
من أصل مغربي ولد ونشا فى مصر, و تولى مشيخة الأزهر فى
سنة 1246ه-1830م بعد الشيخ احمد الدمهوجى ,وظل فى منصبه إلى أن توفى سنة 1835م وهو الشيخ السادس عشر من شيوخ الجامع الأزهر .
نشأ الشيخ العطار في ظل والده الشيخ محمد كتن ،الذى كان يعمل عطارا وكان يساعد والده في بعض شئون عطارته ،ولشدة ذكائه كان يميل إلى التعلم وتأخذه الغيرة عند رؤية أترابه يترددون إلى الكتاتيب ،فكان يتردد إلى الجامع الأزهر خفية عن أبيه حتى حفظ القران في مدة يسيرة فلما اطلع أبوه على ذلك سر به وتركه وشانه وساعده عل طلب العلم .
تعلم الشيخ العطار على كبار المشايخ كان من أبرزهم: الشيخ محمد الصبان ،والشيخ احمد بن يونس , والشيخ عبد الرحمن المغربي ,والشيخ احمد السجاعي ,والشيخ احمد العروسى ,والشيخ عبد الله الشرقاوى , والشيخ محمد الشنوانى , والشيخ عبد الله سويدان وغير هؤلاء من السادة الشافعية واما من السادة المالكية :فالشيخ محمد الأمير والشيخ محمد عرفه الدسوقي والشيخ احمد برغوث, والشيخ البيلى وغيرهم.
ومما يحسب للشيخ انه لم يقف عند علم مشايخ الأزهر بل امتد إلى ابعد من ذلك حيث لم يترك موردا متاحا إلا ورده ويؤكد ذلك قوله "وقد يسر الله لى حين سياحتي فى الديار الرومية والشامية والحجازية ,فرأيت جهابذة فضلاء وأساتذة نبلاء ...أخذت عنهم بعضا من العلوم"
فعند ما احتل الفرنسيون مصر ذكر العطار في مقدمة حاشيته على شرح الازهرية في علم النحو انه خرج " فارا من مصر الى البلاد الرومية مستصحبا … بعض كتبي فاقمت بالبلاد الرومية مدة طويلة ثم توجهت الى دمشق الشام فصادف دخولي فيها زوال يوم الجمعة الثاني من شهر ربيع الاول سنة خمس وعشرين ومائتين والف"
خرج من مصر فارا إلى بلاد الروم او ما يسمى بتركية اوربا سنة 1217ه-1802م امام زحف الفرنسيين الكفرة على حد قول العطار ،ولعل الحوادث التي أعقبت خروج الفرنسيين من مصر هي الاخرى قد أرغمته على طول المقام ويوضح العطار مساره في حاشيته على السمرقندية بقوله ; وصلتُ مدينة " القسطنطينية " فمكثتُ بها نحو سنتين وبعضَ أشهر ، … ثم ارتحلتُ من القسطنطينية، غُرَّة شهر شعبان من شهور عشرين بعد المائتين، وتنقَّلتُ في بلاد " روم إيلي " - ولاية روم ايللى - حتى وصلتُ " سكندرية الروم " صانها الله عن الآفات والبَليَّات، فأُتِيحَ لي التَّوطُّن، وألقيتُ عَصا التَّسْيار، وجلستُ ببعض مدارسها"
وفى سنة 1810م دخل بلاد الشام قادما من بلاد الروم والتمس منه أهل العلم في دمشق قراءة شرح الأزهرية ففعل ذلك رجاء نفعهم ,وكان من تلامذته هناك الشيخ حسن البيطار ,وأقام العطار بالشام خمس سنين ثم عاد إلى مصر سنة 1815م بعد أن غاب عنها ثلاثة عشر عاما قضاها في التجوال .
مما سبق يتبين لنا أن الشيخ كان كثير الترحال ومما يحمد له انه ما كان ليسافر دون أن يستصحب الكتب فى غربته ; كان هدفه الاسمى هو التغيير والتطوير لما فيه خير الامة وعلم علم اليقين ان هذا لن يحدث بدون العلم فكان يردد "إن بلادنا لابد أن تتغير أحوالها ،ويتجدد بها من المعارف ما ليس فيها"
وقد اشار غير مرة فى حواشيه وتعليقاته على بعض المؤلفات الى ذلك الارتباط القوى بينه وبين العلم واصدق رموزه - الكتاب – فنراه يشير فى نهاية حاشيته على متن السمرقندية فى علم البيان الى ما حاق بالأراضي المصرية في عام الطاعون وبرغم ذلك يصر على اكمال كتابه بلا كلل او ملل
"ووافق الفراغ من نقلها من المسودة من يوم الجمعة المبارك من شهر ذى الحجة ختام سنة 1212 على يد مؤلفها الفقير حسن بن محمد العطار الشافعي الأزهري بمنزله المجاور لمسجد الحسين رضى الله عنه ومن الاتفاقات العجيبة انى الفت هذه الحاشية والهموم متكاثرة مترادفة لان العام عام طاعون تتوارد فيه الفجعات وتتوالى الحسرات … وانما قلت هذا الكلام واظهرته ليعذرني من طالع فيها حتى اذا رأى شيئا طغى به القلم اقال عثرتي "
وبرغم ما مر به من صعاب واغتراب في مصر وخارجها نجده يصر على مراجعة هذه الحاشية مرة اخرى اثناء ترحاله مغتربا خارج مصر ويعيد صياغتها وكتابتها في شكلها الامثل واطلق عليها اسم الحواشى الرومية - حاشية العطار المشهورة المطبوعة بمصر في شركة المطبوعات العلمية هي الحاشية المصرية ، وأما " الرومية " فهي لا تزال مخطوطة، ومنها نسخ بمكتبات " تركيا "- وبرغم هذا الجهد والتحرى والتدقيق نجده في نهاية الحاشية الرومية يعتذر للقارىء بان حاله كحال كل غريب بعيد عن الاوطان مشغول البال بما يلاقيه.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق