أجول الشوارع ليلاً دون هدف يذكر
نحو اللاشيء ..
أحاول إسكات الصراخ الذي يدوي في أعماقي
وأستجدي نسمات الليل حتى تهدئ من روع اشتياقاتي
هل يستطيع البرد إخماد جمرات حنيني!!
وهل يستطيع هذا الصمت قتل استغاثات روحي
أرفع رأسي وأنظر للقمر بشغف وأشرد
يأخذني الشرود للكثير من الأسئلة ..
لو لم تكن هذه حياتي كيف ستكون؟؟
لما كل هذا الخراب بداخلي
أين أجد نفسي بعد هذا الضياع
ماذا حل بأحلامي وكيف باتت منسية على جدران غرفتي
ما الذي ينتظرني بعد هذا الطريق الذي لم ينتهي ؟؟
لا أعلم ..
ما أعلمه حقاً أنني منسي .
منسي على الطريق المظلم
على احدى المقاعد الخشبية
منسي في أزقة المدينة الضيقة
منسي في الأجواء الباردة
لم يقف أحد بجانبي..
وتجاوزت نفسي بنفسي!!
كيف سأقف مجددا..!!
كيف أتخلص من رماد الحرائق المتكوم في أوردتي..!
فأنا بحاجة لربيع جديد..
إن نفسي تتوق للفرح كما يتوق الظمآن للماء..!
ولكن الفرح غريب عني الآن..
لقد ألبسني الحزن ملاءته الفضفاضة..!
التي تتسع لواقعي وأحلامي وتضم في ثناياها روحي وتغشي نبضات قلبي!!
لطالما ساءلت نفسي..
أين ستكون نهاية المطاف..
لقد أرهقت روحي انتظارا..!!
وأنا أقف على عتبة أحلامي البعيدة جدا..!!
كل ما بي يهفو ويستحثني على المسير نحو روعتها وتذوق حلاوة الوصول إليها ونشوة تحقيقها..!
ولكن صوت نحيب قادم من أعماقي يوقفني.!!
لقد حملت أقداري فوق طاقتها حين تطاولت بأحلامي على سور البؤس الشائك الذي يلف عالمي..!!
وأدركت أنني عاجز تماما..!! ومسلوب الإرادة..!
أتراجع خطوات إلى الوراء..
أنظر إلى القمر مجددا...!!
يرتعش نبضي..!!
أضع يدي على قلبي المضطرب..
وأحلم بغد أفضل..!
بغد خال من الأحلام!!
*بيان عيسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق