اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

غيمة بلون امرأة || فؤاد حسن محمد

بدأت مؤخرة الغيمة البيضاء تهطل ،تساقطت قطرات الماء على وجوه الذكور في المدينة ،فبدأ المئات من أصحاب الدرجّات والسيارات يطلقون زماميرهم ،وكان أحدهم يلاحق حبات المطر وهو يلعن ويشتم قلة أدب الغيمة .
كان رجال الأمن يتضاحكون ، الناس تركض في الشارع يتصايحون بملء أشداقهم ،أصيب من أصيب بحالة ذهول شديد ،دخل العديد في حالة شبق هستيري ، تدافع الجميع من أجل نثلة يتذوقها ،
فأطلقت النساء روائح خاصة ، وبين القيل والقال قيل مالا يقال :
- لو قرعوا بابي لفرشت لهم ما يوقف جنونهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كان رجل عجوز يتحسس طريقه وراء الغيمة ،يسرق خطاه وحيدا في أخر الشارع ،رغم تقدم عمره رقص الفرح في قلبه ، هتف وأخرج كل شهوته من عكازه " عائشة ...عائشة " ، توقف مبهورا مشدودا للغيمة الخارجة لتطفئ ظمأ العطاشى ، يضحك " الحطب الجاف يشتعل بسرعة " ، هز رأسه أين يمضي في هذا السباق العنيف .
الناس تركض جماعات ، وتلك الشتائم "صباح الخير يا سافرة " ،لماذا هذا التصلب وكل واحد يحمل عاطفة نداوة الجسد ،عظم شعور العجوز بالمرأة الكامنة في الغيمة ،غاب بشرود لذيذ لا يعرف السأم ،فشع وجهه المنكمش ، ودبت الليونة في التجاعيد المتخشبة ،فتح عينية اللتين بالكاد تتبينا في محياه ، وكلما تفحص في الغيمة كبرت الرغبات وتوهجت ،كان بوسعه أن يحدد في غياب الضمير وطأ ساقيها البيضاويتين ،لقد ولدت المرأة في الغيمة لتطلق رائحة المسلخ في سراويل الرجال .
تساءل أحد المهرولين :
-يجب إقامة الحد عليها
بصق رجل متدين لعاب شهوته ،وأشار إلى الغيمة التي تسير بغنج نحو البحر .
-ارجموا الغيمة ....إنها غير نظيفة
كانت الغيمة ذات جمال خارق ،وكلما أطال العجوز النظر فيها ،ملأj لطائف الغيمة عينيه كأنها هي العالم بحد ذاته ،لكنه يعتقد أيضا أن المرأة ولدت ملاك ،قال :
- عائشة الحب والفرح وضحكة الدنيا
- قد يكون ما قاله الملتحي أكثر صدقا
الآن المرأة في الغيمة ،وكل امرأة يمكن أن تكون غيمة ،وكل غيمة يمكن أن تلعب مع الهواء ،يحمل العجوز أحلام ترقص تحت لحاف فراشه حافية القدمين، تدور عائشة وتدور في عيونه الخمسة ، تُنْهِض اللقى من تراب الموت، ينفلت العجوز من وقاره ،ويصرخ :
- عائشة ...عائشة ، لا تغادري اليابسة نحو البحر
تشير له :
- تعال أنت
يشرب العجوز كأس النداء ،يأتي العشق مرة واحدة إلى قلب الإنسان ،يفترش وجه عائشة فوق الغيمة ، نظر...ابتسم ...ركض ...ترك كل عمره وركض ..صرخ ..جن جنون العجوز :
- عائشة ...عائشة
ردت الغيمة :
-حبيبي العجوز..
تلك المرة الأولى التي يكون صادقا فيها مع نفسه، ضرب الهرج صفوف الموتورين ، تطاير رذاذ من كهف التاريخ :
- ارجموا العجوز ..
مات وأثار الأحذية على رأسه ،في كل زمان عاشق وفي كل زمان موت ،نادت الغيمة :
- اخرج من موتك وتعال إلي
عاد صوت من الماضي السحيق :
- ارجموا الغيمة
أخرجوا بنادقهم من تحت ثيابهم ،بددت الرصاصات قطرات المطر في الغيمة ، بكت عائشة ... فانهمر المطر من حرقتها وهي تغادر اليابسة نحو البحر .


فؤاد حسن محمد 

 جبلة - سوريا

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...