
عصفور يفر من شتاء الخراب
حلم تلك الصبية التي تنتظر فارسها وتهدهد
خيبتها بمفاعيل انتظار مرير..
الاديب القدير: سليمان العوجي ينهمر بكل مالديه
من احاسيس ومااكثرها وماانبلها وقد تفيض عن عظيم
ما نقيم من سدود...
يدور النص في فلك فكرة الامل وارهاصات الاحباط
التي تحيق بالنفس البشرية وماينجم عنها من الم
في نص يجمع بين الشعر والنثر والحبكة الدرامية
للقصة.... حيث يدخلنا من باب شعري واسع في
المقدمة ثم ينهال علينا بحوارية مشوقة فيها الكثير
من شكوى النفس البشرية المقهورة التي تحاصرها
العادات والتقاليد فاسكثرت عليها خيطاً مضيئاً
في عباءة الحب.. هاجمها لصوص الحي ومااكثرهم
والرمزية هنا لحراس الشر في المجتمع وونواطير
العادات العفنة التي تقرن الحب مع الشرف.....
وتتخلى بطلة النص عن حبها في المهد وتطفئ
بصيص املها مرغمةً وراحت تبوح بشكواها لفارس
جاء يجمح على صهوة حلم...
للشاعر طريقته المتفردة في ايلاج الصورة في
النص لايخلو سطر من صورة تتعملق وتتكاثف
على زجاج قلوبنا قطرات من السحر/ يدها على
زناد الترقب/ مند قمرين ونجمة تحرس الليل/
يفتح باب الغفلة/ هل لي برغيف انس اسد به
وحشتي/ اداعب غرة المساء باصابع الضجر/
ثم يستعير من التراث العربي حيث لايسأل
الضيف عن حاجته الابعد ثلاث ليال وهنا الحنكة
الادبية لدى الكاتب اذ تقول البطلة للفارس الحلم
- لانسأل الغريب عن حاجته حتى تجف ثياب وحشته
وتتماثل غربته للشفاء / الله.... مااروعها من صور
وانزياحات تجمع بين الواقعية والتحليق....
/ لم يفلح الموقد برغم حنكة الجمر في اقناع
شتاء قلبي...... النص زاخر بالصور الهائلة المبدعة
وللنص ايضاً ترتيبته القصصية المبهرة يجعلك تحبس
الانفاس وعينيك على الدروب وبوابات الخروج
نص فيه الرمز وعلى صدر كل رمز مفتاح جاهز
ليوصلك الى مبتغاك لايجعلك ترهق نفسك في
البحث عن المعاني انه السهل الممتنع الذي تخاله
بسيطاً ولكن الكاتب تمكن من وضع اقغال لهذه
البساطة لايجيدها سواه.....
قرأت للاستاذ: سليمان نصوصاً كثيرة في كل نص
اراه مختلفاً لايكرر نفسه يخرج من شرنقته
يتصيد الفكرة والحر ويعود ومعه سرايا من السحر
التي تغزو قلوبنا...
لن اطيل اقول اننا امام كاتب منفرد باسلوبه
يخلط الاوراق لنرى اصنافاً ادبية عدة على متن نص
واحد....
اتمنى ان اكون من خلال هذه القراءة المقتضبة
لنص الاستاذ سليمان العوجي / عابر حلم/
قد وفقت بعض الشيء في اعطاء هذا المبدع حقه
هناء عبد الكريم السمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق