اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

رواية "بين جنتين" ..*للكاتب د.سرمد التايه .. حتى لا يحدث ذلك أبدا!

اثارت الرواية استمتاعنا وتفكيرنا حول مصيرنا الشخصي والوطني والقومي؛ بما اشتبكت به من موضوع يشكل تحديا للمجتمع العربي.
وذلك هو دور الرواية والادب والفن..
لعله الرواية دعوة نبيلة لنا لنخلّص أنفسنا، ومكاننا، وهذا الزمن والزمن القادم، تلك هي الرسالة، أما النبوءة، فصارت نبوءات متوالدة، متولدة من هذا التراب، فلا يخلص الحب بنفسه، بل بنا حين نريد!
تثير سردية الكاتب د. سرمد التايه عمق تفكيرنا وشعورنا، وزادت حركة أسئلتنا، بما يضمن جدية التفكير الإنساني بالذات والمجموع، فعبث هو خلاص الذات، إن لم يقترن بخلاص البلاد.
ليست صفة الأنانية فقط، بل هي تضييع الوقت، والجهد والأحلام.
هنا في ظل انشغال الذات بمشاعرها وهمومها، فلا انعزال لها عن محيطها؛ هي تلك الخيوط والخطوط، لا الحظوظ والصدف؛ فتقرير مصير الذات هو مصيرنا معا، في الوطن الواحد، وفي وطن العروبة، حيث تتقاطع طرق مصائرنا معا، فتصير المصائب كلا واحدا، وتصير الأفراح فرحا، في ظل المصير الذي نسعى إليه ويسعى إلينا.
سردية الفرد، والأسرة، في المجتمع، بما تؤثر وتؤسس ظروف الأوطان من مشاعر وأفكار سلبية علينا، حيث يصبح المجال مفتوحا لرية المشاعر والأفكار.
رواية مصير الإنسان العربي، الذي ينشد الخلاص والسلام؛ ليكتشف أخيرا بأنه لا خلاص حقيقي وسلام دائم، إلا بأن نقطفه معا. تلك هي شروط العروبة واستحقاتها.
هو أدب إنساني صاف، وطنيا، وقوميا، للمتنقل بين فلسطين والعراق طلبا لعشب الأمان والحب، وماء الاستقرار النفسي والاجتماعي، عبر رحلة الفرد.
لا خلاص للذات مهما كانت بريئة وطيبة النوايا؛ ففي ظل الحروب التي لا تستثني الأبرياء سيكونون عرضة لدخانها، وستتضاعف المأساة، حين نقع فريسة نزاعاتنا الشخصية والقبلية.
ما إن يهنأ الفلسطيني الذي اتخذ العراق سكنا، حتى يصاب البلد الشقيق بنكبة؛ كأن كتب على العربي، والفلسطيني بشكل خاص، بالاستمرار بدفع أثمان مجرد البقاء!
وما أصعبه من ثمن حين يكون طفلا بريئا، حيث تتضاعف الحسرة والمأساة.
بين انتفاضتين جديدتين وأولى سبقت، تنمو البذرة الفلسطينية المحتلطة بتراب العراق فتصيرة أسرة، يندمج الدم الفلسطيني والعراقي عبر الحب والزواج. يزور وطنه الأول فلسطين، فتتشظى الأحوال، فما أن تسقط العراق في مستنقع الحروب والاحتلال، حتى تتوالد النكبات، عبر اختلاق الطوائف، فيصير القتل على الاسم.
يصبح الفلسطيني معلقا بين مصيرين، لا هو قادر على الالتحام مجددا بأسرته هناك، ولا تلك الأسرة بقادر أن تصير هنا.
هنا وهناك، استطاع د. سرد تايه التعبير عن هذا التعلّق، أكان التعلق حبا، أو التعلق بين الأماكن بانتظار الخلاص.
نص روائي جميل مشوق، وأسلوب معبر عن تفاصيل المشاعر الذاتية وسط المشاعر الوطنية والقومية، حيث تتعانق وتتكامل معا، فيصير التعبير عن الحياة الجامعية وتنافس الطلبة، ومشاعرهم/ن الرومانسية معمقا للمشاعر الجمعية، والإنسانية في عمقها، فتصير توترات الطلبة لا شيء أمام المآسي التي يحتاج البشر تضامنهم معا حتى يعبروها.
بل إن اللغة لدى الكاتب، في تجربته الروائية الأولى، لغة إبداعية، تسرد بجماليتها وتفاعلاتها سردا آخر موازيا ومعمقا للسرد الروائي.

ولعل الكاتب-العالم، القادم للأدب من مجال العلم، جعل لغته مختبرا ذكيا، مانحا للغة دورها الإيحائي بدون تكلف، وربما هذا أحد أهم الإبداعات هنا.
كأن الرواية جاءت لتؤكد أيضا منظومة الخلاص الوطني والقومي، حيث يصير الخلاص الوطني لكل بلد عربي هو خلاص وطني فلسطيني.
أي أنه الخلاص الوطني هو خلاص قومي ويؤسس له؛ ويصبح الخلاص القومي خلاصا وطنيا، بل خلاصا فرديا.
وبهذا الخلاص الفعلي تصبح البلاد العربية كل بلد جنة، إنها جنة منشودة، بما تحتوي من غنى وخصوبة.
بهذا الوعي الفكري، انطلق الكاتب وانطلقت الرواية، التي بحثت عن شكلها الجمالي، فوجدت شكل الرواية، الذي يمنح فرصة التفكير.
لذلك، يمكن تلقي الرواية فلسطينيا وعراقيا وعربيا، حيث يجد العربي نفسه فيها، فكل وخصوصية التحدي؛ فحين يضيق المكان بأهله فجأة، بمبررات واهية، يصبح الجنون سيد الموقف، وتصير البلاد جهنما..
بين زمنين فلسطينيين، هما زمنا الفعل الثوري الشعبي، فعل الانتفاضتين، نمت البذرة الفلسطينية بشكل طبيعي في الوطن الثاني، يندمج الدم العربي: الفلسطيني والعراقي عبر الحب والزواج كرمز لما هو أبعد في العلاقة. وبين مكانين يعانيان من الحروب، يصير المكانان مكانا طاردا للعيش، فكل ونزاعه، لكن النزاع هنا مع الاحتلال، وهو أمر طبيعي كون الاحتلال نقيضا، لكن ما هو غير طبيعي هو أن يصير الأخ نقيضا للأخ، عبر الطائفية المقيتة، المؤسسة لاستمرار الضعف والتشظي.
وبذلك، فإننا أم روائي مسكون بالخلاص القومي، وجد في الرواية مجاله لطرح أفكاره، عبر جمالية اللغة، وجمالية العلاقات الاجتماعية والقومية.
ولعله من روائيين آخرين تناولوا موضوع التشظي، وما آل اليه من عنف واغتراب، في عدد من البلاد العربية، مما يعني أن الأدب دوما ينتصر للإنسانية، التي يسطو عليها المتنازعون جريا وراء المصالح.
لقد اندفع الكاتب من مشاعره، وفكره، قادته الأحداث حينا، وقادها حينا آخر، وصولا لتكرار التعلّق من جديد، عبر تركه لمصير الفلسطيني مفتوحا في النهاية.
هي إذن معا، ذواتنا كأفراد وجماعات ودول.

* المحرر
*متابعات ثقافية 

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...