اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

تَحلِيقٌ آخَر ــ قصة قصيرة ...** محمد أبوالدهب ـ مصر

كان يحلّق فى فضاء شُهرته المستقبليّة المكتسحة، بعد لقائه بالمُخرج السينمائىّ، حين أعادته نغمةُ رسالةٍ على تليفونه الذى قلّما يَسمع له صوتا، برغم أن رقمه بحوزة عدد هائل من البشر، السينمائيون منهم على الأخص، ويشمل ذلك بوّابين لعماراتٍ يقطنها مخرجون ومنتجون وممثلون. لاتأتيه رسائل إلا من شركة المحمول، تحمل وعداً أو وعيداً. يحذفها بشكل تلقائىّ تكرّر آلاف المرّات. دخل على البريد الوارد، وقبل أن يختار (حذْف) لمح رقماً أطول من المعتاد. تراجع وفتح الرسالة: (كل سنة وانت طيّب وعقبال 100 سنة)... الرقم مجهول. من الصعب توقّع المرسِل. لم يعد لديه من يفعل لأجله أشياء كهذه. مَن البائس الذى يهتم بيوم مولده ويحرص على بثّه هذا الاهتمام؟ .. لم يكن ذلك شاغله الأكبر على أى حال، على الأقلّ فى تلك اللحظة. انتقل إلى عمليّة حسابيّةٍ سريعة، خاليةٍ من أى تعقيد، انتهتْ به إلى أنّ عامه الخمسين قد تنحّى ليأخذ الواحد والخمسون مكانه، فنسى الرسالة والمرسِل والمناسبة. يعنى هذا - نزولاً على رأى أحد أصدقائه القدامى - أنه ذاهبٌ إلى الستّين، إلى الإحالة للمعاش من وظيفته الحكوميّة المسالمة، إلى الانضمام الذليل لقائمة الانتظار، حيث تُختزل الأمنيات فى الموت دون ألم، ودون طلب المساعدة.

هو تمكّن اليوم - أخيراً - من لقاء المخرج العائد من أمريكا لدقائق، كجائزةٍ كبرى مقابل انتظاره لساعات. كان ذلك داعى تحليقه فى وُعود المستقبل، الذى اختفى من الوجود فجأةً بعد العمليّة الحسابية البسيطة. الرجل لم يقل سوى: (هشوف لك حاجة معايا) .. كم مرةً سمعها طوال ثلاثين عاماً؟ - هل هى ثلاثون عاماً حقا؟ لم يَسأل ولم يُسأل عن عمره خلالها مرة!- ومع أن شيئاً لم يحدث أبداً، كان - فقط - يترقّب الآتى، ولا يسمح للاحباط بفتح حساباتٍ ورائيّة معقّدة، كما بدأ يقترف الآن. لم يكن يطمح إلا فى دورٍ صغير، تكون له أبعاد نفسيّة شائكة ومتشابكة، والباقى عليه: سيُجبِر الجمهورَ على نسيان كل أبطال الفيلم والتعلّق بوجهه وحده! .. اللعنة على صاحب رسالة عيد الميلاد المشئوم!

لماذا يقولها المخرجون دائماً - "حاجة معايا" - كما لو أنهم يتجاوبون مع متسوّل عابر، شاحنين نبرات أصواتهم بغرورِ تواضعِ الشهرة .. الشهرة التى لن يعرفها هذا المتسوّل أبدا، ولو على جثثهم!.. كيف لم ينتبه لهذا من قبل؟ .. وليكتمل المشهد، الذى سيبقى ناقصاً، كان يتحتّم أن يضع المخرج يده فى جيبه، ويناوله ورقة بعشرين جنيهاً، تكفى مواصلات عودته إلى البيت محمّلاً بخيبات تحليقه فى سماوات الأمجاد.. تحليقه الذى لم يصمد طويلاً أمام محتوى رسالةٍ طائشة!

تذكّر الآن أن المخرج كان يصغره بعشرين عاماً على الأقل، يصلح ولداً بِكريّاً له لو كان تزوّج مبكّراً، لكنه تقوقع فى مواجهته وانكمش وتزلّف كطفلٍ مذعور، يتحاشى ارتكاب جُرْمٍ صغير يحرمه من أن يحقق الكبير رغبته، لأنه - المخرج - يظلّ هو الأب دوماً مهما كان عدد سنوات وجوده، إن لم يكن على الأجدر إله أمثاله، يوزّع عليهم أرزاق الشهرة التى تشيخ قبل أن تولد!

تذكّر أيضا أنه سمع: (هشوف لكم حاجة معايا).. نعم كان الإله يخاطب، كما يليق به، بصيغة الجمع.. أُدخل إلى حضرته بين مجموعة من المتوسّلين، كان هو آخرهم، وكان أكبرهم سنّاً.. لم يجتمع مع المخرج اليوم - ولا أى مخرج قبله - على انفراد.. بل تذكّر أنه لم ينظر إليه - ولا أى مخرج قبله - مرةً ولو نظرة غير مقصودة، وهو يلقى جُملته التى فضّ بها اللّمّة المزعجة من حوله........ سقط على الكنبة الوحيدة بشقته الصغيرة، فى وضعٍ جنينىّ مُتقَن، وغاب فى نوبة بكاءٍ تناسب خمسين عاماً من الخديعة.

أفاق من غيبوبته، وعلى وجهه ابتسامة جديدة، هو نفسه لم يكن يتوقّعها. بدا كمن ابتُعثتْ فيه روح أخرى، مرتاحة، لا تقترن بِصلةٍ مع هذا الجسد المهدود المُثقَل بمئاتٍ من المشاوير الغَرِيرَة. كان يفكّر بأنه ليس موظّفاً تافهاً بأى حال، وأنه سيرتقى هذا العام ليصير مدير إدارة.. وكان يفكّر بأنه قادر على معاودة التحليق، فى سماوات بديلة فسيحة، فقط لو اتصل بهذا الرقم المجهول، ليعطيه مساحةً من مستقبله المستعاد.

*محمد أبوالدهب


ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...