
يُصدر علي الخريجي روايته هذه بعد مجموعتين قصصيتين قصيرتين علاوة على كونه يتعاطى الشعر.
و يصبح السؤال : هل يبحث علي الخريجي عن ترسيخ هويته السردية أم هويته الأدبية بعامة، فيختلف في كتابته السردية الثالثة عن كتابته السردية الأولى والثانية تماما كما تبحث الرواية دوما
على ترسيخ هويتها الأجناسية بين أجناس السرد التي تشهد
حركية مثيرة للانتباه وخاصة بدخول القصة القصيرة جدا والكتابات الشذرية حلبة الابداع والفنية؟
بني علي الخريجي نصه على طبقات وهو بذلك يثبت قدرته على هندسة الحكايات فيجعلها تماما كما لعبة الدمى الروسية حيث تخفي الحكاية الكبرى حكايات أصغر فأصغر، منها المعلن ومنها المبثوث بين سطور الحكايات.
و من هنا يمكن القول أن رواية خمس عشرة جدة وحفيد واحد هي رواية تجمع بين بناء سردي جديد وهو توجه للرواية ما بعد الحداثية التي تتسم بثرائها المضموني وتشعّب طرائق الحكي وبين كلاسيكية الرواية التاريخية.
و علاوة على تعليب الحكاية أو بمصطلح نقدي صرف الميتاسرد حين يتداخل النص والنص الموازي، فإن الكاتب يمارس لعبة الانتقال من السارد الرئيس إلى السارد الفرع في لعبة متحركة متشعبة رسمها طباعة باختلاف تصميم الخط، فهو غليظ عندما يستلم السارد الأصغر التعليق وهو متوسط عندما يقوم حفيظ العيفة بسرد حكاياته رغم أنه يلتبس الأمر احيانا على القارئ: أيهما الأكبر وأيهما الأصغر، أيهما الرئيس وأيهما الفرع رغم اختلاف المساحة الممنوحة لكل منهما ورغم كون السارد علي بن حفيظ العيفة هو ابن السارد حفيظ العيفة. ومن هنا يمكن القول بأن علي الخريجي يجترح في الرواية طريقا مازال محفوفا بالغموض في الرواية العربية
يتبع
* فتحية دبش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق