اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

الجوع | قصة قصيرة ...*فؤاد حسن محمد

⏪⏬ 
اعتدت على هذه الحياة التي صعقثني بيدها الخفية، المكررة ، البالغة القوة، استنفذت بداخلي حبي لها،حتى توحدت اعصابي مع الفقر،
فالفقر لا يعني لي شيئا سوى الفقر ولا أغوص بالمعاني الكامنة في داخله ،لذا لا يترك عندي غير انطباع وحيد أنه ينكس الرأس بوهن، ولا شيء غير ذلك، هو قرصة جوع، أما أن يكون شيئا آخرا فهذا لا وجود له في رأسي.
عندما استيقظت اليوم صباحا سألت زوجتي:
- هل بقي معنا شيء من الراتب
قالت لي بأسى وبمعنويات هابطة :
- لا ...لا يوجد
رغم هدوءها فقد أحدث صوتها فرقعة انفجارية داخلي، فبعد قليل ستستيقظ فاطمة، وستهرع بغريزتها الطفولية الى حضني ، مطلقة براءتها الملائكية تحلق بين متاهات غنى الله وأبوهاالفقير على الارض:
ـ صباح الخير بابا
هذه الحمولة تزداد ثقلا كلما فكرت صعودا ونزولا ممن سأقترض، لم يكن هناك الكثير من المعارف استطيع الطلب منهم، لهذا تابعت مج السيجارة بشكل رتيب وأنا أمضغ عجزي.
ابدد الوقت الذي لا يجدي قط، رمقتني زوجتي من طرف عينيها المنقوعتين بالهم، لا.... هي رسالة لي تلمع بنعومة على عينيها الجميلتين : هيا اخرج، أشرب كأس ماء، روحي منقبضة، هاجعة في المذلة، افكار مختلطة معتدية على بعضها وعلى مخي، لقد اهرمتني اهوال الحاجة.

إن الخروج من البيت ، ووضع قدماي في الشارع ، تعتريني فيه اعراض انحطاط،
ان تمشي في مدينتك ، تبدد بناؤك الضخم فيها، تبعثر رأسك المنظم ، العنيد، تشعر كأنك تمشي في خلاء بدلا من الاسفلت والابنية ، كما هو حال جبلة الآن.
تهاويت على كرسي بلاستيك، واشعلت سيجارة ، وأنا متأكد ان بقاءي في البيت لن يغير في الامر شيء، وصوت في داخلي يجأر:
ـ هيا اخرج....لا تبدد الوقت
ابنتي النائمة ، فاطمة، مازالت تردد في نومها ماطلبته مني، لك الله يافاطمة، لا تشمئزي مني يافاطمة ، لا تكرهيني، إن استيقظتي ولم تجدي ما وعدتك به.
نفسها الهادئ المستغرق في الحلم ، يمر على مبسمها النجمي، مستسلمة لهدية عيد ميلادها ، مزهوة بقالب الكاتو ، ورفقاءها الذين ينشدون لها اغنية سنة حلوة يافاطمة....

شربت كأس ماء وخرجت، إنها الساعة التاسعة صباحا، وللتو بدأت الحياة تدب في جبلة، تداهمني اصواتا معتدية على ذاتها وعلى بعضها، تشعرني بأني صغير ، غير موجود، تائه، روحي منقبضة خوفا،لاتعرف اين تنبسط، مشيت حول الملعب البلدي، هناك شيء يتشبث أن ادور على عقبي وأعود الى البيت، صدري يعلو ويهبط،مرت من امامي اربعة فتيات من هواة الجري، لم استرق كعادتي النظرات الى مؤخراتم الحماسية، الساحرة، ولا الى اثدائهن المتفجرة بالضجيج، هلوسة بائس ، لو كنت امتلك نقود لتناولت فنجان قهوة من هذا البائع ، لذا انعطفت جنوبا اعري واجهات المحلات من محتوياتها، اتلفت يمينا وشمالا الى الوجوه ، لا اعرف احدا ولا احد يشعر بي، لطخة تتحرك في الشارع.
الآن استيقظت فاطمة ، مسدت امها شعرها برقة، وزمت شفتيها وقبلتها مئة قبلة، كانت سعيدة بهذا التدليل وهذه العاطفة، فافتر ثغرها عن ابتسامة ، وهي تلقي تحية الصباح:
ـ صباح الخير ماما
واصلت المسير ، امشي دون هدف،انعطفت غربا باتجاه البحر، معطوبا مشوشا،
اجتاز البقاليات والصيدليات وعربات السمك ،ستوقفني محل بيع العاب اطفال،
هنا كاد قلبي يخرج من فمي، اوقظت الدمى في شعورا سريا، سمعت ضحكةفاطمة، كم كانت تشعر بالفخر وأنا امسك بيدها ، وكم كنت سعيدا،هي واثقة اني ذاهب بها الى حيث تريد،قلت لها:
ـ اتدرين اين نحن ذاهبان ????
ـ لا
دخلنا المحل واشتريت لها دمية وعربة اطفال، فشكرتني بقبلة على خدي وهي تتناغىّ:
ـ احبك يابابا
ـانا احبك يافاطنة
انحبست حنجرتي ، اشعر بان دمعتي خارج السيطرة، شعرت بالدوار، هناك كرسي خشبي قرب باب المحل، تهاويت عليه، من الداخل اقتربت مني فتاة ترتدي حجابا، قالت لي بأنوثة لطيفة:
ـ اتريد شيء
لم اتكلم بقيت صامتا، اني تعب، منفعل، سيطر العجز على جسدي، بدأت ابكي،
سألتني بلهفة:
ـ ماذا تريد لا قدمه لك
نهضت بتثاقل ومشيت حذرا من الحفر المنتشرة في الشارع ، عائدا من حيث اتيت .

*فؤاد حسن محمد
 جبلة ــ سوريا

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...