هِيَ الرّيحُ
تعْبَثُ بينَ الضُّلوعِ
أَمِ الرّوحُ تَزهَقُ فِيَّ الجَسَدْ..!
هِيَ النّارُ
تُشعِلُ شَمْعَ الدُّموعِ أِمِ النّورُ
يَبعَثُ في جَسَدِ الشَّمعِ
روحَ الأَحَدْ..؟!
هِيَ الرّوحُ
ريحٌ تُحوِّمُ بينَ خَرافةِ هذا الوجودِ
وَبينَ يَقينِ حُدودِ الأَبَدْ !!
فَيا بَحْرُ خُذْني إِليكَ كَما يَشتَهي المَوتُ
هَلْ غايَةُ المَوجِ
إِلاّ انفِجار الزَّبَدْ ؟!
عَلى ضِفَّتيْنِ اثنَتَيْنِ وُلدْتُ
وَلا جِسْرَ يَفصِلُ بَيْني وَبَيْني
وَبَيْني وَبْينَكِ
إِلاّ رُؤايَ التي احترَقتْ كُلَّما
حوَّمَتْ كَالفراشاتِ حَولَ سِياج ٍ قَديمٍ
تَركناهُ يَحرسُ في اللَّيْلِ
روحَ البَلَدْ
فلا تَسأَلي النَّهرَ عَنْ سِرِّهِ في الغَمامِ البَعيدِ
سَتُشعِلُنا بَرقةٌ في البَريدِ
وَنَمضي إِلى نَبْضَةٍ في الوَريدِ
تُهيِّئُ مِنْ عَنْدَمِ القَلبِ حنّاءَها المُشتَهى
وَتُعِدُّ الدِّماءَ الأَخيرةَ
في عُرْسِنا النَّورَسيِّ
مُقدِّمةً لانعِتاقِ الوُرودِ إِذا ما استَوى الوَردُ والدَمُ
في مَهْرَجانِ الجَسَدْ..!!
هِيَ الرّوحُ سُلَّمُنا لِلسَّماءِ
وَلا أَرضَ لي كَيْ أَكونَ قَريناً لروحي
أُزَوِّجُها ما تَشاءُ مِنَ الرَّغَباتِ
وَما تَشْتَهي في رِداءِ النَّدى وَالغُبارِ
كَأَنّي عَلى نَخْلةِ الرّيحِ
يَأْخُذُني نَوْرَسٌ للنِّهائِيِّ ِفي اللانِهائِيِّ
بَيْنَ شِراعِ المَدى السَّرمَدِيِّ
وَبَيْنَ سِياجِ الأَمَدْ...
ضَعيني عَلى رُكْبَةِ الماءِ
أَكتَشِف البئْرَ
بي شَبَقٌ عارِمٌ للبُلوغِ لِدِلتا الحَياةِ
التي تَسْتَفِزُّ الشَّرايينَ فِيَّ
وَتَغمُرُني بالنَّدى كُلَّما عَربَدَ النّيلُ في شَغَفِ الرّوحِ بالريحِ
حَتّى يَتمَّ انهِمارُ البَرَدْ..
أُحِبُّكِ..
هَلْ يَنْبَغي أَنْ أَموتَ لأَنّي أُحِبُّكِ
حَتّى يَتِمَّ الزَّفافُ المُهيّأُ
مِنْ نِصْفِ قَرْنٍ
عَلى طَلَقاتِ الرَّصاصِ ؟
وَهَلْ كانَ يَكفي بأَنْ أَشتَهيكِ
لِكَيْ ِيَسحَبَ الجَزْرُ فُستانَ حَيْفا
وَيَرمي خَلاخيلَها في دَمي المُستفَزِّ
عَلى حافَّةِ المَدِّ
بَيْنَ النَّوى المُستَبدِّ
وَبَيْنَ نَوايا المَدَدْ !
وَهَلْ كانَ يَكفي بأَنْ أَستَعيرَ السَّحابَةَ دَمْعاً
لأَروي تُرابَ القَصيدَةِ
إِنَّ القَصائدَ تَحمِلُ ظِلِّي
وَلا ظِلَّ للشَّمسِ
حَتّى أَفَسِّرَ للظلِّ نَفسي
سَتَفْضَحُني لَثْغةٌ في كَلامِ الحمامِ
وَنايٌ يُوزِّعُ روحي
عَلى نِسوَةٍ يَتَسَفَّعْنَ في شَمسِهِنَّ
وَيَنْضُجْنَ
كَالتّينِ مِلءَ أُنوثَةِ أَجْسادِهِنَّ
وَمِلءَ حَرارةِ صَيْفٍ تَنهَّدَ تَحْتَ ثِيابِ النِّساءِ
فَأَنَّ الجَسَدْ..!!
هِيَ الرّوحُ سُلَّمُ أَجسادِنا للفَناءِ
سَأَمضي إِلى آخِرِ السَّفْحِ
لا بدَّ منْ كَبوَةٍ كيْ يُتِمَّ الحِصانُ الصَّهيلَ الأَخيرَ
وَلا مُسْتَحيلَ عَلى الأَرضِ غَيْر البَقاءِ
سَيَكْتَشِف السِّندِبادُ مَرايا الزَّبَرْجَدِ
في نُطْفَةِ الماءِ
أَيّْ المَرايا سَتأْسُرُ روحي
وَأَيُّ المَرايا سَتَكْسرُ فِيَّ
زُجاجَ الجَسَدْ !
هِيَ الرّوحُ ريحُ الخُلودِ
فكُنْ عارِياً كَالورودِ
وَهَيِّئْ حُضورَكَ مِلءَ الغِيابِ
وَمِلءَ الوجودِ
وَكُنْ حاضِراً أَبَداً
يا جَسَدْ..!!!
سليمان دغش
(من ديوان آخِـــــر المــــــاء)
تعْبَثُ بينَ الضُّلوعِ
أَمِ الرّوحُ تَزهَقُ فِيَّ الجَسَدْ..!
هِيَ النّارُ
تُشعِلُ شَمْعَ الدُّموعِ أِمِ النّورُ
يَبعَثُ في جَسَدِ الشَّمعِ
روحَ الأَحَدْ..؟!
هِيَ الرّوحُ
ريحٌ تُحوِّمُ بينَ خَرافةِ هذا الوجودِ
وَبينَ يَقينِ حُدودِ الأَبَدْ !!
فَيا بَحْرُ خُذْني إِليكَ كَما يَشتَهي المَوتُ
هَلْ غايَةُ المَوجِ
إِلاّ انفِجار الزَّبَدْ ؟!
عَلى ضِفَّتيْنِ اثنَتَيْنِ وُلدْتُ
وَلا جِسْرَ يَفصِلُ بَيْني وَبَيْني
وَبَيْني وَبْينَكِ
إِلاّ رُؤايَ التي احترَقتْ كُلَّما
حوَّمَتْ كَالفراشاتِ حَولَ سِياج ٍ قَديمٍ
تَركناهُ يَحرسُ في اللَّيْلِ
روحَ البَلَدْ
فلا تَسأَلي النَّهرَ عَنْ سِرِّهِ في الغَمامِ البَعيدِ
سَتُشعِلُنا بَرقةٌ في البَريدِ
وَنَمضي إِلى نَبْضَةٍ في الوَريدِ
تُهيِّئُ مِنْ عَنْدَمِ القَلبِ حنّاءَها المُشتَهى
وَتُعِدُّ الدِّماءَ الأَخيرةَ
في عُرْسِنا النَّورَسيِّ
مُقدِّمةً لانعِتاقِ الوُرودِ إِذا ما استَوى الوَردُ والدَمُ
في مَهْرَجانِ الجَسَدْ..!!
هِيَ الرّوحُ سُلَّمُنا لِلسَّماءِ
وَلا أَرضَ لي كَيْ أَكونَ قَريناً لروحي
أُزَوِّجُها ما تَشاءُ مِنَ الرَّغَباتِ
وَما تَشْتَهي في رِداءِ النَّدى وَالغُبارِ
كَأَنّي عَلى نَخْلةِ الرّيحِ
يَأْخُذُني نَوْرَسٌ للنِّهائِيِّ ِفي اللانِهائِيِّ
بَيْنَ شِراعِ المَدى السَّرمَدِيِّ
وَبَيْنَ سِياجِ الأَمَدْ...
ضَعيني عَلى رُكْبَةِ الماءِ
أَكتَشِف البئْرَ
بي شَبَقٌ عارِمٌ للبُلوغِ لِدِلتا الحَياةِ
التي تَسْتَفِزُّ الشَّرايينَ فِيَّ
وَتَغمُرُني بالنَّدى كُلَّما عَربَدَ النّيلُ في شَغَفِ الرّوحِ بالريحِ
حَتّى يَتمَّ انهِمارُ البَرَدْ..
أُحِبُّكِ..
هَلْ يَنْبَغي أَنْ أَموتَ لأَنّي أُحِبُّكِ
حَتّى يَتِمَّ الزَّفافُ المُهيّأُ
مِنْ نِصْفِ قَرْنٍ
عَلى طَلَقاتِ الرَّصاصِ ؟
وَهَلْ كانَ يَكفي بأَنْ أَشتَهيكِ
لِكَيْ ِيَسحَبَ الجَزْرُ فُستانَ حَيْفا
وَيَرمي خَلاخيلَها في دَمي المُستفَزِّ
عَلى حافَّةِ المَدِّ
بَيْنَ النَّوى المُستَبدِّ
وَبَيْنَ نَوايا المَدَدْ !
وَهَلْ كانَ يَكفي بأَنْ أَستَعيرَ السَّحابَةَ دَمْعاً
لأَروي تُرابَ القَصيدَةِ
إِنَّ القَصائدَ تَحمِلُ ظِلِّي
وَلا ظِلَّ للشَّمسِ
حَتّى أَفَسِّرَ للظلِّ نَفسي
سَتَفْضَحُني لَثْغةٌ في كَلامِ الحمامِ
وَنايٌ يُوزِّعُ روحي
عَلى نِسوَةٍ يَتَسَفَّعْنَ في شَمسِهِنَّ
وَيَنْضُجْنَ
كَالتّينِ مِلءَ أُنوثَةِ أَجْسادِهِنَّ
وَمِلءَ حَرارةِ صَيْفٍ تَنهَّدَ تَحْتَ ثِيابِ النِّساءِ
فَأَنَّ الجَسَدْ..!!
هِيَ الرّوحُ سُلَّمُ أَجسادِنا للفَناءِ
سَأَمضي إِلى آخِرِ السَّفْحِ
لا بدَّ منْ كَبوَةٍ كيْ يُتِمَّ الحِصانُ الصَّهيلَ الأَخيرَ
وَلا مُسْتَحيلَ عَلى الأَرضِ غَيْر البَقاءِ
سَيَكْتَشِف السِّندِبادُ مَرايا الزَّبَرْجَدِ
في نُطْفَةِ الماءِ
أَيّْ المَرايا سَتأْسُرُ روحي
وَأَيُّ المَرايا سَتَكْسرُ فِيَّ
زُجاجَ الجَسَدْ !
هِيَ الرّوحُ ريحُ الخُلودِ
فكُنْ عارِياً كَالورودِ
وَهَيِّئْ حُضورَكَ مِلءَ الغِيابِ
وَمِلءَ الوجودِ
وَكُنْ حاضِراً أَبَداً
يا جَسَدْ..!!!
سليمان دغش
(من ديوان آخِـــــر المــــــاء)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق