اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

من روايتي: ( شاهد على الجمر) || الأديب والشاعر حسين حجازي


الأديب والشاعر حسين حجازيشعر بعدها وهو في طريقه بحظه الوافر عندما توقف الأمر إلى هذا الحد، هذى يتمتم مع نفسه: أفهم من ذلك أن معظم كبار التجار في البلد عملاء للصوص وقطاع الطرق، وكذلك العديد من رجال الأمن المرموقين! آخ، آخ! أيتها البراغيث! سوف أسحقك بقدميّ هاتين، سوف أنتقم منكم ملء حقدي وغيظي، آخ يا شداد بن ماجد المقرن، كنت أعلم بأنك (مقرِّن) لكني لم أتخيل بأن قرونك بهذا الحجم! أما ابن العاهرة رعد الطافح، فستتكفل به جائحات الزمن! آه يا أبناء الكلب..
ألا تخشون غاشية السماء؟ أأمنتم حومة السنين؟الآن تذكرت.. والآن فهمت والآن الآن أيقنت! الله يرحمك يا والدي! لماذا لم تطلعني على الحقيقة؟ لكن "معلش" لقد كنت لا أزال صغيراً، وعسيرٌ عليّ فهم الأمور، نعم لقد كنت ابن عشر سنين فقط عندما رقدت في ذهني صورة ذاك الرجل مدة شهر، كنت كلما أتخيلها في الليل أنهض فزعاً، لم أدر كيف تمكنت من رؤيته، لكنها جهالة الأشقياء، نعم.. لقد كنت شقياً مذ صغري. تتبعت إثر والدي وتغلغلت بين الحشود مثل قط أليف، لترزخ تلك الصورة على خيالي كل هذه المدة، ولولا شقاوتي لفقدت حينها عقلي. كانت الشمس على وشك الغروب عندما رأيت بعض الرجال، ومنهم والدي، يتراكضون إلى منزل أحد الأشخاص، لم أعرف يومها اسمه بالضبط، ولا من أي عائلة هو، ولا عن موقعه الاجتماعي أو ماذا يعمل. كل ما عرفته آنذاك، بأن اسمه (أبو رعد) وكفى. لم أكن يومها أدري لماذا هم ذاهبون، أبدافع النصرة أم بدافع التشفي؟ لكنني الآن بدأت أدرك أن ذهابهم ما كان إلا للتشفي، هذا ما بدأت أفهمه من بعض الكلمات التي لم أكن أعي معناها في ذلك الوقت. أذكر مثل حلم راودني اللحظة، كيف مخرت بقدميّ الطريتين زحمة الرجال، لأصل إلى جثة مسجّاة لرجل حليق الرأس ضخم المنكبين، لم يبق من رقبته إلا عِرقاً واحداً لا يتجاوز سماكة الإصبع، كان رأسه ضخماً مثل رأس ثور، وفمه فاغر بنحو مرعب، تفوح منه زهومة الموت، بينما وجهه المهشم وأطرافه المضرجة بالدم تبعث الرعب في كل مكان، كان أجسر واحد يكتفي بنظرة واحدة عليه، ثم سرعان يرتد وجِلاً إلى الخلف. أما أنا الفتى الشقي، فمكثت انظر إليه مدة أكثر من ذلك، إلى أن شعرت بساعد غليظ يتلمسني بلطف، ويرجعني إلى الخلف، لم يمكّني غبش عينيّ من تحديد ملامحه، ولما نأى بي، رفعت بصري إليه، إذا به والدي. رجعنا إلى البيت، كان ذلك قبل ما يقرب من ثلاثين عاماً وربما أكثر، لا أذكر بالضبط. أما بخصوص الانطباع السائد لدى البعض حينها، هو أنه قتل مظلوماً على يد عصابة من المهربين كمنوا له في أحدى الشعاب الوعرية، وقتلوه خشية الوشاية عنهم، لكن الحقيقة الناصعة التي بدأت تتكشف، أن الذين قتلوه، هم رجال المقاومة حينما أمسكوا به متلبساً يخابر اللصوص وقطاع الطرق بأمور يحدد لهم فيها عن أمكنة الفدائيين! أما الحقيقة الأخري، والتي بدأت أدركها الآن، فهي أن رعد الطافح ليس فقط ينحدر من هذه السلالة، بل هو ابنه! ويمتد بأنفاسه الخبيثة وطبعه المقيت إلى صلبه مباشرة!
الشيء الذي أثار استغراب عبدو أكثر من كل ما حدث، هو علمه فيما بعد، أن من عادة اللصوص الاكتفاء بمندوب واحد عند تفريغ تلك القاطرات في الأماكن المشبوهة، وما وجود الأربعة الآخرين، إلا محض مصادفة عندما كانوا يبحثون عن معزة انفلتت من مزارعهم، وضلت الطريق ناحية القرية.
كأنّ شيئاً نخز قلب أحمد في ذلك اليوم، قال في نفسه: يراودني إحساس غريب تجاه عبدو لا أستطيع فهمه، لم يذق طعم النوم في تلك الليلة، انقضّت عليه فيها بعض الشياطين بالوساوس وهي تحدث بعضها عنه بالقول: هو لم يستثمر نباهته في إدارة مصالحه الخاصة، ولو فعل ذلك، لكان من أولئك القلة التي تغنى بأسباب الرفاه! وفي الصباح، كان يشرب قهوته محاولا بأنفاسه اللاهثة طرد إحساسه المقيد بالأغلال. مضت ليلى إلى الخزانة تنقب بموجوداتها، أخرجت صندوقاً صغيراً، التقطت منه خاتماً ذهبياً، وأعطته له قائلة: خذ هذا الخاتم، واشتر لنا به معزة نشرب حليبها ونأكل من جبنها.
رد عليها: لكن هذا مخالف للقانون، فما حادثة إتلاف وتدمير الحديقة ببعيدة!
أطرقت قليلاً وهي تقضم بأسنانها حافة إبهامها برفق قائلة: نحبسها
في مكان لا يعرفه أحد، ونضع على فمها خرقة لكتم ثغائها، ولا ننزعها إلا حين إطعامها وسقايتها، كما ونحفرحفرة تكون ملاذاً لبعرها.
استحسن أحمد الفكرة مستدركا خطورتها، قال: حسناً.. ومن أين نأتي بها؟ بل من ذا الذي سيجرؤ على بيعنا إياها حتى إن وجدت؟
ألقت بيدها إشارة مبهمة، قالت:( دبّر حالك، ولما يشوفوها يوخذوها) توجه إلى صديقه عجيب لعله يساعده بالعثور على تلك المعزة.
رغم البساطة السائدة في شخصية عجيب، لكن ذهنه كان يومض أحيانا بأفكار عابرة تتسم بالجرأة. صمت بعمق، ثم لمعت في ذهنه فكرة، ألقى على أحمد نظرة ثابتة قائلا: لقد تذكرت!
وثب أحمد هاتفاً بحبور: (عنجد!)
ـ نعم نعم. لقد رأيت قبل يومين جاري "عبد الصمد" يسوق معزة إلى بيته، حبذا لو تذهب إليه، وتسأله عما إذا في نيته بيعها، أظنه شخصاً أمينا وثقة، وقل له انك مبعوث من قبلي، ولا أظنه سيفشي لك سراً.
أخرج أحمد من علبته سيجارة، وراح يعب عليها مع كوب من الشاي. مكث عند عجيب حتى اشتدت الظلمة وخلت الشوارع من المارة. نهض وألقى نظرة من النافذة على حركة الناس في الشوارع. لكن الأمر الذي حيره، هو كيف يأمن ثغاءها في الطريق، استعان ثانية بعجيب، فأشار عليه وضع قطعة من الإسفنج بين فكيها، وشبكِها بواسطة سلك بأحد أضراسها.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...