اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

الزيارة الأسبوعية | د. عبد العزيز بوشلالق ــ جامعة المسيلة ــ الجزائر


كان مستلقيا ينتظر وقت الخروج من المنزل، يسمع دقات خفيفة على زجاج النافذة، إنها قطرات توحي بيوم ماطر، يشيح الستائر المتدلية، يلقي ببصره إلى أبعد مدى من الشارع الذي يسكن فيه، تتوقف سيارة سوداء اللون تخرج منها امرأة متوسطة العمر، تضع شيئا بجانب الرصيف، تعود إلى السيارة، وتنطلق بسرعة فائقة، لم ينتظر طويلا، نزل طوابق العمارة ، واتجه صوب اللفافة القطنية التي تركتها السيدة، يجد مولودا حديث الولادة، تنعكس على صفحات وجهه آيات الجمال، يفتح عينيه فتسبح في شواطئهما ليأخذانك إلى عوالم
الطهر والنقاء، يبقى عمي صالح واقفا لا يدري مالعمل؟ وما الحيلة في مثل هذا الموقف؟ تتزاحم الأسئلة في رأسه ولا يجد لها جوابا، فكلما قرر موقفا وجد العوائق تنتشر كالفطر في طريقه، لم يفق من غفوته إلا على صراخ المولود بعد أن بللته قطرات الغيث، يضمه إلى صدره ويعود إلى البيت مسرعا، تستقبله زوجته خضرة بحيرة ووجه مليء بالاستفهامات، فهي تعرفه، وتعرف أخلاقه، يخبرها القصة ترحب بالوافد الجديد ويقرران تربيته والتكفل به. لقد أصبح لعمي صالح ولدان ولد من صلبه اسمه سعيد، وولد بالتبني أسماه سعدا. لقد دخل السعد بدخول هذا المولود هذا البيت، لم تشك العائلة ضيقا في الرزق، أو نائبة من النوائب، حرص الأبوان أن ينشئا سعدا وسعيدا تنشئة صالحة، غمراهما بالحنان وأدخلاهما المدرسة، وعاملاهما مثل الشقيقين، زاد الوالد من كرمه وتفضله بأن أعطى اسمه للطفل سعد حتى يحصل المدرسة. توالت الأعوام وفي لحظة من لحظات المكاشفة يقرر الوالدان توضيح الموقف للشاب سعد، يتقبل الوضع ويشكر والديه على صراحتهما، يتلقف سعيد الرسالة ويبوح بالسر الدفين لبعض أصدقائه، تبدأ نار الغيرة في الاستعار، تذكيها الهمسات والغمزات من هنا وهناك، يزداد أوارها اشتعالا في قلبه، أصبح ينظر إلى أخيه بصورة المغتصب الذي حرمه من أشياء كثيرة، فلو لم تقسم بينهما لاستأثر بها لنفسه، أثر هذا السلوك على تحصيله الدراسي، فكلما تقدم سعد خطوة تأخر سعيد خطوات، لم يجد الأبوان حيلة في التقريب بين الأخوين، ولم يستطع سعد التقرب من أخيه على الرغم من محاولاته العديدة، لقد أصبحا صورتين متضادتين في أخلاقهما وسلوكهما وتعامل أساتذتهما معهما. زادت جرأة سعيد على والديه فأصبح يؤذيهما، بعد معاقرة الخمر ومخالطة رفقاء السوء، فكثيرا ما تهجم عليهما يريد أن يضربهما. في خضم هذا الاضطراب قرر سعد مغادرة البيت، وكان محبوبا من والديه، منعاه من الذهاب وأسلما أمرهما إلى الله في ولدهما، لقد غادر سعيد المدرسة نتيجة غيابه وعدم انضباطه، بينما تفوق سعد وكان من الأوائل، زاد حقده على أخيه ووالديه وقرر أن يؤذي الجميع، شرب حتى السكر وتأبط سكينا وقرر الانتقام، تخفى في درج العمارة، ولما سمع قرع النعال واقترب النازل منه أجهز عليه بطعنة على مستوى الرقبة، لم يكن المطعون سوى جارهم محمود ، ملأ الصراخ مدخل العمارة ، أسرع الناس وأمسكوا بالجاني وسلموه إلى مخفر الشرطة، لم يطل الوقت بالجار محمود حتى توفي، ونال المجرم سعيد جزاءه، بينما بقي عمي صالح وزوجته خضرة يعيشان مع ولدهما سعد، يخدمهما بكل ما أوتي من قوة، يجدان فيه العوض والتسلية لفقد ابنهما الحقيقي، لكن الزيارة الأسبوعية تجمع شتات الآلام، ويبدأ العد العكسي للمعاناة وتخرج الندوب أنيابها التي حفرها ابنهما سعيد على جدار الذاكرة، فتحدث جروحا غائرة، وكأنه لم يشأ المغادرة إلا أن يجرع والديه كأس العذاب حاضرا وغائبا، وعلى الرغم من ذلك لم يفرطا فيه وكان يتأهبان كل أسبوع للزيارة ، فيحضران كل ما لذ وطاب، ويتجهان صوب السجن برفقة ولدهما سعد لزيارته، وبين العودة والعودة تباريح الماضي وخيالات الحاضر، لا تمحوها إلا لمسة خفيفة من يدي سعد يأخذ بيمناه يد والده صالح، وبيسراه يد والدته خضرة وتمطر سحائب الرحمة قبلة ندية يطبعها على جبين كل واحد منهما ويكفكف دمعة حارة يمسحها بيده الندية من خديهما المتهالكين ، ويعود بهما إلى البيت إلى أن يحين وقت الزيارة المقبلة.

د. عبد العزيز بوشلالق         جامعة المسيلة         14 فيفري 2016

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...