المدينة كانت ملجأً للغجر الهاربين
من وجع العشب الذابل على مرقد الهزيمة
وكنا في مينائها لاجئَين على أكف الباعة المتجولين وجادلي زينة شعر العرائس
والمرجان المتحجر على الشواطئ
أتَذْكر
يوم اعتدنا إيقاع الهدير وروضناه
واليوم
مد يديك للبحر
وأنثر رماد الانتهاء على الموج الرابض بين حباته
مسافة تصغر بين السماء والوجع
تكبر المراكب ويصغر المدى
تسلق على جراحنا
تكَبَّر على موت الكرامة في هامات تصغر حد التلاشي
مد يديك للبحر
قل له أن يكون الربان والمرسى
الهزائم من ورائنا وأمامنا
ثم ماذا بعد
إركب موجك أينما تأخذك الريح
تعرى في وجه الشمس
حتى يطفو عسل على وجه الماء
وخبز على زبد الموج
وورد على جباه عرائس البحر
ما عاد متسع للندى في الأرض
شاخت القطرة وجفت الخيام
إركب الماء
وخذ نفسا من حسك السمك
سمك يموت في حوضه
لا منفذ لماء ولا هواء
مات النخيل في صحرائه
هجّت النوارس نحو البعيد
ثم ماذا بعد
أنثر رماد الانتهاء من المراكب
مات الحب في قصص الأنبياء
وانتهى عهد العدل في لعبة المد والجزر
لا العاصفة تبشر بالركود
والغجر يهربون من وجع العشب
الذابل في مرقد الهزيمة
مد يديك للبحر
ليكون الربان والمرسى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق