اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

السيميوطيقا من النشأة إلى التطور والبحبوحة ...* بقلم د. لامية مراكشي

لقد تجلت بعض الإشارات السيميائية عند بعض أعلامنا العرب كابن منظور ، فقد ورد في قاموسه أن السيمياء مشتقة من الفعل "سام " ، ويقولون سوم فرسه ، أي جعل عليه السمة. وأبي حامد الغزالي الذي يرى : أن للشيء وجود في الأعيان ثم في الأذهان ثم في الألفاظ ثم في الكتابة : فيشير للأولى بالأشياء الخارجية والتي تسمى بالمرجع عند دي سوسير وبالموضوع عند بيرس ، أما الوجود في الأذهان فهو ما يقابل المدلول عند كل من دي سوسير وبيرس ، والوجود في اللسان " هو الدال" بلغة دي سوسير ، والممثل بلغه بيرس

ويرى ابن سينا أن ما ارتسم في الخيال مسموع هو اسم ، وما ارتسم في النفس معنى ، فتعرف النفس أن هذا المسموع لهذا المفهوم ، ولعل أهم ما يمكن العثور عليه من أفكار سيميائية عند عبد القاهر الجرجاني ، هو أنه تجاوز لمقولة اللفظ والمعنى واعتباطية العلامة اللغوية . فألفاظ اللغة عنده ليست مجرد علامات دالة على المعاني ، فبإمكاننا استبدال علامة بعلامة للدلالة على نفس المعنى . ، وهو القاعدة التي تبنى عليها الدراسات السيميائية .

فالأفكار السيميائية العربية القديمة ظلت في إطار التجربة الذاتية ولم تتجسد في إطار التجربة العلمية ، لأنها كانت تنقصها الإجراءات التطبيقية ، ولكن الدراسات السيميائية العربية الحديثة قد اجتهدت في هذا المجال ، ويظهر ذلك خاصة في فترة الثمانينيات ، ومن أشهر الأسماء التي أسست لهذا العلم عبد الملك مرتاض وعبد الله الغذامي ورشيد ابن مالك

ويأتي عبد الملك مرتاض في طليعة النقاد الجزائريين الأوائل من خلال استخدامه لهذه المناهج النقدية الحداثية ، فكتاباته تشيد بأن السيمياء عبارة عن شبكة من العلامات المنتظمة بسلاسل . بالاضافة إلى عبد الله الغذّامي ، ففي تحليله لقصيدة " إرادة الحياة " لأبي القاسم الشابي تحليلا سيميائيا اعتمد على مجموعة من العناصر كتحديده مصطلح الحركة والسكون ، ومصطلح المد والجزر.

وحاول رشيد بن مالك أن يثبت وجوده كباحث من خلال غوصه في خبايا المصطلح السيميائي الغربي ، وذلك من أجل تشييد صرح سيميائي جزائري ، فقد عنى بالمصطلح السيميائي تنظيرا وتطبيقا وترجمة ، ويظهر ذلك عندما ترجم جل الأفكار النظرية للسيميائيين الغربيين من أمثال : فرديناند دي سوسير ، وتشارلز ساندرس بيرس وجوليا كريستيفا ورولان بارث ، كل هذا تضمنه كتابه "السيميائية أصولها وقواعدها ".

واللافت للانتباه أن الأعمال السردية قد حظيت بحصة الأسد في الأطروحات السيميائية التي قدمها رشيد بن مالك من خلال تأليفه لكتابه : " مقدمة في السيميائية السردية " ، حيث تعرض في جزئه الأول إلى الأصول اللسانية والشكلانية للنظرية السيميائية ، أما الجزء الثاني فهو بمثابة امتداد للجزء الأول ولـ" قاموس مصطلحات التحليل السيميائي للنصوص.

ويكاد يجمع الدارسون على أن الإرهاصات الأولى لعلم السيمياء تعود إلى الحضارة القديمة ، بحيث لم يكن علم السيمياء وليد العصر كما يزعم البعض ، وإنما علم السيمياء أو علم السيميوطيقا ، علم موغل في القدم . إن مصطلح السيميائية يتكون من جذرين Sémio -tique فالجذر الأول يعني إشارة أو علامة بينما الجذر الثاني فيعني " علم" وبدمج الجذرين يصير معنى المصطلح علم العلامات أو علم الإشارة ، وهو العلم الذي اقترحه دي سوسير كمشروع مستقبلي لتعميم العلم الذي جاء به

إن التجليات الأولى لعلم السيمياء ظلت في إطار التجربة الذاتية ، أي أنهم كانوا يقومون بهذه الأعمال دون أن يدركوا أنها تندرج تحت علم السيمياء . بينما علم السيمياء بأسسه الحديثة قد تجسد في إطار التجربة العلمية الموضوعية ، فالسيميولوجيا مرتبطة ارتباطا وثيقا بالنموذج اللساني البنيوي أي بعد أن أرسى دي سوسير أصول اللسانيات الحديثة في القرن العشرين .

كان فرديناند دي سوسير ولا يزال واحدا من أبرز أعلام البحث اللغوي واللساني في تاريخ البشرية ، لأنه يعد أول من بشر بميلاد علم اللسانيات وأطلق عليه اسم السيميولوجيا التي تناولها من وجهة لغوية وجعلها فرعا من علم النفس الاجتماعي ، فقد كان مشغوفا بالدراسات اللغوية ، بحيث كان يدرك منذ البداية أن العملية التواصلية تتم عبر مجموعة من الإشارات اللغوية وغير اللغوية ، فكانت أول خطوة قام بها هي تحديد علم اللغة بعد النظر إلى شتى العوامل التي تتداخل لتكون نسيج النشاط اللغوي لدى البشر .

فاللغة عند دي سوسير ما هي إلا منظومة من العلامات التي تعبر عن الأفكار ، وهي من هذه الناحية مماثلة للكتابة وأبجدية الصم والبكم والطقوس الرمزية والإشارات الحربية أو العسكرية وغيرها . فاللغة إذن هي وسيلة من الوسائل التي تحقق الدلالة وتنقل الأفكار من إنسان إلى آخر ، فهي تساعد على التواصل كغيرها من الأنظمة ، فليس بإمكان الإنسان معرفة أي شيء دون الاستعانة بعلامات اللسان

إن دي سوسير من خلال تعريفه للغة قد تطرق إلى العلامة ( اللغوية وغير اللغوية) وعناصرها حينما جعل من اللغة نظاما يتألف من الدال ( صورة صوتية سمعية) والمدلول ( صورة ذهنية) وفق علاقة اعتباطية شبهها بوجهي العملة الواحدة. ويعد بيرس من النقاد الغربيين الأوائل في التأسيس لعلم السيميوطيقا " ففي الوقت الذي كان دي سوسير يقوم بالدراسات اللغوية ، كان الفيلسوف الأمريكي بيرس في الضفة الأخرى يقيم دراسة حول هذا العلم . فقد مثل بيرس الاتجاه السيميوطيقي في الدراسات السيميائية الحديثة ، وقد تجلى ذلك في كتابه " كتابات حول العلامة " ، لقد عمل على الربط بين المنطق والسيميوطيقا ، ويظهر ذلك في قوله : " فليس المنطق بالمفهوم العام إلا اسما آخر للسيميوطيقا .

إذا كانت سيميائية بارت تمثل ردة فعل ، لبعض أطروحات سوسير فإن سيميائية جوليا كريستيفا تمثل ردة فعل على سيميولوجيا التواصل ، الأمر الذي مهد لها السبيل في إمكانية إلحاق السيميولوجيا بالعلوم الأخرى ودمجها فيها ، ومن هذه العلوم الرياضيات والفيزياء والمنطق ، وفي هذا الموضع نجد كريستيفا تتفق مع بيرس الذي عمل على توسيع الفضاء الذي تشغله السيميائية كموضة نقدية معاصرة .

كما أن المتتبع لقول رولان بارت في كتابه "ميثولوجيات" يدرك جيدا مدى الاهتمام الذي يوليه للسيميائية ممارسة وتنظيرا ، وقد كان العطاء السوسيري يشكل خطوة ماثلة في الأطروحات البارثية ، لأن السيمولوجيا السوسورية تعد الفضاء الشرعي الذي انبثقت فيه سيميولوجيا بارث ، خاصة في استثماره الثنائيات السوسورية المعروفة لتأسيس مفهوم القراءة لديه . غير أن هذا الاتكاء لم يمنع بارث من نقد لفكرة سوسير ، حيث عمل على قلب أطروحته الرامية إلى أن " الألسنة ما هي إلى جزء من علم العلامات " ، وقام بتوسيع دائرة الألسنة ليصبح علم العلامات جزء منها .

اتجاهات السيمياء المعاصرة : إذا كانت العلامة هي محور دوران اتجاهات السيمياء ، إذ أن اتساع موضوعات السيمياء مرده إلى صعوبة تحديد العلامة ، فهي تتشاكل مع مفاهيم مجاورة لها مثل الإشارة والقرينة والمؤشر والرمز .

سيمياء التواصل : يذهب أنصاره إلى تشكيل العلامة من وحدة ثلاثية المبنى ( الدال والمدلول والقصد ) ، وتتمحور أعمالهم حول الوظيفة التواصلية المدركة في البنيات السيميائية التي تشكلها الحقول غير اللسانية ، غير أن هذا التواصل مشروط بإرادة المتكلم في التأثير على الغير ، إذ لا يمكن للدليل أن يكون أداة التواصلية القصدية ، مالم تشترط التواصلية الواعية .

سيمياء الدلالة : يعزى هذا الاتجاه إلى رولان بارت. وقد اتجه إلى دراسة جميع الأنظمة الدالة وفق نموذج لغوي منغلق ، بنفي الأنظمة العلامية عدا تلك الموجودة بين البشر ، لما لها من أهمية ، حيث حدد العلاقة في السيميائية بين العلامة والدال والمدلول ، فالعلامة مكونة من دال ومدلول يشكل صعيد الدوال صعيد العبارة ، ويشكل صعيد المدلولات صعيد المحتوى

سيمياء الثقافة : استفاد هذا الاتجاه من الفلسفة الماركسية ، ومن أهم رواد هذا الاتجاه بورس، لوتمان، إيفانوف ، أوسبانسكي ، روسي لاندي ، إمبرتو إيكو وهم ينظرون للعلامة كبناء ثلاثي الأبعاد يتكون من دال ومدلول ومرجع. وتنطلق سيميولوجيا الثقافة من اعتبار الظواهر الثقافية موضوعات تواصلية وأنساقا دلالية ، وقد عنىوا بدراسة الظواهر الثقافية باعتبارها عمليات تواصلية ، وربطوا بين اللغة والمستويات الثقافية والاجتماعية والإيديولوجية ، مؤكدين أن العلاقة تتألف من دال ومدلول ومرجع ثقافي .

ويذهب هذا الاتجاه إلى أن العلامة لا تكتسب دلالتها إلا من خلال وضعها في إطار الثقافة ، وهو لا ينظر إلى العلامة المفردة ، بل يتكلم عن أنظمة دالة ، ولا يؤمن باستقلال النظام الواحد عن الأنظمة الأخرى بل يبحث عن العلاقات التي تربط بينهما ، ويحاول أصحاب هذا الاتجاه الكشف عن العلاقات التي ترتبط تجليات الثقافة الواحدة عبر تطورها الزماني أو بين الثقافات المختلفة وبين الثقافة واللاثقافة.

ومن هنا يمكن القول إن هناك اختلاف كبير في المصطلحات المتداولة لتسمية علم السيمياء ، وقد مر بمراحل عديدة فقد بدا مختلطا بكثير من العلوم ، وفي كثير من الحضارات ، ولكنه تمكن أخيرا من التميز والتغير بوصفه العلم الذي يبحث عن معنى العلاقات اللغوية وغير اللغوية وسط الحياة الاجتماعية.

وختاما أرجو لهذه المحاولة أن تحقق بعض المتوخى من الأهداف . ولا أدعي أنني قد وفيت هذا الموضوع حقه من الدرس ولكني أزعم ، بأني بهذا الجهد المتواضع أضفت توضيحا أعمق للنظرية ، والله أسأل التوفيق والسداد ، ومنه أستمد العون

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...