اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

حب لا ينتهي ...*مريم حوامدة

⏪⏬
طالما بكت وشعرت بالندم بعد كل حادث بينهما، لكنها سرعان ما تبتسم وتتناسى الألم عندما يبدأ هو بالضحك،

كانت الساحة الفسيحة المقابلة للبيت هي المكان الوحيد الذي يحق لهما أن يلعبا فيه، كانا يبنيان فيه مدينة ثم يهدمونها، يشيدون بيوتا
من الحجارة، ثم يرسمون الحدود ويشقون المنابع و يبنون الطرق والأرصفة و المعابر باستعمال الحجارة الصغيرة وحبات الحصى، كان أهلهم يفرحون أنهما لا يخالطان أبناء الجيران، كانت بينهما صداقة تثير حفيظة الآخرين، و كلما وقعت أعينهم على البيوت الصغيرة ردموها بأقدامهم، و القوا الحجارة عليهم، ليهربوا تاركين البيوت واحلامهم الصغيرة مدمرة.
يكبرها بثلاثة أعوام، رقيق الملامح، ذو بشرة ناصعة البياض، شعر قصير مُجَعَّد وعينان زرقاوان، وهي سمراء البشرة، شعرها أسود طويل منسدل، لا يبدو بينهما في الظاهر تناسب، لكن حبها له وارتباطها الروحي به، جعلاها لا تستطيع أن تفارقه.
اتخذت منه رفيقاً وحارساً شخصياً في طريق المدرسة ذهاباً وإياباً، تنتظره ساعات تحت لهيب الشمس الحارقة، و تحت رحمة المطر الغزير حتى تنتهي الحصص الدراسية ويعودا معاً لتسرد له الحكايا.
يشاكسها و تشاكسه، ويضحكان ملأ أفواههما في الطرقات، كانت تشفق لحاله من حرارة الشمس التي تصبغ وجهه وتدمي بشرته ، وكثيراً ما اختبأت من عيون المارة خلف شجيرات الطريق وخلعت زيها المدرسي لتغطي رأسه من وهج الشمس، رِقته افقدته الشجاعة وسرعة البديهة، بينما هي تفوقه ذكاءً ودهاءً ،وحين كان التلاميذ يسرقون اقلامه ويمزقون أغراضه، تقوم بإعارته القرطاسية خوفاً عليه من غضب والدته وتوبيخ والده .
إنها نهاية الربيع من العام 1972
الاسلاك الشائكة، كانت بمثابة سياج للحديقة المزروعة في حقل القمح الكبير، وكانت الزروع ناضجة مرتفعه وكثيفة، طالما أغرته لاقتراف المصائب.
اقترحت على أحمد أن نختبئ في وسط الزروع، وعندما نسمع ضجيج العربات القادمة، نرشقها بالحصى و نهرب ونختفي بين الزروع ، وَكلّتُ نفسي بمراقبة الطريق بينما هو بقي مختبئاً، وعندما اشرت له، رفع رأسه قليلاً ورشق السيارة واختبأنا بسرعة البرق، توقف السائق بعد مسافة قصيرة وعاد باتجاهنا فلم يجدنا، اقترب من البيت يزمجر ويصرخ، خرج والدي، رحب بالسائق، ولكن غَضب الرجل كان المسيطر على الموقف، اشتكانا له، وَهَْدّد والدي بضرورة اصلاح الزجاج المكسور، في هذه الأثناء، كان أحمد يتوسل إليّ أن لا اشي به واستحلفني، حاولت نفي التهمة، ولكن لا سبيل الى ذلك، لان المنطقة خالية سوى من بيتنا في تلك الحقول، أخفقت وتراجعت عند أول صفعة من والدي، واعترفت بأن أحمد هو من قام برشق السيارة، فما كان من والدي إلا أن أخذ حزاما من الجلد المتين، وانهال على قدميْ احمد حتى جرت الدماء في ركبتيه، شاهدت المنظر فذرفت الدموع حزناً عليه، اقتربت منه اواسيه واقدم اعتذاري، ولكنه لم ينطق بأي حرف، بل اكتفى بالنظر إليّ وعيونه دامعة صامتة، مما زاد في ألمي ووجع قلبي ، حينها تأكدت انه سيغضب طويلاً مني ولن يرافقني في الصباح للمدرسة، بت ليلتي مرهقة حزينة لما حدث لشقيقي ورفيقي المقرب، وفي الصباح، لم أجرؤ على محادثته، بل انتظرت قليلاً امام البيت على أمل ان يخرج ونذهب سوياً ككل يوم، ولحسن الحظ حضر أحمد ومشيناً سوياً، لكنه رفض أن اعتذر مرة اخرى، صمته زاد من حزني و أسفي.
عدنا للبيت يومها، تناولنا الطعام، راجعت دروسي وأحمد مستغرق في النوم، أيقظته مسرعة بأن لدي هدية له وهي فكرة جديدة للعب، حيث يوجد جُرف كبير بين البيت والجبل، هذا الجرف خصص مَكبّا للسيارات والحافلات القديمة، تستخدمه بلدية المدينة تحتفظ بهذه الاكوام من السيارات في باطن الجبل لحين صهرها و إعادة تدوير المعادن فيها.
ذهبنا للجرف، وقمنا باقتلاع الجزء الأمامي لإحدى السيارات القديمة مثلث الشكل حاد الزوايا يشبه مقدمة قارب صغير بشكله وحجمه ، وقمنا بربطه في حبل سميك وسحبناه إلى أعلى قمة الجبل وقلبناه للاتجاه الأملس المطلي، حتى نجلس في التجويف، ولكي تسهل حركته وينزلق من قمة الجبل إلى اسفل المنحدر،
جلست أنا في منتصف المقدمة وأحمد واقف يضع قدما و يستعمل الاخرى لدفع المقدمة، ومن ثم يقفز بجانبي وننزلق من ارتفاع الجبل لأخفض نقطة ونحن نصفق ونغني ليستقر بنا القارب، وفي كل مرة ينقلب الهيكل الحديدي الضخم على رؤوسنا، يهشمنا ويدمي أجسادنا بالجروح.
كان البكاء والصراخ يملأ الوادي، ولا مغيث لنا سوى الصدى يتردد في الجبال، وفي كل مرة كنت اقسم له أنني لن أعود لفعلتي هذه، ولكني سرعان ما أبتسم عندما يهدأ أحمد ويبدأ في الضحك ويقول لي: "هيا، سنعيد المحاولة مرة أخرى"، فأبتسم وأكرر: "هيا يا أحمد، لنفعلها ثانية...

*مريم حوامدة

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...