
على التّوالي صومعة العشق،صومعة الشّهادة ، صومعة الرّجولة،صومعة الموت،صومعة الجسد،صومعة الحرمان،صومعة الفضيلة،صومعة الظّلام ، وصومعتهم،والتّسمية صومعة دلالة أخرى لتجسيد شخصيّة النّاسك .
ففي صومعة العشق يكون هو ثمرة حب جارف جمع بين والديه،وسمي أحمد تيمنا بخاله الشّهيد،فنشأ الطّفل وهو يدرك أنّه يحمل اسم شهيد لتنغرس في قلبه فكرة الشّهادة،وفي لا وعيه يدرك أنّه كرس نفسه للعبادة التي قد تقوده إلى الشّهادة. وأنشأه والده العسكريّ على الجدّ والصّرامة،ويتقاعد العسكريّ لينشئ متجراً للحوم،ويصطحبه إليه،فتأبى نفسه الرّهيفة رؤية شعائر الذّبح والموت والسلخ والفرم والتّقطيع،فيعرض عن الطّعام لاسيما عن أكل اللحوم. وهنا إضاءة حول شخصيته وطبعه الودود والرحمة التي تغلب عليه ورقة أحاسيسه،فنتعرف على خصائص أخرى تليق بشخصيّة ناسك،وفي صومعة الجسد يتعرّف على
![]() |
الدكتورة سناء الشّعلان |
وهنا تريد الكاتبة أن تقول أنّ الإنسان يمرّ في مراحل حياتيّة مختلفة،وقد تقوده التّجربة إلى العصيان،ولكن على الإنسان أن يقود خطواته بحكمة ليتغلب على إغراءات النّفس المتطلّعة إلى استحواذ الدّنيا،لتنهل من جمالها الوحشي بعيداً عن رقابة الضّمير،ولكن للمغفرة سطوة ورحمة تقودنا نحو الفضيلة متدثرين بها مبتعدين عن الخطيئة إلى النّزاهة وللتوبة عبق أثير.وأخيراً الله غفور رحيم ونحن عباده الطائعين .
قصة حكاية لكل الحكايات : في مجتمعنا الذّكوري نسمع دائماً عن قضايا الّشرف التي يقف القضاء فيها في صف الرجل المنتقم لشرف العائلة الذي أهدرته الأنثى،وهذه الأنثى أحياناً كثيرة تكون ضحية اعتداء بشع من فحول شاذة،وتساق الأنثى كالنعجة إلى الذّبح،ويبرّأ القاتل أو يحاكم حكماً خفيفاً،فهو منتقم لشرف العائلة المصان،أمّا إذا تبودلت الأدوار،وانتقمت المرأة لشرفها تساق إلى حبل المشنقة،فهي قاتلة آثمة لا تبرير لفعلتها الشّنيعة ولا عزاء لها إلاّ الموت . هذا كان همّ الكاتبة في "حكاية لكلّ الحكايات"، فتقول لنا بأسلوبها الجميل من خلال حكايات شتى تدور حول جرائم الشّرف،وهي دعوة لقراءتها،فالحديث حولها يطول،واختصرته الكاتبة بنماذج حية لنعيشها بوجداننا .
الكتاب يحتوي على العديد من المفاجئات والمفارقات التي تذكي الخيال وتخاطب الوجدان ففي قصة "يوميات حروف" مثلا تتوالد القصص من الأبجدية،وهي لعبة ذكية لتحيك الكاتبة قصصها لتكون من السّهل الممتنع،وهي دعوة لقراءتها،وكما يقال الوصف ليس كالمشاهدة .
رابط التحميل > المصباح دروب أدبية
.........................1- ناسك الصومعة: سناء شعلان،ط1،نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي
2 ــ نبذة عن المؤلف:
سناء شعلان في سطور
سناء شعلان هي أديبة أردنية معاصرة شابة من جيل كتّاب الحداثة العرب، وهي من أصول فلسطينية، إذ تعود أصول أسرتها إلى قرية (بيت نتيف) التّابعة لقضاءالخليل.
تحمل درجة الدكتوراه في الأدب الحديث، وتعمل أستاذة جامعية في التخّصص ذاته في الجامعة الأردنية في الأردن. تكتب الرواية والقصة القصيرة و المسرح والسيناريو وأدب الأطفال.
وهي حاصلة على لقب واحدة من أنجح 60 امرأة عربيّة للعام 2008 ضمن الاستفتاء العربيّ الذي أجرته مجلة سيدتي الصّادرة باللّغة العربيّة واللّغة الانجليزية، وحاصلة على نجمة السّلام للعام 2014 من منظمّة السّلام والصداقة الدولية في الدنمارك PEACE ANDFRIENDSHIP INTERNATIONAL ORGANIZATION "
وهي ناقدة وإعلامية ومراسلة صحفية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق