فإنْ سكتُّ عنِ التَّعبيرِ في لغتي فالصَّمتُ أولى إذا لم ينفعِ الجهرُ
لا تنكري إنْ خبَتْ لألاءُ قافيتي فتحتَ موقدِها يُستوقَدُ الجمرُ
وفي مجامِرها بركانُ عاطفةٍ منَ المشاعرِ لمَّا يفنِها العمرُ
لا تعجبي إنْ أنا أخَّرْتُ غيمتهُ فمبتدا الغيثِ في إرعادهِ قطرُ
يا مَنْ جعلتِ ليَ الأهدابَ أفقَ سما وأفردتني بهِ كي يمرحَ النّسرُ
واستنطقتْ أحرفاً قدْ كدْتُ أقتلًها لو لم تكوني حياةً ضمَّها القبرُ
فاستمهلي البرقَ مهما انسدَّ منْ أملٍ فقدْ ينالُ المنى مَنْ شأنُهُ الصَّبرُ
وفيَّ منْ وحيكِ الأشعارُ نسغُ دمٍ لوْ يعرفِ الشَّوقُ ما بي يُخلَقُ العذرُ
فلمْ أزلْ في جهاتي بعدُ مُغترباً نوحٌ أنا وسفيني مالهُ بحرُ
فمنْ دواليكِ كمْ عتَّقْتُ قافيةً وما المعاني سوى ما تعصرِ الخمرُ
لوَّنْتُ شعريَ منْ فجرٍ ومنْ حبقٍ فصدرهُ النُّورُ إذْ ترصيعُهُ عطرُ
وما كتبْتُ بكِ الأشعارَ منْ قلمٍ لكنْ دمائي التي أحرقتُها الحبرُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق