اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

ضربة مقص ــ قصة قصيرة ..**عبده حقي

أنواع ضربات المقص شتى ، وهي تلتقي في مشترك واحد : أنها أشد ألما في بعدها
الرمزي العنيف أكثر من بعدها الواقعي لكونها تأتي قاطعة في حدتها النفسية وفاصلة بين زمنين إن لم يكن بين هويتين في كثير من الأحايين.
لن أحدثكم في هذه القصة عن ضربة مقص الرقيب في مخيال الإعلام والسينما العربيتين ، ولا عن ضربة المقص الأنطلوجية للاعب المغربي يوسف حجي في شباك الفراعنة في كأس إفريقيا للأمم سنة 1998 ولا عن ضربة مقص خياط متهور في قفطان
عروس ليلة الدخلة ولا عن استحالة ضربة مقص رئيس الحكومة المغربية لتدشين مقر لبيت الشعر في جزر القمر .. إلخ
سأحدثكم في قصتي هاته عن ضربة مقص طائر.. ضربة واحدة في العمر وفاصلة بين مرحلتين ... لذا أرجوكم قبل كل شيء أقفلوا صفحات الفيسبوك لبرهة واقرأوا هذه القصة الواقعية بإمعان وتأمل شديدين لكن من دون عمليات إحماء لتأويلات مغرضة.. ولكم واسع النظر وحرية التعاليق ...
بداية .. كأن المكيدة كانت مدبرة ومبيتة في ذهن السيدة (فاء) وربما في أذهان جارات أخريات في العائلة وفي الدرب .
كانت قضية إختطاف آدم أشبه بسباق سري ومحموم بين الجارات من أجل الظفر بالأجر الأبدي وبالسبق التاريخي إلى توثيق لحظة فارقة بضربة مقص ــ على غفلة ــ من أجل أن يتخلص آدم من القيمة المضافة ومن أجل أن تنز قطرات الدم بين فخذيه وهو في غمرة المصيدة باحثا عن طائر ما في حانوت حلاق من أجل أن يكون رجلا وكامل الرجولة في غزواته السفلية في المستقبل ...
مرت سنتان من عمره .. كانت دهشة إكتشاف زواياه ونتوءاته الصغيرة تستبد به في زوبعة تساؤلات غير محدودة وهو إما في الحمام أو مستمتعا بجلسته على طست التغوط الصغير أو وهو يحبو على مربعات الزليج البارد ماشيا في تعثره البدائي ، مسندا تارة يديه على الحائط وتارة مقتفيا حافة السرير الذي أتى به إلى نكبة الحياة وإلى دراما هذا العالم ..
أحيانا يسقط فيبكي بحرارة حتى من دون أن يشعر بألم شديد .. مجرد فشوش وتدلل زائد وكفى ، لأنه آدم الوحيد في جنة هذا البيت .. يبكي أيضا لأنه لم يملك بعد أبجدية للإحتجاج ولا يفهم كيف يستبق سقوطا ليست قدماه مسؤولتان عنه بكل تأكيد .
لم يكن يعلم آدم بالقيمة المضافة لذلك الحلزون المنكمش في ثنية ما من جسمه .. لغزه الأزلي والوجودي .. إنه يدعكه تارة في سهو أو يلهو به أحيانا مثلما يلهو بحلمة لهاية البلاستيك الرخوة بين أصابعه .. لكن أن يصير حلزونه قضية كبرى في حديث وثرثرات النساء ووقفات الجارات هنا وهناك من دون الرجال المعنيين أساسا بهذا الحلزون ، فهذا هو مالم يدر بخلد آدم بالمرة ...
ذات صباح وعلى حين غرة نزلت يد امرأة من السماء لتختطفه في لمحة البرق ثم تلقي به بخفة ودربة على ظهرها العريض .. ظهرها أوسع كثيرا من ظهر أمه الضيق والضامر .. ظهر هذه السيدة مثل جفنة 'كارو' .. قادر على حمل حتى أربع توائم دفعة واحدة وفي وضع مريح ..
فجأة كبلته بخرقة الحمالة البيضاء وطوقت جسمه الصغير بأنشوطتين قويتين بإحكام ثم قادته المركبة الآدمية إلى وجهة غير معلومة ...
لم يكن آدم يدر ما داعي إختطافه القسري ونقله على وجه السرعة في ذلك الصباح من يوم جمعة على متن ظهر إمرأة غريبة .. كان كل شغله في تلك اللحظة المارقة أن يفنى وينغمس عميقا في لذة إمتصاص حلوة (كوجاك) الحمراء وتلمض رأسها الزجاجي الأملس الناعم .. تلمض بطييييئ وطويييييل مشفوع بصوت إنتزاع رأس كوجاك من بين شفتيه المزمومتين بقوة مثل صوت إنعتاق أصبع السبابة من عنق زجاجة المونادا (باااااااق) .
رفعت المرأة الستار الشفيف ودلفت إلى حانوت ضيق .. كان الحلاق برفقة زبنائه الكثر العاطلين ، عائمون في غيمة دخان الكيف وسجائر 'فافوريت' الرخيصة وتيه الثرثرات .
فكت السيدة (فاء) الحمالة عن ظهرها وأجلست آدم على الكرسي الواطئ .. لم يكن يرتدي سروالا أو تبانا أو بالأحرى لقد جردته في الطريق من ملابسه العلنية والسرية حتى تكون ضربة المقص خاطفة في رمشة عين من دون تضييع الوقت في التفتيش عن مخبأ حلزونه بين الملابس الداخلية...
كانت الكوجاك ماتزال في فمه بلذتها النافذة ولعابها الأحمرالمعسول .. وسع الحلاق ما بين فخذيه وشرع يداعب برفق حلزونه المنكمش في لحظة تربص وترويض وتسخين .. ثم تحسس منطقة القص بثبات ذلك الحد المعلوم للقطع مع مرحلة بائدة ودخول آدم في مرحلة الرجولة الكاملة .
قال له الحلاق وهو يبتسم بخبث : أنظر إلى الطائر هناك في السقف ...
رفع آدم رأسه بكل فطرة وتلقائية ...
ـــ طاق
قضي الأمر.. وسقط رأس الكوجاك بغتة بعد أن إنفرجت شفتاه الرقيقتان عن صرخة مدوية ..
ـــ وااااااااااع .. وااااااااااع .. وااااااااااع ..
طفق الدم ينز وينز
نفحت المرأة الحلاق بضعة ريالات .. لملمت آدم في خرقة الحمالة البيضاء وألقت به ثانية على متن ظهرها العريض ثم أطلقت ساقيها للريح مثل سيارة إسعاف لا تلوي على شيء وسارت توا إلى بيت والديه وهي مغتبطة وحامدة الله على نيلها أجر ضربة المقص في الدنيا والآخرة من دون إخبارهما.

أما آدم فمازال يبحث عن مصير قيمته المضافة وضياع مصاصة كوجاك إلى الأبد .

*عبده حقي

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...