اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

لقد صنعتُ أصنامي ....*فراس حج محمد

16
لقد صنعتُ أصنامي، فهلا صنعت أصنامك أيضا؟

عمت صباحا ومساء، أما بعد:
ماذا يعني أنك غبت أو حضرت؟ لا شيء إطلاقا. مر على آخر رسالة منك في هذا اليوم ثلاث جُمع كاملة لا أدري عنك شيئا، ولم تصلني أخبارك. السماء لم تسقط على الأرض، ولم ينخسف القمر، ولم تنكسف الشمس، لقد استمرت بالشروق كل صباح وهي تبتسم، والعصافير لم تمتنع عن التغريد حزنا، بل إن كل شيء سار عاديا دون وحشة أو سوء حال. فالأمر طبيعي جدا. وما زلت أستمتع بشرب القهوة والقراءة أحيانا، وأذهب إلى العمل وأقوم بواجباتي على أكمل وجه.
قال أحد المفكرين: "إذا غابت الفكرة حضر الصنم". وإذا غبت تحضر أصنامك كلها. لكن المسألة ليست كذلك بالضبط، دعيني أشرح لك قليلا: ها هي قطعة خشبية تعلو مكتبي. صنم صنعته عند نجار صديق، كان بارعا إلى حد الذهول، أريته صورتك، وأخبرته أن يصنع لي تمثالا على صورتك ومثالك. كان فنانا فعلا، نحاتا أتقن الصنعة، ها أنت الآن أمامي بكامل حضورك. صنما، وثنا، فكرة، أحدثك كلما اشتقت إليك، أبتسم كلما لاحت لي الضرورة كي أبتسم. أتحسسك فأنت هنا وأكثر. تمثالك يُغني، يفعل بي كل شيء، إلا مضاجعتك، لقد تنازلت عنها، لتكون خاصة في الأحلام كل ليلة. أحلامي هي الأخرى ما زالت كما تعلمينها زاهية لم تتغير، ولن تتغير.

ثلاث جمع وأنت صامتة، تسترقين النظر وتطلين على شرفة الكلام المنشور هنا وهناك، ما الذي حرك فيك نشوة الاستمتاع بالعبث، لماذا لم تظلي باهتة الملامح، غارقة في المجهول، أعرف أنه لا فائدة من الكلام ولا من كتابة الرسائل. كل علاقتنا عبث، وكل ما كتبناه عبث، وكل رسائلنا هراء، ما نفعها؟ وهذه الرسالة أيضا نوع إضافي من العبث.

صدقيني لو قلت إنني لم أعد أشتعل وجدا كما كنت سابقا، فقد نجحتِ في تراكم الجليد طبقة من بعد أخرى. عندما قرأت رسالتك الليلة الفائتة لم تكن مفاجئة، إذ كانت شبه خاوية من المعنى، أو بأدق تعبير خاوية تماما من أي رسائل، لم أفكر للحظة أن أهتم بها. إنها لا شيء، لأنها لو كانت تمثل لك شيئا لم تكن لتتأخر ثلاث جُمع متواصلة، كنت غارقة فيها في ذاتك ولأجل ذاتك. مباركة تلك الذات يا عزيزة الذات! فلا تحاولي الالتفات مرة أخرى لأي شيء، فأصنامك التي في ذاكرتي وتمثالك الذي يتوسط مكتبي كافية لتكون البديل.

أريد أن أخبرك من باب الاستطراد العبثي طبعا، أنه لا قصائد، أو كتابات جديدة سوى نص طويل كتبته من وحي حوارات طويلة مع صديقة جديدة، عرفتني ما كنت أجهل، أطعمتني شهوة الحديث حول أشياء كثيرة، والليل لم يعد طويلا أو مملا، مع أنها رفضت إقامة علاقة معي من أي نوع سوى علاقة الصداقة.

علي أن أخبرك أيضا أن صديقاتي رائعات، لا يعرفن العقوق ولا الخذلان، ربما ضحكتِ الآن بملء الفم إلى حد القهقهة من ذلك. أعرف ذلك كأنني أراك تقهقهين بلؤم واضح. أرى تمثالك أمامي ضاحكا أيضا، ها هو ينظر إلي ويمد إحدى ذراعيه يتحسس وجهي، مع أنه من الخشب المصقول إلا أنه ليس باردا إطلاقا، تسري في كفه حرارة من نوع خاص، لستُ أتخيل أو أتمنى، بل إن تلك الكف الوثنية تنبعث منها رائحة شبيه برائحة جسدك.

فكري معي بفكرة الصنم المخترع، فكري بتلك الأقوام التي صنعت أصنامها لتعبدها، تريد أن تتقرب إلى الله زلفى بها، هل سيصبح ما بيننا تمثال ومجموعة أصنام، وننسى أن هناك شخصا ما زال حيا. أتمنى أن تستطيع هذه الفكرة ملء الفراغ.

لا أريد تحطيم تمثالك الوثني ولا أصنامك الزلفى، ولكن أريد أن أسهر معها على طريقتي الخاصة، فلم أعد وحيدا بعد هذا الاختراع العبقري، ولتبادري إلى صنع أصنامك أنت أيضا، فقد حان الوقت لنعود إلى ما قبل فكرة التوحيد العاطفي، يبدو أنها لم تعد مناسبة في الحب على الأقل، ولم يعد يليق بنا الإيمان أيتها المستنفرة المستفزة.

لا أدري متى يُبعث رسولنا الجديد لينقذنا من جاهليتنا الجديدة، فـ "لا شيء يقلب حياة المرء كما يفعل الحب"، إننا نعيش بفترة من الرسل، حتى ذلك الوقت الذي أرجو ألا يطول ظهوره قبل أن نموت، سأنتظر، لعلي أكون أول المصدقين به والمؤمنين بشرائعه.
حتى يحدث ذلك فهل تنتظرين معي؟

فراس حج محمد

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...