.

لا مجال للحديث عن سرقات له من شعراء أجانب، إلا إذا جلسنا حول مائدة تفكك شعره وتدعم التهمة بالأدلة. فقد كانت شهرته غير مقبولة عند البعض لهضمها، حتى وهو عالق في بؤسه وبأسه الخاصين به. الذين دققوا من جهة أخرى في وصفه لم ينتبهوا إلى أن السياب عاش صراعا كبيرا بينه وبين نفسه، كانت روحه المقبلة من عوالم الشعر والمثاليات لا تناسب جسده الصغير، ولا الكائنات الأرضية المتصارعة على السلطة، والثروات المادية وما شابه. مشكلة الشاعر أيضا ظلّت حبيسة نظرة الكُتاب والشعراء وأهل الثقافة، لهذا لم نعرف طبيعة مرضه، الذي قد يكون اكتئابا حادًّا انعكس على سلوكه المدمر لذاته، قد نفهم نوع الضغط الذي عاشه ونوع اللامبالاة التي قوبل بها.. أراهن على أننا لو فعلنا لاكتشفنا شخصا آخر غير الذي حنّطناه حسب معلوماتنا القليلة وأودعناه قبره الأبدي.

لم نألف أن نجتمع بأهل العلم، ونفتح سجالات تخص الأدب والشعر وأنواع الفنون، عشنا وما زلنا نعيش مثل السلاحف، كل يحمل قوقعته ويختبئ في داخلها. عشنا منفصلين أيضا عن كل ما يمكنه أن يضيء مواقعنا المعتمة بنظرتنا السوداوية لما حولنا. حتى في قراءاتنا، نعتقد دوما أن الكتاب الذي ننتهي من قراءته يجب أن نغلقه للأبد، فيما الكتاب وجد ليفتح في كل الأوقات، ومن حين لآخر يجب أن يفتح لإعادة اكتشافه، إذ تبين لي وأنا أعيد قراءة السياب هذه الأيام خلال تحضيراتي لأمسية شعرية غنائية مكللة بشعره، أنني لم أقرأه جيدا حتى في قمة انبهاري به، وهذه صدمة جديدة ترميها «القراءة» في وجهي للنصوص نفسها، بل إني شعرت بأني أقرأه لأول مرة، بمذاق شعري انسجم تماما مع مزاجي ومواجعي الشخصية.

في السنة الثالثة والخمسين من غيابه، أتعرّف على السياب مجددا، في محاولة ثالثة لفهمه، وفهم عبقريته، مع أن ما يرن في أذني من آراء بشأنه لا يشجع على قراءته، آراء تتوقف عند شكله الخارجي، وعند خيباته العاطفية، وعند بعض زلاّته كأي بشري آخر فوق هذه المعمورة. آراء لطالما كانت مدمرة لسقف القراءة بالنسبة لشعوبنا، وقد استعملها أنصاف الإعلاميين كمادة إعلامية لهم للفت النظر إليهم لا للإضاءة عنه، كما استعملها معارفه لأسباب نجهلها فأساؤوا له أكثر مما خدموه، واستعملها شعراء وكتاب عاصروه في حوارات أجريت معهم فيها من الأحقاد جرّاء دوافع شخصية ما حوّل السياب عند البعض إلى شخص سيئ، لن أذكر من تلك الآراء شيئا سوى أنها ترمي بالنص – الذي هو أثر أدبي – على عجالة قاتلة في أقرب مزبلة ، هكذا بدون أي تمحيص أو تأمل.

أقرأ أوجاع السياب مجدّدًا، ثم أصغي إليها وهي تنبعث من حناجر جميلة تؤديها، فيهطل الدمع في داخلي، لا لأن شعره حزين، بل لأني تمكنت من رؤيته أخيرا بكل مواجعه، هو بدر شاكر السياب الإنسان، وعرفت أن استمراره في كتابة نزيفه الشخصي ونزيف من حوله، يعود للبيئة القاسية التي أحاطت به وعاش فيها، لقد كان أقرب رفيق له المطر، والنخيل، والليل، وكل مكونات الطبيعة التي تناسبت مع داخله، لا أحد في الحقيقة أصغى لمواجعه، أو قَبِل أن يتقاسم معه انشغالاته العظيمة بشأن الفقراء والمرضى والمهمشين.
في أواخر الخمسينيات ومطلع الستينيات كان الإنسان العربي متشابها في العراق وسواها، كان يعيش سكرة غريبة تحت تأثير الخطابات السياسية التي أخذته يمنة ويسرة، وفي تلك الحقبة التي اعتبرها القاصي والداني فترة ذهبية عاشها العراق، لم تكن الأمور واضحة في الحقيقة بشأن الإنسان العراقي، خاصة للمثقف الذي كان ضحية لرجل السياسة، لم تكن معارضته معارضة نابعة من معطيات صحيحة، ولا كانت موالاته كذلك. وأنا أعيد قراءته تأكدت أن ألمه وقصائده الجريحة التي كانت تخرج من مسامات جسده زاحفة، كانت أكثر صدقا في تصوير ما عاشه العراقيون خلال تلك الفترة الهادئة التي سبقت سلسلة من العواصف التي لم تنته إلى اليوم.

ترى هل يجب أن نعود لنصوصه ونصوص من عايشوه لنفهم تلك الحقبة جيدا؟ أم نكتفي بتلك التقسيمات المُمَوِّهة للتاريخ وقراءته بمعزل عن الشعر والأدب؟ بالنسبة لي نص السياب كان يمضي في طريق مختلف تماما عمّا ترويه كتب التاريخ. كان بوصلة ترصد توجهات المجتمع العراقي، وما يترصده من أخطار، ولعلي لا أبالغ إن قلت إنه متنبي عصره، ولم يكتف بقلب موازين الشعر، بل رسم بدقة واقعا عاشه العراق بعد وفاته. الآن سواء كان مترجما ضعيفا، أو مترجما جيدا ناسب تلك الحقبة، وسواء كان غير وسيم وعقدته نبعت من هنا لأن النساء اللواتي أحبهن نفرن منه، ثم سواء كان شاعرا مجددا وذهب نحو التجديد بكل نواياه، أم أنه جنون الشعر قاده لتلك الطريق الصعبة، فهو بالتأكيد ترك بصمة واضحة وكبيرة أكثر من غيره، بصمة تعتبر الأقوى لرصد حركة المجتمع العراقي الثقافية والاجتماعية بعد الحرب العالمية الثانية. بدون أدنى شك قراءة الشعر لفهم المجتمعات واستخلاص طبيعتها تبدو فكرة لا تناسبنا، هناك من يعتبر عبقرية السياب نوعا من البطولة الأدبية والتفرد الشعري ودراسة شعره منصبة حول المادة الشعرية وجمالياتها، بدون الذهاب بعيدا عن الإسقاطات الشخصية التي طالت ظروف حياته وسلوكه كشخص شره للتدخين وتناول الكحول.

ترى هل يختلف السياب أو أي شاعر كتب بكل جوارحه عن نفسه وعن الناس الذين عايشهم عن أدق الأجهزة التي اخترعها العقل البشري لرصد الزلازل وحركة طبقات الأرض، وأشياء أخرى فاقت قدراتنا البسيطة لرصدها؟ ما زلت في صف النبوءة الشعرية والفنية التي سبقت اختراع تلك الأجهزة الدقيقة.

*بروين حبيب - شاعرة وإعلامية من البحرين
*عن موقع جريدة القدس العربي

 بدر شاكر السياب
تسم شعره في الفترة الأولى بالرومانسية وبدا تأثره بجيل علي محمود طه من خلال تشكيل القصيد العمودي وتنويع القافية ومنذ 1947 انساق وراء السياسة وبدا ذلك واضحا في ديوانه أعاصير الذي حافظ فيه السياب على الشكل العمودي وبدأ فيه اهتمامه بقضايا الانسانية وقد تواصل هذا النفس مع مزجه يثقافته الإنجليزية متأثرا بإليوت في أزهار وأساطير وظهرت محاولاته الأولى في الشعر الحر وقد ذهبت فئة من النقاد إلى أن قصيدته "هل كان حبا" هي أول نص في الشكل الجديد للشعر العربي ومازال الجدل قائما حتى الآن في خصوص الريادة بينه وبين نازك الملائكة.وفي أول الخمسينات كرس السياب كل شعره لهذا النمط الجديد واتخذ المطولات الشعرية وسيلة للكتابة فكانت "الأسلحة والأطفال" و"المومس العمياء" و"حفار القبور" وفيها تلتقي القضايا الاجتماعية بالشعر الذاتي. مع بداية الستينات نشر السياب ديوانه "أنشودة المطر" الذي انتزع به الاعتراف نهائيا للشعر الحر من القراء وصار هو الشكل الأكثر ملائمة لشعراء الأجيال الصاعدة وأخذ السيات موقع الريادة بفضل تدفقه الشعري وتمكنه من جميع الأغراض وكذلك للنفس الأسطوري الذي أدخله على الشعر العربي بإيقاظ أساطير بابل واليونان القديمة كما صنع رموزا خاصة بشعره مثل المطر، تموز، عشتار، جيكور قريته التي خلدها. وتخللت سنوات الشهرة صراعات السياب مع المرض ولكن لم تنقص مردوديته الشعرية وبدأت ملامح جديدة تظهر في شعره وتغيرت رموزه من تموز والمطر في "أنشودة المطر" إلى السراب والمراثي في مجموعته "المعبد الغريق" ولاحقا توغل السياب في ذكرياته الخاصة وصار شعره ملتصقا بسيرته الذاتية في "منزل الأقنان" و"شناشيل ابنة الجلبي" . سافر السياب في هذه الفترة الأخيرة من حياته كثيرا للتداوي وكذلك لحضور بعض المؤتمرات الأدبية وكتب في رحلاته هذه بوفرة ربما لاحساسه الدفين باقتراب النهاية. توفي عام 1964م بالمستشفى الأميري في الكويت، عن 38 عام ونقل جثمانه إلى البصرة و دفن في مقبرة الحسن البصري في الزبير.



ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...