اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب في احتفالية نو

القرية الخربة وحرية الرأي_ قصة قصيرة || الاطرش بن قابل

كان الغروب قبل آوانه بقليل، ربما كان للشمس أمورا أخرى تفعلها، وعلى وقع الغسق احمرت عين الحاكم اليمنى كما احمر الأفق البعيد عند جبال الروم، أما عينه اليسرى فقد كانت متوهجة بالسرور، أتى مزاحما الظلام في موكب أوله القرية وآخره زوبعة من غبار، وفي باحة القرية الخربة، أطلق الحاكم كلابه على الرجل ذي السبعين سنة وشهران وليلة الذي كان خاطبا في الناس، أن ينتفضوا ضد الحاكم المستبد لاحتكاره الحَب والماء على حد قوله، أما الحُب، كما صادف أن قرأ الحب بضم الحاء، فكان وافرا للجميع بعد أن هجر القرية شبابها، غير أن الجميع استنفروا من عواقبه الوخيمة إلا بواقي رجال
من كهول أو شيوخ لا يرجى نسلهم، فالحُب كما تعرفه القرية الخربة قبل هذا التاريخ، قد ينمي في العقول فكرة الزواج وربما بناء أسرة وتنشئة أولاد، سرعان ما يكبرون ويصابون بداء الملل كسابقيهم.
كانت فكرة الزواج في ظل الظروف الراهنة وقلّة الماء ضربا من الجنون، الجمع لم يُعر للشيخ أي اهتمام فقد كانوا يرون في الخروج عن الحاكم اعتبارات أخرى، فالحاكم هو الأب لهم بحكم سِنه، غير أن كلام خطيبهم كان صفيفا منمقا محافا بالبراهين.
كان للحاكم ستة وسبعون كلبا وكلبتان، وعشرون جروا من دم مُحَوكم، في سلالة الكلاب، كانت بنية اللون ذات أنياب قوية تظهر على جوانب أحناكها، وكان يتسايل لعابها من تخمة الماء، في حين كانت بعض الكلاب تهرول وراء الشيخ كانت الأخرى الأكبر سنا تحت أقدام الحاكم تنعق حذاءه، فقد كرهت من أكل لحوم البشر المالحة والتي قد تكون سببا في ارتفاع ضغطهم، أما الناس فأبهرهم الموكب دون مشهد الشيخ وهو يجري فارا من الكلاب المسعورة، ولم يؤلمهم ما سيؤول إليه مصيره بقدر ما ألامهم غّلهم على الحاكم فوق جواد من نسل العمالقة.
في اقتراب الكلاب من الشيخ في حدود القرية، وثب وثبة لم يعرف له عنوان بعدها، بعض الناس بعد سنين ذكروا أنه سقط في حدود تاج محل بالهند ولم يخلف سقوطه أية خسائر تذكر، لكن البعض الآخر قال أنه لم يحط بعد هذه الوثبة أبدا، الكل كان مستغرب من هذه النطة التي أنستهم جلبة موكب الحاكم، وكثرت الأقاويل حتى أنستهم هذه الحادثة العرضية حاجتهم للماء والزرع، واقترح بعض أعيان القرية أن يبنوا له نصبا لولا قلة الماء إذ كيف للحاكم أن يمنحهم الماء للبناء والسقف والتبليط، فارتأوا أن يقيموا له قبرا يسموه قبر الشيخ النطاط تخليدا لذكراه وجعله مزارا للناس يتبركون بتفاهة أحلامهم، والقبر على قول من تنبه للفكرة الذكية، لن يكلف إلا الجهد، فبعد الحفر العميق وضعوا له مرقدا كبيرا وغطوا أرضه بمفارش جميلة، تطوع السكان بها، ثم وضعوا بعض جذوع الشجر الذي جفت جذوره فوق القبر وبعض جريد النخل، وجعلوا لهذا القبر بابا بعد أن وضعوا عليه تلّة من التراب.
في ليلة تغيب فيها القمر، فحضرت كل حيلا الأرض علها تستقي بعض الماء، كان الابن الأكبر للجد المتوفى ينام في سقيفة البيت متجردا من ثيابه، فلدغته حية كبيرة بحجم التمساح كما اعتاد القول، في الحقيقة لم تكن إلا عقربا عطشا أراد أن يشرب من دمه، ثم تأفف وذهب عندما لامس الدم فمه ووجده كثير الملوحة على غير عادة البشر، فاستفاق وهو يتصبب عرقا والألم في مكان اللدغة والحمى تكاد تلتهمه، وسرعان ما نام لما عرف حقيقة الأمر.
عندما تبرج الليل بدامس من الظلام،أصبح الشيخ يهلوس بأشياء كثيرة لم تفهمها زوجته، ربما كانت بسبب العطش، فخرجت الزوجة تتستر بجدران القرية ، حتى وصلت الى كوخ العجوز، هزت الباب مخلخل المفاصل بيدها القوية ودخلت، فوجدت العجوز نائمة مفتوحة العينين، تلوح بيديها، أيقظتها بعد عناء كبير، وطلبت منها أن تأتي معها وتفسر لها ما يهذي به الشيخ، فهي عجوز فطنة، تعرف كل الأسرار، خرجا وبعد مضي برهة بجانب الشيخ كانت قد أعطتهم تفسير أحلامه، ومن جهلها بما يقول، ذكرت أن الشيخ النطاط كان يكلمه في المنام، ويطلب منه أن يكون حارسا على قبره حتى يعود، لم تهتم الزوجة لحياة زوجها، فقد عرف عدة لدغات، في عدة أماكن منذ تزوجت به، بل كانت الأفاعي والعقارب تخشى سُمه.
كان بعض السكان من الطبقة المثقفة إلى حد ما، يناورون فيما توصل إليه البقية من هدى، فقد تنبهوا لما قد يكون تدبيرا من الحاكم ليُلهي الناس عن مصائرهم، وبتفكير عقلاني فقد اتهموا الحاكم بترتيبه هذه الوثبة العملاقة، فكيف يكون لرجل أن تكون وثبته ألاف الأميال.
في الصباح استفاق الشيخ ذو الخمسة وثلاثون شتاءا والثلاثون خريفا، دون أن يتذكر شيئا عن اللدغة فذهب إلى باحة المنزل وتناول فطوره، حبات قمح مطحونة قليلا بعد أن كوّتها زوجته على النار تتوسطها بلورات قليلة من ملح الطعام تشققت من قلة الماء، كان يتناولها رويدارويدا، خوفا أن تمسك في عنقه فتقتله لقلّة الماء وأكبر لقمة كانت خمسة حبات على أكثر تقدير، فأنّبته الزوجة تأنيبا كبيرا على تسرعه في الأكل، وفي صدّد حديثها قالت أن لاشيء ينتظرك حتى تسرع، وهو على ذلك حتى قاربت الساعة منتصف النهار فطلبت الزوجة منه، أن لا يبتعد كي تعطيه بعض الحبات للغذاء.
شاع خبر رؤية الشيخ للشيخ النطاط في المنام في ربوع القرية، ورأى أهلها بعض بركاته في الشيخ ذو الخمسة وستون عاما وشهران، فهللوا له بالهدايا وكان من بين الهدايا صهريج ماء يجره بغلان هدية من الحاكم ومنذ ذلك الحين والقرية الخرفة تطلب بركاتها من الشيخ الذي أتاه الشيخ النطاط بالمنام وباركته العجوز، وأصبح لا ينقصه ماء ولا حب بل أصبح عشاؤه لحما وزبيبا، وخضرا طازجة من قصر الحاكم.
لم يرزق الجاكم بالولد فقد كان له مئة وستون بنتا، من أربعة نساء متكررات، فقد كانت مدة صلاحية المرأة خمس سنوات لتتغير بامرأة جديدة، تطلق الأقدم إن لم تمت نكدا، حتى وصلت عدد النساء خمسة وأربعون امرأة وكان له ابنة جميلة من نسل مبارك، وكانت معروفة بجودها حيث أنها لم تحب إلاّ رجلا واحدا في حياتها قد هجر في أول قافلة فقد عانى من وباء الملل، ورغم أن الحادثة مرّ عليها أكثر من عشرين سنة، وهي ابنة الخمسة والأربعين عاما الآن، إلاّ أنها لم تنسه إلى اليوم الذي جلب لها أبوها خبر زواجها من طفل الشيخ ذو الخمسة وستون عاما وأربعة أشهر، فقطعت كل علاقة بالحراس والسعاة والخبازين والمارين عبر القرية الذين كانوا يعانون من العزلة وكانت تدفئهم في سريرها المتوهج المتواضع بحنانها الفياض، في حين كان الزوج الموعود لم يقفل بعد الخمسة عشر عاما يندب حظه، ويتلفظ بشتى أنواع الشتائم حتى أنه في مرة تطاول على أبيه الذي كان يريد أن يرد جميل الحاكم واتهمه بالخيانة، بل بالكفر....

الاطرش بن قابل

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...