اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

ليلة نام فيها الأرق | د.عبير خالد يحيي

لم تستطع النوم هذه الليلة أيضًا، شأنها شأن الليالي الكثيرة السابقة، رغم أنها استسلمت أخيراً لفكرة الامتناع عن تناول القهوة والشاي وغيرهما من المنبهات من بعد المغيب، كما نصحها العديد من الصديقات في محاولة احترازية لمنع الأرق من التطفل على أمنة ليلها، وإفساد صفوها مع أحلام بسيطة ما زالت على عهد قديم معها ...
كلما حاولت الارتخاء في أرجوحة الحلم بعد طول استغفار وتسبيح، قضّ مضجعها لسعة باردة من لسعات هذا السرير الذي ما زاره الدفء منذ أكثر من ثلاث سنوات، يوم غادره شريكها ليبيت في سريره البرزخي، تاركاً لها هذا المنزل الصّغير الذي حوى بين جنباته أثاثاً لحياة كانت دافئة يومًا ما، "لماذا تبرد الأماكن عندما يغادرها أصحابها ؟ "سؤال طالما طرحته على نفسها مراراً وتكراراً، لتستنتج أن الأماكن تستوحش لغياب المغادرين، وقد لا تعبأ بالباقين ...
راودتها فكرة قديمة، كانت أمّها رحمها الله تلجأ إليها لجعلها تنام في الليالي التي يهاجمها فيها الأرق بضراوة، وتعجز فيها أساليبها الترهيبية والترغيبية عن استجلاب النوم إلى عيني صغيرتها، بادرت إلى تنفيذها فوراً، - " يلزمني ثوب جديد، وحذاء جديد ".
تفتح خزانتها، وتصاب بالخيبة، فهي لم تشترِ ثوباً جديداً منذ أكثر من ثلاث سنوات، منذ توفي زوجها، خلت خزانتها إلا من الأثواب السوداء أو القاتمة، قامت بتصريف كل أثوابها الملوّنة، لماذا تزحم بها خزانتها طالما أنها لن تستخدمها؟!

لكنها لمحت ثوب زفافها، الدانتيللا الأبيض، كان كمّه قد علق بيدها وهي تدفع أثوابها تبحث عن قميص نوم مُزهَّر، تذكر أن ابنتها الوحيدة أهدتها إياه في عيد الأمّ الماضي ، احتفظت به دون أن ترتديه، وفِي نيّتها أن تبقيه لمن قد يزورها من قريباتها ...
أحسّت أن كمّ الفستان يتشبّث بيدها ويدعوها لإخراجه من سجنه، أخرجته، وضعته على جسدها الناحل، نظرت في المرآة، "لقد اصفرّ لونه قليلاً، سبحان الله حتى الملابس يجب أن تتنفس هواء الحرية بين الحين والآخر، حتى لا تتبدل خامتها، يجب أن تتنسّم عطر أصحابها وتلامس مساماتهم ، لتبقى منتمية إليهم، أيعقل أن يكون ثوب عرسي مازال مناسباً لجسمي بالمقاس ؟ " تحدّث نفسها أمام مرآتها، ثم لا تتردد، تنزع ثوبها القاتم، وترتدي ثوب العرس، " نعم ما زال مناسباً" الامتلاء الذي طرأ على جسدها بعد الزّواج ، ذهبت به السنوات الثلاث الأخيرة ". تمرّر يديها من فوق الثوب على تفاصيل جسدها، مازال قدّها مستقيماً مشدوداً، من دون كتل نافرة تفسد تناسقه ، حتى صدرها كأن الزمن ما مرّ عليه باصماً بتغيراته، بقي النهدان ثائرين لشابة في العشرينات، تتلمّس وجهها، وما زال وجه الخمسينية تكتسيه مسحة جمال طبيعي يحسدنها عليه الكثيرات ، ولعل الحزن قد أضفى عليه أيضاً شيئ من الوقار، فكان ملائكي الطلّة ...
-" حسناً يلزمني أيضاً حذاء جديد يناسب ثوبي ، تطلّ من أسفل الخزانة علبة، تسارع بإخراجها، تفتحها لتجد فيها حذاء ابنتها الذي انتعلته يوم خطوبتها، ليلة واحدة فقط، ثم كان مصيره هذه العلبة، أخرجته و انتعلته بحركات مسرحية وكأنها سندريلا تُمارس حقها بقياس فردة الحذاء التي خلّفتها وراءها، لتنال بعدها سعادتها الأسطورية .
-" نعم نعم، مناسب تماماً".
تبخترت بالثوب والحذاء جيئة و ذهاباً ، أشارت للمرآة بيديها الاثنتين، ضامة أصابعها الأربع بقبضة يد، مطلّقة فقط الإبهام باتجاه الأعلى، مع كلمة " نعم نعم ". وابتسامة فوز و رضى على محيّاها، لتعاود نزع الثوب والحذاء، تفرد الثوب على جانب السرير البارد، وتضع الحذاء في علبته، تستلقي على السرير، تحضن العلبة، وتمسك بكم الثوب تضعه على أنفها، وتغط في نوم عميق، كطفلة تحلم بمجيء العيد ...

د . بير خالد يحيي

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...