اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

حزنُ العصافير ــ قصة قصيرة | الكاتب : محمد سلطان اليوسفي

على مقربة من باب المدرسة يجلس أحمد تحت شجرة الكافور وعلى وجهه المصفر ترتسم علامات الحزن والأسى وكأن كل حزن الدنيا تجمع في قلبه الصغير ! يا إلهي هنا في بلادي حتى الأطفال لم يتمتعوا بطفولتهم !.
الصباحُ يرسلُ تباشيرَه معلناً بدء يومٍ جديدٍ ، شارعُنا المجاور يكتظ بالمارة من طلابٍ وعمال وباعة متجولين ، الشمس ترسل أشعةً باهتةً لم تستطيع مقاومة السحب المتجمعة ، ومع اختفاء الشمس تزداد سطوةُ البرد وتشتد وطأته .

كانت الغيوم تتجمع في وسط السماء والصباح يتنفس ببطء ، وأحمدُ لايزال في مكانه ُ منزوياً يحدقُ في المارة ، ويرمق زملاءه الداخلين إلى المدرسة بعين يملأها الحزن ، والبرد ينخر عظامه النحيلة التي لم تستطع ملابسه الرثة أن تقيه من سطوته .
كان كل زملاءه يرتدون زيا واحدا ، أما هو فكم مرة أخرجه مدير المدرسة بسبب عدم ارتدائه للزي المدرسي ؛ لذلك فضل البقاء أمام المدرسة لأنه إن عاد إلى البيت استقبلته أمه باللعن والشتم ولا يسلم من الضرب .
طابور الصباح لم ينته بعد ، أصوات الطلاب تنبعث من ساحة المدرسة كخلية نحل ، في الأثناء التي يتكلم فيها مدير المدرسة عن تسرب الأطفال من المدارس ، انتهى المدير من كلمته وبادر الطلاب بالتصفيق !
تذكرت أيام المدرسة عندما كنا نقف في الطابور لتحية العلم بكل فخر واعتزاز ، لقد كانت أيام جميلة . قهوة الصبا ح رائحتها تملأ المكان ، ولكنني اليوم لم أطعم لها طعماً ، بل إنني نسيتها . آه يا حبيبة قلبي ثمة منظر شغلني عنك ، لقد جذبني منظر أحمد وهو جالسٌ تحت شجرة الكافور بوضعيته تلك لم يتحرك من مكانه ، وإلى جانبه حقيبته القديمة التي اشتراها والده قبل وفاته ، لقد فقدت لونها الأصلي وبدت كأنها خرقة بالية .
بعيون يملأها الحزن ينظر أحمد إلى أحد زملائه الذي مر أمامه ممسكا بيد أبيه ، تسمرت عيناه على وجه زميله لكن خياله طار بعيدا بعيدا وعاد بذاكرته إلى الوراء ، وتذكر والده الذي كان يصطحبه صباح كل يوم إلى المدرسة ، انحدرت الدموع على خديه ، وكان كل شيء يشارك أحمد حزنه حتى عصافير الصباح توقفت عن تغريدها ، وهبت نسمات باردة داعبت خصلات شعره وكأنها تمسح على رأسه ، أحمد يجر تنهدات متتالية من أعماق نفسه وينفخ في الهواء يبدو لي أنه يلعن الحرب التي افقدته والده الذي كان له كل شيء في هذه الدنيا .
كان يحلم بأشياء كثيرة .. ولم تكن أحلام هذا الطفل وحده من صارت ضربا من الخيال وسراب خادع ، ولكن على صخرة هذا الزمن القاسي تحطمت أحلام آلاف اليمنين .
كان الطلابُ في ساحةِ المدرسةِ يستعدون لتحية العلم ، ويرددون بحماس وتفاعل نشيدهم الوطني :
رددي أيتها الدنيا نشيدي ...
انتهوا من أداء النشيد الوطني وبدأوا بالاستعداد للدخول .
كانت طوابير الطلاب تتجه نحو فصول الدرس ، والطلاب يتدافعون وكل طالب يصطدم بزميله .
كان جو المدرسة صامتا يعمه الهدوء بعد دخول الطلاب إلى فصولهم ، ساحة المدرسة أشبه ما تكون بصحراء قاحلة ، عواصف الغبار تطير نحو السماء كخيط دخان كثيف ..
وهناك في الشارع لا يزال أحمد جالساً في مكانه ، لا أدري كيف وقع نظري على صورة ذلك الطالب على الرغم من أن الشارع مليء بالطلاب . ربما ملامحه هي من جذبت نظري إليه ، لكن لماذا هذه الملامح لم تجذب أنظار البقية ، إنهم يمرون أمامه وهم يرونه وهو يبكي ولا أحد يسأله ما بك تبكي ، هكذا هم الناس هنا في بلادنا لوكان هذا الطفل ابناً لأحد المسؤولين لالتف الناس حوله هذا يقبله وذاك يمسح على رأسه وآخر يحتضنه ؛ لكنه يتيماً لا أحد سيلتفت إليه .
قررت أن اترك مكاني المفضل في سطح المنزل وأنزل إليه ، علني أسعد ذلك الطفل وأعيد الابتسامة إلى وجهه الطفولي الذي يحمل هم السنين ، اقتربت منه وهو يمسح الدموع من على خديه فنظر إلي والتقت عيني بعينه ، بادرته بالسؤال : لماذا تبكي لم يجبني فاقتربت منه ومسحت على رأسه لا تبكي يا بطل ، لكنه حنى رأسه إلى الأسفل وراح يخط على الأرض حروفاً غير مفهومة ، وقفت أتأمل ماذا يرسم فبدأت رسمته تتضح شيئاً فشيئاً . رسمةٌ لرجل وإلى جانبه بندقية ، تأملت الرسمة مستغرباً فأيقنت أن الصغار يدركون جيداً من هو عدوهم ، ومن الذي جعلهم ضحايا للحرب يتحملون عبء الحياة صابرين على نار الليالي . الحزن سميرهم والجوع مسكنه في بطونهم ، آه هنا في وطني أطفال تنبت أحلامهم على ضفاف الألم ، و تحت سماء الحزن يتقاسمون شظف العيش ويحتضنهم البؤس والشقاء ، وكأن وجوههم الصغيرة لا تعرف الابتسامة .
...............
محمد سلطان اليوسفي ـ اليمن ـ صنعاء

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...