
تمنت أن لا تفارق الأحباب وخاصة صغيرها.. كيف ستعيش من دونه وكيف ستستقبل الصباح من دون أن تقبلَه أو تشمَّ رائحته العطرة..؟!
تمنَّت في اللحظةِ الأخيرة أن يمنعَها أحدٌ من الذهاب.. أن يقدم لها كل الحلول الممكنة كي لا تغادر, كي تعيش بسلام بين أهلها فهي لا تقوى على الفراق , والخوف يأكل قلبها من المجهول..
أقلتها الطائرة .. وصلت إلى المطار بعينين ذابلتين أعياهما البكاء, وقسمات يكسوها التوتر.. وَجَدَتها العيون المترقبة, ولكنها لم تجد إلا النظرات الجامدة والملامح القاسية التي لا تحمل أي معنى .
دعتها نبرة متعجرفة , وإشارة من الإصبع لتتبع مخدومتها.. شعرت ببرد شديد , وبقشعريرة تسري في جسدها , وبأحلام تهرب من مخيلتها.. فكم سمعت عن قصص استقبال من يأتون من سفرٍ طويل.
كم قرأت عن دموع الفرح , وعن دفء التحية وعناق الأحبة , وتصافح الأيدي الفرحة في جو حميمي جميل يجعل كل من يرى المشهد ينفجر بالبكاء..
كم يبدو الفرق كبيراً وهي تمشي وراء مخدومتها مثل كلبٍ وفيّ..
هاقد بدأت رحلة الذل والهوان , وهاهو العنوان..
من مجموعتي القصصية : نسائم ملوثة
من قصة : صرخة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق