اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

قراءة في نص ’’ خسوف ’’ للكاتبة أ . نهاد غدير ... د. سوزان اسماعيل

النص:
=====
خسوف
في لقائنا اليتيم.. أخبرني أنه يرى في نظارتي السوداء صورته تضيء فرحا.
مسد شعري المنسدل، مد يده، وأخذ كفي الراعشة.
انقبضت ملامح وجهه، انطوت على بعضها أصابعي، حين نزع النظارة، وشاهد بؤبؤ إحدى عيني الأبيض.

أ . نهاد غدير

القراءة:
======

العنوان:
خسوف: كاشف للنص والفكرة، ويعني ( اختفاء، ذهاب، احتجاب )

جسد النص:
=======
في لقائنا اليتيم: أنهى الكاتب النص من حيث لايدري، فقد تيقَّنْتُ أن كل مايأتي في سياق اللقاء لايهم طالما أنه أخبرنا بالنتيجة سلفا.. ومايليه هو شرح لهذا اللقاء اليتيم، لقاء تم وانتهى بخسوف، هنا أرى قتل لتجنيسها كقصة قصيرة جدا، القتل عمدا، لأنها وقعت بدءا بالعنوان والجملة الأولى، في سياق الخبر والحكاية ليس إلا.
( أخبرني أنه يرى في نظارتي السوداء صورته تضيء فرحا.
مسد شعري المنسدل، مد يده، وأخذ كفي الراعشة.) كلها جاءت في شرح مايجري أثناء اللقاء، جمل وصفية لحالة لقاء غرامي، فرح البطل باللقاء، قيامه بتمسيد شعرها، ومسك يدها الراعشة.
( انقبضت ملامح وجهه، انطوت على بعضها أصابعي، حين نزع النظارة، وشاهد بؤبؤ إحدى عيني الأبيض.)
كلها جمل تندرج بصنع القفلة، يعني كلها أفعال حدثت لخلق القفلة ( انقبضت، انطوت، نزع، شاهد). كلها خدمت حدثا واحدا هو اكتشافه وجود البياض بالعين، وردة فعلهما تجاه هذا الاكتشاف.
وقع النص بالخبرية والإسهاب بوصف المشهد.
لم يتسم بالاقتصاد والتكثيف والرمز والإضمار والحذف، والعمق، ولم يتصف بالثنائية التي هي أهم سمات الققج.
لذا أُسقطه من كونه قصة قصيرة جدا التي يجب و بناء على مقال للناقد د. زهير سعود: ( أن تكون كل كلمة من كلماتها رمز إشاري له دلالاته المتعددة، كما أن تكثيفها الشديد هو تكثيف مجازي له ظلال وألوان طيفية لا نهائية.. واستخدام التناص حيث يكفيه إشارة ليستدعي ذهن القارئ تفاصيل كثيرة قرأها أدبا أو شاهدها سينما من قبل. وفن كتابة القصة القصيرة جداً له طريقة مغايرة، حيث تتم عملية الإشراك المتعمد للمتلقي في صياغة الحدث وبناء الشخصية من خلال فراغات وانقطاعات السرد واعتماد دلالات علامات الترقيم كمعين في تشكيلات النصوص ومنبهات المتلقي لشد انتباهه وقد أصبح شريكاً في البناء النصّي وصناعته وهو التغريب المبتكر لهذا الجنس الأدبي الذي جعل عناصر الإبطاء والتطويل والقطع مرسومة في الخيال التأملي وقد أضيف لها عناصر جديدة ماتعة مثل الإضمار والتدوير والرمزية وغير ذلك. إضافة تختلف البنية الشكلية لفن القصة القصيرة جداً في استبدالها الإبطاء بالسرعة والتوتر والإطالة بالقصر المنظم، أما القطع فهي خاصية مناسبة أكثرت الإلحاح عليها وأنتجت فراغات التأمل لامتداد خط الحدث وإكمال رسم الشخصية، وذلك ما أنتج في هذا الجنس الأدبي الجديد إمتاعاً جديداً ناسب الواقع الثقافي المفترض المتجاوز معرفياً الأزمان القديمة، فاشتغال ذهن المتلقي في صناعة الحدث وفك شفراته تحقيق للمتعة المبتغاة من أي فن إنساني).
لذا فكتابتها من أصعب أنواع الكتابات، ومن خلال ماسبق نؤكد نفي النص كونه ققج.
لكني سأقرأه من جهة كونه حكاية أو أقصوصة:
إذا نفيت كون النص قصة قصيرة جدا ليس معناه بأنه ليس جميلا، فهناك الكثير من الأقصوصات والحكايات تأخذنا في رحلة سحرية.
حين قرأت النص لأول مرة أحببته، لقد وفق الكاتب بإظهار لقطة سينمائية رائعة ( مشهد عاطفي) .
لقاء يتيم عرفنا أن اللقاء باء بالفشل لكن التشويق كان بالفضول لمعرفة أسبابه.
كان فرِحا باللقاء ومسح على شعرها ومسك يدها كل هذا يصب في فكرة أنه متشوق للقائها ويكنُّ لها عاطفة ما مسبقا. وهي خجولة مرتبكة، ربما بسبب رهبة اللقاء بما تحمله له من عاطفة من جهة أو بماتخبئه له من جهة أخرى.
وأتت القفلة طويلة وصْفيّة صادمة. برفض الشاب عاهتها.
برع الكاتب بالقفلة بردة فعل الشاب تجاه اكتشافه بياض العين. لم تصدمنا نحن... لأن من البداية وضع النظارة السوداء في لقاء عاطفي ولأول مرة عرفنا أن هناك شيئا ما في عينيها. توقعت عمى أو أي شيء آخر تخفيه بالنظارة.

من الناحية الفنية:
توجد صور بيانية جميلة متقنة بالوصف والتعبير والإيحاء:
انعكاس صورته على النظارة، فلم يكن الكاتب مباشرا بوصف الفرح، لكن الإبداع هنا، بتصوير فرحه منعكسا على نظارتها السوداء.
انقبضت ملامحه تعبيرا عن الرفض. ارتعاش يدها تعبيرا عن القلق والتوتر.
طوي أصابعها، ( بلغة الجسد هي وسيلة دفاع ذاتية تلقائية تجاه رفض الآخر أو خوفا منه ) تعبيرا عن الضعف بسبب ردة فعل الحبيب.

نقرأ القصة من جديد:
خسوف حجب كل شيء، ذهب الحب والإعجاب... تجلى بلقاء عاطفي رُتِّب له، وجرنا الكاتب للتعاطف مع البطلة، لأن طبيعتنا البشرية تتعاطف مع الإنسان الضعيف تجاه حاجة ما، بالقراءة الأولى تحقق الأمر، لكن إذا قرأناه بعمق وإدراك الأبعاد الفلسفية والإنسانية المجردة نستنتج أن البطلة إما ساذجة أو جسورة مغامرة بتعريض نفسها لهذا الموقف الذي كانت بالغنى عنه، فاللقاء تم بناء على علاقة عاطفية مسبقة بإحدى وسائل التواصل، فكان روحيا لأنهما لم يلتقيان، وبما أنها تملك بياض عين، فكان الأحرى بها إخبار حبيبها بهذا لتجنيبهما ماجاء بالنص من قهر للشاب والفتاة، سيكون الوجع إن حصل الفراق حينها أقل إيلاما.
لانستطيع لوم الشاب فالحب وحدة متكاملة جسديا وروحيا، فهناك الكثير لايتقبلون وجود عاهة في حبيبتهم، وهذا لايدعونا لاتهامهم باللاإنسانية وفرض عليهم تقبل مالايرضون.

النتيجة:

النص من جنس الأقصوصة وهو يصف حالة اجتماعية إنسانية، وهو جميل وممتع.
تحياتي وكل التقدير للكاتبة أ . نهاد غدير.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...