⏪⏬ وأي مقام تناله امرأة تعايشت مع رصاصة في رأسها!
رواية سيدة المقام للروائي "واسيني الأعرج" هي كشف عن كمّ هائل من الألم الذي سَكن سطور الرواية بعدما فاض من جسد وروح "مريم".
"مريم"؛ شهرزاد الحكايا، تحدّت الموت الذي استباح رأسها وهي تحاول إنقاذ حياة روح أخرى لا تربطها بها إلا الإنسانية..
لم أستطع توقّع الخطوات التالية للرواية عجزت عن تخطي بعض السطور المؤلمة التي احتكر فيها حرّاس النوايا حق منح المرأة الحياة كإنسانة رغم ادعاءاتهم بأنهم الأقرب لتطبيق الدين والشرع الذي- في جوهره- أكرم المرأة أكثر مما يروّج له أصحاب اللّحي وعباءات الزيف و الحقد والكراهية، هم لم يكونوا أبدا كما يدّعون: حراس الفضيلة وإنما ذئاب تعيث في الأرض فسادا، لم يكن الوطن أما تحن على أولادها ولم تكن الثورة عادلة ولم يكن الدين هو النجاة من النار..
"مريم" هي الأرض التي سُرقت والشجرة التي قُطعت، هي المرأة التي وُئدت أحلامها هي كل نونٍ مؤنثة فقدت شرعيتها بممارسة حياة من حقها.
حواء لم تكن نبية لكنها الأرض التي أنبتت سنابل الأنبياء والمرسلين وبذرت قمحها في بقاع الأرض برياح الحب وأمطار الحنين.
في رواية "سيدة المقام" لم يكن الوطن كما نشتهي ولم يكن حراس الوطن كما ظنناهم ولم يعد حراس النوايا كما عهدناهم صالحين وأتقياء بل أصبحوا شعب الله المختار وكل من تخلف عنهم في جهنم وقودها وحجارتها ولهم فيها المستقر وسوء الختام.
لم تعد المدينة كما عايشناها سابقا فقد تحولت ظلالها إلى أشباح تعصف بأزقتها وشوارعها وعماراتها ومسارحها تحولت شواطئها إلى مقابر جماعية لبوارق كانت تنير للعشاق شواطئ الحب وتداعب بأشرعتها نوارس البحر.
لم يكن الرقص بهذه الرواية عابرا بل كان توحدا مع الذات في سماء الحرية مع الأحلام المسروقة ممزوجا بموسيقى " لرمسكي كورساكوف شهرزاد" وجنون "تشايكوفسكي"، لا فلسفة ولا كتابة ولا قصائد تُجاري جنون امرأة تراقص الموت على خشبة المسرح بفتنة بربرية، بإصرار وتحدّي لا سابق له إلا في حكايا ألف ليلة وليلة وقصص الخيال.
الحنين إلى الطفولة كان حنينا للمدينة القديمة قبل أن تصبح شبحا للموت والفوضى قبل أن يتحول البحر إلى قفر مهجور لا يزوره إلا من سرقت أحلامهم وقتل الوطن انسانيتهم
تحول الزواج إلى محنة اغتصاب ومحاولة لإغتيال الجمال أصبح حالة من حالات الإفلاس المبطن والهزائم المتتالية لكلا الجنسين، كانت الفتيات تظنه حبل نجاة من واقع وئد أحلامهن لكنه تحول إلى حبل مشنقة في سجون مؤبدة، وقد ظنه الشباب انتصارا لكنه في الحقيقة وسيلة للملذات واثبات للوجود والرجولة بعيدا عن هزائمهم في تحقيق احلامهم والدفاع عن الوطن في ثوراتهم الخاسرة.
وفي نهاية المطاف نجد ذاك العاشق، الرجل الصغير البدوي الذي ودع "شهرزاد الحكايا" عند حدود اغفاءات الموت ومدارات الحقيقة، الذي وجد نفسه يواجهها وجها لوجه دون رحمة بعد أن فقد أمه الرؤوم ووطنه المسروق وعشيقته مريم وهويته في الوجود وقذف بنفسه من على جسر الموت ليكون أحد شهداء الحب الذين فقدوا أوطانهم.
مريم يا شهد النحل وياسمين القرى البعيدة
مريم يا شجرة الأحزان والألوان
نقرأ على روحك النقية وأحلامك البريئة الموؤودة بحجة الدين والتقاليد السلام..
وسام أبو حلتم
كاتبة أردنية
رواية سيدة المقام للروائي "واسيني الأعرج" هي كشف عن كمّ هائل من الألم الذي سَكن سطور الرواية بعدما فاض من جسد وروح "مريم".
"مريم"؛ شهرزاد الحكايا، تحدّت الموت الذي استباح رأسها وهي تحاول إنقاذ حياة روح أخرى لا تربطها بها إلا الإنسانية..
لم أستطع توقّع الخطوات التالية للرواية عجزت عن تخطي بعض السطور المؤلمة التي احتكر فيها حرّاس النوايا حق منح المرأة الحياة كإنسانة رغم ادعاءاتهم بأنهم الأقرب لتطبيق الدين والشرع الذي- في جوهره- أكرم المرأة أكثر مما يروّج له أصحاب اللّحي وعباءات الزيف و الحقد والكراهية، هم لم يكونوا أبدا كما يدّعون: حراس الفضيلة وإنما ذئاب تعيث في الأرض فسادا، لم يكن الوطن أما تحن على أولادها ولم تكن الثورة عادلة ولم يكن الدين هو النجاة من النار..
"مريم" هي الأرض التي سُرقت والشجرة التي قُطعت، هي المرأة التي وُئدت أحلامها هي كل نونٍ مؤنثة فقدت شرعيتها بممارسة حياة من حقها.
حواء لم تكن نبية لكنها الأرض التي أنبتت سنابل الأنبياء والمرسلين وبذرت قمحها في بقاع الأرض برياح الحب وأمطار الحنين.
في رواية "سيدة المقام" لم يكن الوطن كما نشتهي ولم يكن حراس الوطن كما ظنناهم ولم يعد حراس النوايا كما عهدناهم صالحين وأتقياء بل أصبحوا شعب الله المختار وكل من تخلف عنهم في جهنم وقودها وحجارتها ولهم فيها المستقر وسوء الختام.
لم تعد المدينة كما عايشناها سابقا فقد تحولت ظلالها إلى أشباح تعصف بأزقتها وشوارعها وعماراتها ومسارحها تحولت شواطئها إلى مقابر جماعية لبوارق كانت تنير للعشاق شواطئ الحب وتداعب بأشرعتها نوارس البحر.
لم يكن الرقص بهذه الرواية عابرا بل كان توحدا مع الذات في سماء الحرية مع الأحلام المسروقة ممزوجا بموسيقى " لرمسكي كورساكوف شهرزاد" وجنون "تشايكوفسكي"، لا فلسفة ولا كتابة ولا قصائد تُجاري جنون امرأة تراقص الموت على خشبة المسرح بفتنة بربرية، بإصرار وتحدّي لا سابق له إلا في حكايا ألف ليلة وليلة وقصص الخيال.
الحنين إلى الطفولة كان حنينا للمدينة القديمة قبل أن تصبح شبحا للموت والفوضى قبل أن يتحول البحر إلى قفر مهجور لا يزوره إلا من سرقت أحلامهم وقتل الوطن انسانيتهم
تحول الزواج إلى محنة اغتصاب ومحاولة لإغتيال الجمال أصبح حالة من حالات الإفلاس المبطن والهزائم المتتالية لكلا الجنسين، كانت الفتيات تظنه حبل نجاة من واقع وئد أحلامهن لكنه تحول إلى حبل مشنقة في سجون مؤبدة، وقد ظنه الشباب انتصارا لكنه في الحقيقة وسيلة للملذات واثبات للوجود والرجولة بعيدا عن هزائمهم في تحقيق احلامهم والدفاع عن الوطن في ثوراتهم الخاسرة.
وفي نهاية المطاف نجد ذاك العاشق، الرجل الصغير البدوي الذي ودع "شهرزاد الحكايا" عند حدود اغفاءات الموت ومدارات الحقيقة، الذي وجد نفسه يواجهها وجها لوجه دون رحمة بعد أن فقد أمه الرؤوم ووطنه المسروق وعشيقته مريم وهويته في الوجود وقذف بنفسه من على جسر الموت ليكون أحد شهداء الحب الذين فقدوا أوطانهم.
مريم يا شهد النحل وياسمين القرى البعيدة
مريم يا شجرة الأحزان والألوان
نقرأ على روحك النقية وأحلامك البريئة الموؤودة بحجة الدين والتقاليد السلام..
وسام أبو حلتم
كاتبة أردنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق